اتخذ المغرب هذه السنة إجراءات استثنائية على الحدود من أجل منع تسرب الكتب والأشرطة التبشيرية إلى المغرب. وأعطيت أوامر صارمة إلى عناصر الجمارك المغربية من أجل مصادرة جميع الكتب والأشرطة التبشيرية التي تحاول البعثات التبشرية في أوروبا وأمريكا أن تسربها إلى المغرب عبر قوافل الجالية المغربية المقيمة في الخارج، حيث اعتادت هذه البعثات التبشيرية أن توزع على المهاجرين المغاربة في طريق العودة كتب الإنجيل وأشرطة تبشيرية وبعض الهدايا الملغومة كالسلاسل التي تحمل رمز الصليب وبعض الأقمصة التي تحمل علامة تبشيرية. ويقوم هؤلاء المهاجرون بدورهم وعن حسن نية بأخذ هذه الهدايا إلى أسرهم في المغرب. يمارس المبشرون ضغطا على الكونغريس الأمريكي من أجل مساومة المغرب بالمساعدات التي تقدمها أمريكا لوقف طرد المتهمين بممارسة أنشطة تبشيرية داخل المغرب. ولقد اخترقت البعثات التبشيرية الأمريكية الكونغريس وكونت لجنة أمريكة يتزعمها فرانك وولف عضو مجلس النواب عن ولاية فرجينيا، تقدمت بطلب إلى الكونغريس الأمريكي من أجل وقف مساعدته السنوية المقررة للمغرب والامتناع عن تمويل أي مشروع قبل السماح للمبشرين بالعودة إلى المغرب. واخترق هؤلاء المبشرون أشهر الجرائد وعلى رأسها واشنطن بوست التي كتبت في إحدى مقالاتها أنها تستغرب من شدة وصرامة التعامل المغربي مع المبشرين، وتقول إن أمريكا اعتادت المواقف المرنة من المغرب في المسائل الدينية، مذكرة بالتعايش والتسامح للمغرب في تعامله مع اليهود الإسرائيليين المنحدرين من أصول مغربية. يذكر أن المبشرين الذين طردوا مؤخرا من المغرب، وجهوا رسالة استعطاف إلى جلالة الملك محمد السادس عبر موقع جمعية مسيحية على شبكة الانترنيت يطالبون فيها بإلغاء قرار طردهم من المغرب والسماح لهم بما اسموه بممارسة الأنشطة الاجتماعية التي قالوا، حسب الرسالة، إنها تستهدف الأطفال الصغار المتخلى عنهم منذ 10 سنوات،ونفوا أن تكون لهم أية علاقة مع العمل التبشيري ،حسب الرسالة، التي نشرت في موقع لجمعية مسيحية تمارس بدورها التبشير مما يفند بصفة أوتوماتيكية ادعاءات هؤلاء المبشرين من أن لا علاقة لهم بالتبشير،وإلا كيف يلجأون إلى هذه الجمعية المسيحية المعروفة بأنشطتها التبشيرية في شمال إفريقيا من أجل توجيه هذه الرسالة الاستعطافية من أجل السماح لهم بالبقاء في المغرب.وكانت كانت وزارة الداخلية المغربية قد أكدت في بيان لها طرد عدة مبشرين أجانب "في الآونة الأخيرة" متهمين بالتبشير بالمسيحية في منطقة الأطلس المتوسط. وأعلنت الوزارة أن بين المبعدين 16 شخصا بين مسؤولين ومقيمين في مؤسسة تعنى باليتامى في بلدية عين اللوح بولاية إفران. وأكد المصدر أن المتهمين كانوا "يستغلون فقر بعض العائلات ويستهدفون أطفالهم،ويهتمون بهم منتهكين الاجراءات السارية في مجال كفالة الأطفال اليتامى".