تزامن شهر رمضان هذه السنة مع انطلاق مجموعة من البطولات الأوربية في كرة القدم المدرجة مما يسبب بعض المشاكل للاعبين المسلمين، الذين غالبا ما أدى إصرارهم على الصوم إلى قطيعة مع مدربيهم الذين يتخوفون من الصيام، اقتناعا منهم أن صيام لاعبي المستوى العالي يؤثر في أدائهم ولياقتهم،ويطرح هذا الأمر بحدة على الخصوص في البطولة الفرنسية والإسبانية والألمانية التي تضم مجموعة من اللاعبين المسلمين. ففي إسبانيا أكد لاعبو برشلونة سيدو كيتا وأريك أبيدال أنهما لن يصوما رمضان حتى لا يؤثر ذلك على التدريبات، أما مامدو ديارا،لاعب ريال مدريد، فقد أكد أنه سيصوم ،ومن جهته أكد التركي محمد توبال لاعب فالنسيا أنه سيصوم رمضان أما سفيان فاغولي فلم يحسم موقفه بعد. ومن جهته، فإن مدرب نادي غرونوبل الفرنسي، البوسني محامد بازداريفيتش يحبذ أن لا يصوم لاعبوه المسلمون يوم اللقاء فقط. ويتذكر أنه واجه سابقا بعض الحالات صعب عليه حل إشكالها'' مع نادي إيستر، حين كان الفريق يضم عدة لاعبين في مثل هذه الحالة، وطلبت من بعضهم عدم الصوم، لكن هناك من طبق تعليماتي، وهناك من رفض الانصياع بسبب التزاماتهم العقائدية''. كما وجد مدرب تروا سابقا ألان بيران صعوبة في التعامل مع قضية لاعبيه الجزائريين رفيق صايفي وفريد غازي، إلى درجة أنهما ضيعا مكانتهما كأساسيين ضمن التشكيلة بسبب إصرارهما على الصوم. غير أن الأمور تغيّرت نوعا ما في الوقت الراهن، مثلما أوضحه ياسين بزاز : ''أظن أن الأندية تحترم اليوم قناعات اللاعبين''. مشيرا إلى أن صيام رمضان لا يتعارض مع نجاح اللاعب داخل الميدان. فمن جهته أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم عن اتخاذ قرار يجبر اللاعبين المسلمين المنتسبين للأندية الألمانية على الإفطار في أيام المباريات التي ستُلعب في شهر رمضان المقبل ضمن البطولات التي ينظمها الاتحاد "البوندسليجا". وعرض الموقع الرسمي للاتحاد الألماني بيانا يرفض فيه صيام اللاعبين أثناء المباريات بعد إجراء محادثات مع مديرين الأندية، وكبار المسؤولين من الاتحاد الألماني،ورابطة الدوري الألماني، وصندوق الإسكان الاجتماعي فرانكفورت خلال اجتماع في مقر رابطة الدوري الألماني. وذكر البيان أن لاعبي كرة القدم المسلمين عليهم أداء واجباتهم وعملهم دون الشعور بالذنب أو التقصير فى واجباتهم الدينية حيث أن صحة الجسم تلعب دورا داعماً في الإسلام وبما أن كرة القدم للمحترفين هي مهنة مثل باقي المهن تتطلب مجهودا بدنيا شاقاً فإن اللاعبين لديهم رخصه للإفطار. وجاء القرار على خلفية توجيه فريق "إف. إس. في. فرانكفورت" إنذارا رسميا لثلاث من لاعبيه بعدما رفضوا الإفطار في رمضان رغم اشتراط النادي ذلك في عقودهم. يُذكر أن خلافات كثيرة حدثت بين لاعبين مسلمين وبين أنديتهم بسبب صيام شهر رمضان ليس في ألمانيا فقط.