شهد إقليمخريبكة موجة تجديد الأعمال التبشيرية مع مطلع الثمانينات، حيث توج بتنصير أول عائلة بحي "البيوت" سنة 86، فيما شهدت أواخر التسعينات عمليات مكثفة استهدفت التلاميذ والطلبة والفعاليات المثقفة على اعتبار دورها الريادي وقوة ثمرات كسبها ما دامت الفئات المعدمة سهلة الاستدراج عن طريق الإغراءات المالية. هكذا سجلنا تنصير مجموعة من الشباب بعضهم سقط في شراك التنصير من باب "الخلاص" من أزماته المادية والاجتماعية فيما تنصر الباقي "إيمانا واعتقادا". "هشام" طالب بحي "السوق" نموذج المسلم المرتد إلى النصرانية نجح مبشرو "مال?ا" الإسبانية في استدراجه عبر الرسائل البريدية والإجابات عن الأسئلة وإنجاز البحوث التي تصل 1000 درهم للبحث، وقد تم تدريبه بالبيضاء ليعود إلى خريبكة ويكون خلية تجتمع بشكل مسترسل بحي "الفيلاج" الذي يعتبر المعقل الأساسي بالإضافة إلى حي "البيوت" لانطلاق العمليات التبشيرية. نزلنا في "هشام" وحاورنا أصدقاءه وجيرانه وأكدوا لنا أن الشاب المتنصر استدرج بداية عبر الكتاب المقدس والأسئلة والبحوث المؤدى عنها كل ثلاثة أشهر ليتم الانتقال إلى الاجتماعات الفصلية في الدارالبيضاء، حيث يتم تدارس المشاكل التي تعترض التبشير، كما يقوم من حين لآخر بزيارة تونس مركز دول شمال إفريقيا وليعود محملا بتكوين جديد بالإضافة إلى الكتب والأشرطة باللغة الدارجة المغربية. وتبقى أخطر كلمة قالها هشام لأصدقائه عندما نظر إلى كنيسة فرنسية في ملكية المكتب الشريف للفوسفاط تحولت إلى دار للثقافة "سيعود الصليب إلى هذه الكنيسة قريبا"! تبقى الإشارة إلى أن مجموعة من الأساتذة لاحظوا بعض الكتب الملونة الجميلة فوق طاولات تلامذتهم تتوزع بين الكتاب المقدس والكتب التنصيرية الشيء الذي يؤشر لحملة تبشيرية مسعورة ضد الثوابت الإسلامية. يجدر التذكير إلى أن المنطقة عرفت في السنوات الأخيرة قوافل لأجانب يعملون على توزيع الكتب والأشرطة، وقد تم إلقاء القبض عليهم من طرف القائد السابق لقرية "سوق ثلاثاء الأولاد" ليتم الإفراج عنهم بعد ذلك في ظروف غامضة بناء على تعليمات عليا!! محمد عفيف