هل إبعاد العضو القيادي في مجلس الإرشاد لجماعة العدل و الإحسان عيسى أشرقي من مجلس الإرشاد للجماعة،أعلى مؤسسة تنطيمية للجماعة،بالإضافة إلى الدائرة السياسية التي من مهامها الأساسية متابعة الشأن العام المغربي،كان بسبب اختلالات مالية سجلتها الجماعة في تسيير ميزانيتها بالشمال،و لمشاكل من نفس المستوى حدثت لقيادي الجماعة مع شركاء آخرين له في شركة خاصة؟ جهات إعلامية متعددة أكدت أن السر في التأديب "المهذب" للقيادي العدلوي بهذه الطريقة مع الاحتفاظ بعضويته داخل الجماعة،لم ترغب من ورائه في خلق ضجة إعلامية،لأنها تقدر أن الواقعة ستضر بها أكثر ما تفيدها،بعدم اقتناع المتتبعين لشؤون التنظيمات الإسلامية بالبلاد أن آلة المراقبة و العقاب تنظيميا في جماعة العدل و الإحسان مشغلة،و لا يمكن أن ترحم حتى الكبار في جماعة ع السلام ياسين. لكن العدل و الإحسان رأت المسألة بمنظار مختلف،سيجر على سمعتها الكثير من الضرر،باعتبار أن قيادي من الوزن الثقيل ضبظ بيد ملوثة بالمال المسروق من مالية الجماعة،و هو ما قد يفسر أن الجماعة،لا يمكن أن تختلف عن باقي التنظيمات الأخرى،على عكس ما ظلت تحاول أن تضفي على نفسها من أشياء من قبيل القداسة،و أن الفساد قد يعتري أحد أجهزتها،كما باقي المنظمات السياسية. و ظهور معطيات جديدة يفتح المجال لتساؤلات أخرى حول حقيقة إبعاد المسؤول الشمالي عن قيادة الجماعة،مصادر صحفية فسرت الأمر أنه مجرد قطع الطريق على شخص يتمتع بشعبية كبيرة في أوساط الجماعة لخلافة الشيخ ع السلام ياسين،كما هو الأمر بالنسبة للقيادي الوجدي العبادي،إلا أن المرشد الروحي تفيد هذه المصادر،قد يعارض خروج قيادة الجماعة عن أسرته الصغيرة،خصوصا مع الإشعاع الإعلامي التي أصبحت تتمتع به نجلته نادية،والتي تتقن كثيرا إثارة فضول وسائل الإعلام بما فيها الغربية. شهدت جماعة العدل والاحسان في الأيام الأخيرة حركة استقالات واسعة النطاق وخصوصا في مدن الشمال بعد أن قام مجلس ارشاد الجماعة باعفاء عيسى أشرقي من عضويته وهي صيغة مهذبة للطرد من الجماعة، وشملت الاستقالات أنصار عيسى أشرقي وبعض الغاضبين من التدبير غير الديمقراطي داخل الجماعة التي تعتمد الأوامر أكثر من التداول في اتخاذ القرارات. من جهة أخرى علمت "النهار المغربية" أن شقيق عيسى أشرقي واحد من أباطرة المخدرات له علاقة بالشريف بين الويدان المعتقل حاليا على ذمة الاتجار الدولي في المخدرات، وأكدت أن شقيق عيسى أشرقي هو الذي مول المخيمات الصيفية للعدل والاحسان سنة 97 و98 من القرن الماضي مضيفة أن عبد السلام ياسين أثناء زيارته لمدن الشمال عقب رفع الحصار عنه ركب السيارة الفاخرة للبارون المذكور. وكانت مصادر من داخل العدل والاحسان ذكرت أن الشكاية، التي تقدم بها نقيب جهة بالشمال والتي تتهم عيسى أشرقي بتحويل أموال الجماعة لمصلحته الشخصية والسطو على أموال شركائه بمؤسسة خصوصية، لم تكن سوى الشجرة التي تخفي غابة الخلاف بينه وبين عبد السلام ياسين باعتباره يحظى بشعبية واسعة لدى أعضاء الجماعة مما جعله الخليفة المرشح لتولي الارشاد العام للجماعة بعد رحيل عبد السلام ياسين لكن هذا الأخير يتجه نحو توريث الجماعة لأنه لا يريد للقيادة أن تخرج عن بيته وما دامت كريمته نالت حظها من الصناعة الاعلامية في السنوات الأخيرة فتبقى هي المرشحة بقوة لتجلس مكان والدها.