مكنت الحوافز المادية التي خصصها المندوب العام لإدارة السجون،حفيظ بنهاشم، للموظفين من ارتفاع وتيرة ضبط محاولات تهريب المخدرات بمختلف المؤسسات السجنية،وتقلص نشاط سوق المخدرات منذ مذكرة تخصيص الحوافز المادية للموظفين الذين ينجحون في إحباط محاولات مرور المخدرات بشتى أنواعها إلى المؤسسات السجنية . ففي سجن عكاشة وبعدما كان معدل الاستهلاك اليومي من المخدرات يفوق 5 كيلوغرامات، وثمن الصفيحة الوحيدة لا يتعدى 100درهم أصبح من الصعب الحصول على المخدرات كما في السابق،وأصبحت " الفروماجة "تباع ب 200درهم كما ضيقت إدارة السجن الخناق على أسر السجن التي ابتدعت أساليب جديدة لتمرير المخدرات منها دسها في أحذية تصنع عند إسكافي أو حشو قطع الشيرا داخل الخضر. ومن جهتها ضبطت إدارة سجن قلعة السراغنة نصف كيلوغرام من مخدر الشيرا عبارة عن صفائح رمي بها من خارج السجن إلى ساحة الفسحة بحي الوئام حيث التمس مدير المؤسسة من وكيل الملك أن يبعث الشرطة القضائية إلى جانب عناصر الشرطة العلمية التي حضرت لأول مرة في تارخ المندوبية العامة للسجون للتحري في قضية تهريب المخدرات،وجرى تمشيط ساحة الفسحة،وأخذ بصمات من اللصاق الذي لفت به المخدرات،وفي نفس اليوم تمكن موظفو السجن داخل قلعة السراغنة من ضبط 300كيلوغرام محشوة داخل الزيتون الأسود،وكانت هذه المخدرات موجهة إلى معتقل يقضي عقوبة حبسية داخل المؤسسة وهو من أصحاب السوابق القضائية،وبقلعة السراغنة دائما ضبطت أخيرا كمية مهمة من المخدرات محشوة داخل قوالب السكر. وبسجن سيدي موسى بالجديدة ضبطت في نفس الأسبوع ما يقارب كيلوغرام ونصف من مخدر الشيرا على شكل صفائح إلى جانب 20 " سمطة بولة حمرة " بحي التوبة وكشفت تحريات الإدارة أن المخدرات تعود إلى نزيل ذي سوابق قضائية يقيم بحي 4 ويتخذ من الحي 1 محلا للتخزين. وإذا كانت هذه الإجراءات قد قلصت ترويج المخدرات في السجون إلا أن العديد من المؤسسات السجنية لا تزال إلى حد الساعة تعرف ترويج المخدرات بشكل مفضوح كما هو الحال داخل مركز الإصلاح والتهذيب بسطات،والذي ما يزال يأوي نزلاء السجن المحلي عين علي مومن مما أدى إلى استفحال المخدرات والتعاطي للأقراص المهلوسة في صفوف الأحداث في ظل غياب بدائل ايجابية حيث يعيش نحو 1400 معتقل بؤسا كبيرا وبالسجن المحلي ببرشيد تحوم شبوهات حول موظف تفيد مصادرنا أنه ضبطت بحوزته 250 غراما من المخدرات أثناء تفتيشه هذا الأخير،وفق المصدر ذاته، حاول الدفاع عن نفسه وقال إن هذه المخدرات عثر عليها بالحديقة . وإذا كانت مقاربة الحوافز المادية قد مكنت من تقليص تداول المخدرات بالسجون فإنه حبذا لو جرى تتميمها بتطوير أكثر للحقل الاجتماعي داخل السجون،والرفع من أنشطة التثقيف والبرامج الصحية،والأنشطة الاجتماعية حتى يكون الاعتقال مناسبة لعلاج المعتقلين ومحو الصورة القاتمة عن السجون ، كما أن بعض المؤسسات السجنية البعيدة عن الإدارة المركزية كسجن واد لاو بتطوان وسجن طنجة ما تزال مرتعا لتجار الكوكايين الذي مازال يروج داخل هذه المؤسسة.