يلوح اجتماع المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية، اليوم السبت، »ساخنا في ظل تداعيات ما بات يعرف بمهاجمة قياديين في الشبيبة لأعضاء بارزين في المكتب السياسي، واتهامهم بأنهم تعودوا التسابق على المناصب أمام أعين المناضلين»، وكذا في ظل رغبة أعضاء في الشبيبة في إثارة موضوع البيان الختامي لمؤتمر الشبيبات الاشتراكية، المعروف اختصارا ب«اليوزي»، الذي احتضنته السويد قبل أشهر، والذي أعلن عن دعم المنظمة بشكل تام لما أسمته »مبدأ تقرير المصير بالصحراء» و«استقلال الصحراء «واستبعاده ما أسماه «المبادرة المغربية المتمثلة في مقترح الحكم الذاتي». وكان علي اليازغي، الكاتب العام للشبيبة، قد أعلن عقب عودته من السويد عن نجاح وفد الشبيبة الاتحادية، الذي ترأسه، في إقناع المؤتمرين بأهمية المبادرة المغربية، خصوصا بعد لقائه بقيادة ما يسمى «شبيبة البوليساريو»، حيث تصدرت صورة لقائه بوفد »شبيبة البوليساريو» الصفحة الأولى لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، في مبادرة اعتبرتها الشبيبة والحزب بمثابة «نجاح للدبلوماسية الشبابية». كما تزيد من سخونة اجتماع المكتب السياسي بالمكتب الوطني للتنظيم الشبابي للحزب، وفق مصادر اتحادية، دعوة عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي، خلال الاجتماع الأخير للمكتب يوم الإثنين المنصرم، قيادة الحزب إلى الحزم ووضع حد لما أسماه التسيب الذي يعيشه الحزب منذ مدة، والذي كانت آخر حلقاته فتح النار على كل أعضاء المكتب السياسي (إدريس لشكر، وعبد الهادي خيرات، وعبد الحميد جماهري، وحسن طارق، وعلي بوعبيد) ووصفهم بأنهم أناس «تعودوا التسابق على المناصب أمام أعين المناضلين، واختصروا الرجة السياسية في حقيبة وزارية». وفيما تتحدث الأوساط الاتحادية عن «نية» جمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني، اتخاذ قرار تأديبي في حق عضو ديوان وزارته الكاتب العام السابق للشبيبة الاتحادية علي الغنبوري، بإبعاده من وزارته، جراء الحرج الذي أوقعه فيه على خلفية ما تضمنته النشرة الالكترونية «اتحادي» التي أصدر عددها الصفر بمعية كل من عبد المجيد مومر ونوفل بلمير، من هجوم على أعضاء في المكتب السياسي، أرجع عضو في المكتب السياسي لحزب المهدي بنبركة تزعم أغماني للجبهة المتشددة داخل المكتب السياسي، الداعية إلى التزام الصرامة في حق أعضاء الشبيبة الثلاثة، إلى شعوره بالحرج ومحاولة التخلص من التهمة التي قد تلصق به. إلى ذلك، اعتبر عبد الحميد الجماهري، عضو المكتب السياسي، أن اجتماع يوم السبت سيكون مناسبة لمعالجة وضعية الشبيبة ولطرح المشاكل التي تعيشها والتحضير لمؤتمرها المزمع تنظيمه في أكتوبر المقبل، داعيا إلى تمتيع أعضاء المجلس الوطني للشبيبة الثلاثة بفرصة للدفاع عن أنفسهم وفق أعراف وقوانين الحزب، مشيرا إلى أن ما تضمنته النشرة الإلكترونية كان هجوما غير أخلاقي وغير سياسي، وخطوة غير محسوبة وغير مبررة، بل بدا كأن ذلك جاء تنفيذا لأجندة خارجية. من جهته، اتهم نوفل بلمير، عضو المكتب الوطني للشبيبة، تعليقا على الجدل الذي أثارته الاتهامات الموجهة لأعضاء المكتب السياسي الخمسة، جهات نعتها بالمحافظة بمحاولة «استهدافنا والترويج بأننا ضد المكتب السياسي، الذي نحترم أعضاءه، بل تربطنا بهم علاقات جيدة»، مشيرا إلى أن إصدار نشرة «اتحادي» مبادرة أتت بحسن نية وليس بهدف المس بالأشخاص أو تصريف قرارات تتخذ في دوائر مغلقة، بل هي طريقة جديدة للتواصل والتحاور مع الاتحاديين والمواطنين، خاصة الشباب منهم، تستهدف فتح نقاش داخل الحزب في القضايا السياسية والتعبير عن الرأي في إطار اختيارات الحزب وتوجهاته». وفيما نفى بلمير أن يكون بمعية الغنبوري ومومر يتزعمون تيار «أولاد الشعب» الذي ينشط على صفحات «الفيس بوك»، تساءل المصدر ذاته: »كيف للبعض أن يثور ويرغد ويزبد حينما يمس أشخاص داخل الحزب، في حين أنه يلتزم الصمت بخصوص قضايا مصيرية للبلاد كما كان الحال بالنسبة لقضية الصحراء»، في إشارة إلى تداعيات مشاركة الشبيبة في مؤتمر «اليوزي»، الذي انعقد بالسويد. بلمير قال تعليقا على ما يروج بخصوص اتخاذ قيادة الحزب قرارات الطرد في حق أعضاء المكتب الوطني للشبيبة الثلاثة: »ليس لأي كان أن يطردنا لأننا نمتلك نفس الشرعية التي يمتلكها، والجهاز الوحيد المخول له طردنا هو المؤتمر»، مشيرا إلى أن التلويح بالطرد يندرج في سياق محاولة بعض المحافظين داخل الحزب إخافتنا».