شهدت مدينة ميلانو الإيطالية أعمال شغب عارمة قام بها مهاجرون من الجزائر،والمغرب ومصر، احتجاجا على الاعتداء العنصري الذي تعرض له مواطن مصري يدعى، حامد محمود الفايد، البالغ من العمر 19 عاما، والذي لقي حتفه متأثرا بالجروح الخطيرة التي أصيب بها إثر نشوب شجار دام بين مصريين آخرين ومهاجرين من ساحل العاج وبين مهاجرين من جمهورية البيرو. واعتقلت نيابة ميلانو الإيطالية أمس أربعة مصريين على سبيل الإحتياط بعد أعمال شغب وقعت بين مهاجرين من شمال إفريقيا وأمريكا الجنوبية بعد مقتل شاب مصري. وذكرت وكالة "أنسا" الإيطالية أن حوالي مائة شاب من دول "افريقيا الشمالية"خربوا 17 سيارة وخمسة محلات يملك غالبيتها مهاجرون من أمريكا الجنوبية. ووصف نائب رئيس بلدية ميلانو ريكاردو دي كوراتو ما حدث بأنه "حرب عصابات على الطريقة الغربية بين عصابات من شمال إفريقيا وأخرى من أمريكا الجنوبية". وكان الشاب المصري قد قتل طعناً على يد مهاجرين من أمريكا الجنوبية، مما أثار غضب عشرات المهاجرين من مصر ودول شمال إفريقيا، فقاموا بأعمال شغب بالمدينة احتجاجا على مقتله. وكان القتيل حامد محمود الفايد قد اشتبك وصديق له وشابان من المغرب، في مشاجرة ظهر أمس الأول مع خمسة مهاجرين من بيرو، انتهت بطعن حامد فى صدره وهروب القاتل وزملائه الأربعة.وأفادت شرطة ميلانو، حسب ما تناقلته الصحف الإيطالية، بأن مهاجرين جزائريين ومغربيين تواجدوا على مقربة من موقع الحدث، حيث دخلوا في اشتباكات مع عناصر الشرطة وقاموا بأعمال عنف تنديدا بمقتل هذا المواطن المصري على يد أجانب عنصريين، ما دفع بمئات من المهاجرين العرب، من ضمنهم جزائريون، للخروج في مسيرات احتجاجية، رفعوا خلالها شعارات مناهضة للعنصرية التي يمارسها بعض الإيطاليين والمهاجرين غير الشرعيين المنحدرين من أمريكا اللاتينية. وأضافت وسائل الإعلام الإيطالية أن وزير الداخلية كان قد تدخل بعد وفاة هذا المواطن المصري، داعيا إلى ضرورة التحلي بالهدوء وعدم المساهمة في تأجيج العداء بين تيارين من المهاجرين يختلفان في اللغة والتاريخ، كما شدد على ضرورة تجنب تركيز الجمعيات العرقية في حي واحد، تفاديا لوقوع مثل هذه الحوادث. جدير بالذكر أن هذه الاحتجاجات تعتبر الثانية بعد تلك التي قام بها مهاجرون غير شرعيين بداية هذه السنة في منطقة كالابريا الإيطالية، التي شهدت أعمال عنف عارمة، تمثلت في حرق السيارات وتحطيم واجهات المحلات احتجاجا على إقدام بعض الإيطاليين على الاعتداء على ممتلكات المهاجرين الأفارقة، وأسفرت هذه الاحتجاجات عن إصابة 53 شخصا بينهم 18 شرطيا.