أكدت مصادر من جماعة العدل والاحسان أن اجتماعات عقدها عيسى أشرقي بمنزله بتطوان عجلت باتخاذ قرار عزله من مجلس الارشاد، وهي صيغة مهذبة لطرده من الجماعة، وحسب المصادر ذاتها فان مجموعة من الشباب الغاضب على الطريقة التي يتم بها تدبير أمور التنظيم والرافضين لمحاولة توريث منصب الارشاد العام وحصره في عائلة عبد السلام ياسين اجتمعوا بعيسى أشرقي وبلغوه احتجاجهم وأبدى هذا الأخير تعاطفه معهم مما جلب عليه غضب القيادة التي أسرعت الى اتخاذ القرار المذكور معللة اياه بعبارات غامضة من قبيل أنه لم يتلزم بالشروط الصارمة المفروض توفرها في القيادة. وأكدت المصادر المذكورة أن المجموعة المشار اليها سالفا متكتلة في مدن الشمال بالأساس وجنوب اسبانيا اضافة الى وجودها في مواقع تنظيمية أخرى وكانت هذه المجموعة ترشح عيسى أشرقي لخلافة عبد السلام ياسين على رأس الجماعة، وقد أصبح منصب الارشاد العام مطمع العديد من القيادات بعد تدهور صحة ياسين. وقد شهدت جماعة العدل والاحسان في الأيام الأخيرة حركة استقالات واسعة النطاق وخصوصا في مدن الشمال بعد أن قام مجلس ارشاد الجماعة باعفاء عيسى أشرقي من عضويته وشملت الاستقالات أنصار عيسى أشرقي وبعض الغاضبين من التدبير غير الديمقراطي داخل الجماعة التي تعتمد الأوامر أكثر من التداول في اتخاذ القرارات. وكانت مصادر من داخل العدل والاحسان ذكرت أن الشكاية، التي تقدم بها نقيب جهة بالشمال والتي تتهم عيسى أشرقي بتحويل أموال الجماعة لمصلحته الشخصية والسطو على أموال شركائه بمؤسسة خصوصية، لم تكن سوى الشجرة التي تخفي غابة الخلاف بينه وبين عبد السلام ياسين باعتباره يحظى بشعبية واسعة لدى أعضاء الجماعة مما جعله الخليفة المرشح لتولي الارشاد العام للجماعة بعد رحيل عبد السلام ياسين لكن هذا الأخير يتجه نحو توريث الجماعة لأنه لا يريد للقيادة أن تخرج عن بيته وما دامت كريمته نالت حظها من الصناعة الاعلامية في السنوات الأخيرة فتبقى هي المرشحة بقوة لتجلس مكان والدها.