انقلب الوضع الأمني فجأة رأسا على عقب في مدينة ميلانو الإيطالية اثر مواجهات بين مهاجرين عرب وآخرين من أمريكا اللاتينية. واندلعت الاشتباكات في أحد شوارع ميلانو إثر اعتداء خمسة من مهاجرين من أمريكا اللاتينية (من البيرو والإكوادور) على ثلاثة مواطنين اثنين من مصر وثالث من ساحل العاج، مما أسفر عن مقتل شاب مصري يبلغ التاسعة عشر من عمره طعنا بالسكين. كان هذا الشاب (19 عاما) يستقل حافلة مع أصدقائه فنشب شجار بينهم وبين مجموعة أخرى من أمريكا اللاتينية. استمر الشجار بعد نزولهم من الحافلة في شارع يكتظ بالمهاجرين لينفجر الوضع الامني بالمنطقة الى مواجهات في الشارع العام طالت حتى واجهات المحلات التجارية والسيارات المتوقفة التي تضررت من الاحداث مما استدعى تدخل قوات الامن الايطالية التي لم تقبض حتى الآن على القتلة وإنما استطاعت اعتقال أربعة من الشبان الذين تسببوا في كسر واجهات المحلات وتكسير السيارات التي يملكها تجار من أميركا اللاتينية. وأكد عمدة ميلانو أن حدة التوتر المتصاعد بين أبناء الجاليات المهاجرة في المدينة تسفر عن مواجهات باتت شبه يومية. إذ يمثل المهاجرين حوالي خمسة عشر بالمائة من السكان، لكن المئات أو الآلاف يقيمون في المدينة بصفة غير شرعية. وقال وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني بشأن الأحداث في ميلانو «يجب السعي إلى تهدئة الوضع وليس إلى إشعال حرب أهلية» على حد تعبيره وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة (كورييري ديلا سيرا) يوم الاثنين الماضي، رفض وزير الداخلية الايطالي الدعوات الى تفتيش منازل المهاجرين واسرهم، مؤكدا أنه «في المستقبل يجب علينا أن نتجنب تركز التجمعات الإثنية في حي واحد». ودعا وزير الداخلية الايطالي الى ضرورة الحفاظ على وحدة المدينة في الوقت الحالي دون اللجوء إلى إجراءات مشددة لإخماد العنف، فلا حاجة لإطلاق النار في الشوارع» حسب قوله ورأى وزير الداخلية أن «. ومن جهة اخرى عبر إمام مسجد ميلانو محمود عساف عن أمله ب»ألا تؤدى الاحداث المؤسفة التى شهدها شارع بادوفا إلى أن تقوم السلطات بعزل الحى». وطالب الإمام فى تصريح لوسائل الاعلام الايطالية «بتواجد مكثف للحكومة ولكن ليس فقط بشكل قوات أمنية»، وأضاف «أننا ندين أعمال العنف التي تسببت في الكثير من الازعاج، وان بيت الثقافة الإسلامية الذى يدير مسجد فيا بادوفا يعمل من أجل تهدئة الجالية المصرية وترك السلطات المختصة استكمال تحقيقاتها» حول ملابسات الحادث الامام الى تدخل المؤسسات الاجتماعية من خلال فتح أماكن التجمع وإطلاق مبادرات لمساعدة المهاجرين على الاندماج». وحذر الإمام من محاولة استغلال السياسي للحادث لفرض المزيد من القيود على المهاجرين وتوسيع دائرة الحقد والكراهية على المهاجرين داخل المجتمع الايطالي. وأعادت هذه الأحداث إلى السطح موضوع الهجرة غير الشرعية إلى إيطاليا وارتفعت الأصوات من جديد مطالبة بضبطها فقد علق وزير الدفاع الإيطالي أنه في مقابل قوانين الحكومة هناك من يدعمون فكرة عدم تطبيق هذه القوانين وأضاف أن هناك أيضاً بعض القضاة والمنظمات يشجعون المهاجرين غير الشرعيين على عدم احترام القوانين ورفع شعار كثير من المهاجرين هو الأفضل.