دعا رئيس مجلس جهة مراكش-تانسيفت-الحوز السيد حميد نرجس, اليوم الثلاثاء بمراكش, إلى إرساء سياسة حقيقية للقرب مع تطوير رؤية ترابية جيدة للتنمية. وأضاف السيد نرجس, في تدخل له خلال لقاء نظمه الفرع الجهوي للاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز حول موضوع "الحالات العامة للاقتصاد الجهوي", أن "مستقبل المغرب مرهون بقدرته على ترسيخ البعد المحلي", داعيا الفاعلين في القطاعين العام والخاص بالجهة إلى مواكبة الورش الكبير من أجل إعادة بناء المجال الترابي والاقتصادي الذي يعرفه المغرب خاصة في ظل مسلسل الجهوية الذي يشكل تعبيرا مؤسساتيا. وقال إن هذا اللقاء يأتي بعد بضعة أسابيع فقط على الخطاب التاريخي السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أعلن من خلاله جلالته على وضع إطار للتشاور الوطني حول الجهوية الموسعة, مشيرا إلى أن هذه الجهوية "تعبر بصدق عن إرادتنا الأكيدة على ترسيخ المقاربات الجهوية والمحلية في إعداد استراتيجيات تنموية". وأضاف السيد نرجس أن التنظيم المشترك لهذه التظاهرة من قبل مجلس الجهة والاتحاد العام لمقاولات المغرب "يعد دليلا قويا لمستوى التشاور والشراكة بين القوى السياسية ومختلف الفاعلين الاقتصاديين الوطنيين والجهويين خدمة لدينامية التنمية الاقتصادية". وأوضح أن التخطيط الاقتصادي والاستراتيجي في مغرب اليوم لا يهم القوى السياسية فقط بل يوجد القطاع الخاص في صلب دينامية التنمية الجهوية وينخرط في إنجاز هذه المهام ليس فقط كفاعل ثانوي بل كفاعل محوري وأساسي. وأكد السيد نرجس أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب لعب ويلعب أكثر فأكثر دوره الدينامي في الاقتصاد الوطني وأعطى الدليل في مرات عديدة على قدرته في الانخراط والمشاركة البناءة في بلورة السياسات العمومية. وبخصوص جهة مراكش-تانسيفت-الحوز, أوضح السيد حميد نرجس أن هناك طموحا من أجل استمرارية ومأسسة هذا التشاور وهذه الشراكة عبر مختلف الإطارات المؤسساتية المتجددة والمتنوعة من أجل إيجاد الحلول الملائمة للرهانات الأساسية التي تشكل طابعا استعجاليا لهذه المنطقة, مشيرا إلى أن الرهانات هي ذات طابع مؤسساتي واقتصادي واجتماعي وإنساني. وقال إن هذه الجهة, التي تتوفر على مؤهلات هامة, تطمح إلى أن تصبح قطبا اقتصاديا وصناعيا وطنيا, مؤكدا ضرورة استفادة الساكنة المحلية من النمو الاقتصادي الحقيقي الذي تعرفه هذه المنطقة وأشارالسيد نرجس, في هذا الصدد, إلى أن الاقتصاد الجهوي القوي والمتنوع والمنصف هو الوحيد الكفيل بضمان السلم الاجتماعي, موضحا أنه من أجل احترام فلسفة التنمية التي ينهجها المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس يجب تبني مقاربة جهوية مندمجة وتضامنية. ومن جهته, قدم المدير العام للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل السيد العربي بن الشيخ لمحة شمولية عن مهام المكتب واستراتيجيته المستقبلية, مشيرا إلى أن حوالي 220 ألف شاب مسجلين بمعاهد التكوين المهني برسم سنة 2009-2010 ب`217 شعبة ضمنها 147 مهنة في التكوين التأهيلي في أفق تكوين مليون شاب سنة 2015. وأضاف أن المكتب سيركز ضمن استراتيجيته المستقبلية على التكوين الجيد من أجل الاستجابة لحاجيات المقاولات المتجددة والمتطورة, مذكرا بالورشات التي انخرط فيها المكتب والتي تهم التوقيع على اتفاقية البرنامج وانطلاق مسلسل الجهوية وإعطاء الانطلاقة للمخطط المديري لآليات المعلومات المندمجة وإعطاء دينامية للشراكة مع مختلف المؤسسات والمهنيين. وبخصوص جهة مراكش-تانسيفت-الحوز, أشار السيد بن الشيخ إلى اتفاقية الشراكة بين مؤسسة الرحامنة والمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل وخلق, مستقبلا, معاهد للتكوين المهني بكل من بن جرير وتامنصورت, داعيا, من جهة أخرى, كافة الفاعلين الاقتصاديين الجهويين إلى الانخراط في برامج المكتب. وشارك في هذا اللقاء, الذي نظم بتعاون مع مجلس جهة مراكش-تانسيفت-الحوز بشراكة مع ولاية مراكش, عدد من المسؤولين الحكوميين والاقتصاديين والباحثين الجامعيين بالإضافة إلى المنتخبين المحليين والفاعلين في المجتمع المدني والمنعشين الاقتصاديين بالجهة. وشكل هذا اللقاء فرصة للمشاركين لمناقشة الوسائل والميكانيزمات الضرورية الكفيلة بإحداث مقاولات متجددة وخلق إقتصاد جهوية قوي وأكثر تنافسية. كما اعتبر مناسبة لدراسة الوضعية الحالية للاقتصاد الجهوي والعمل على وضع خارطة طريق وتصور ورؤية منسجمة من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية بجهة مراكش-تانسيفت-الحوز.وتم خلال هذه التظاهرة, التي نظمت تحت شعار "جميعا من أجل مقاولات متجددة واقتصاد جهوي مزدهر", تقديم مجموعة من العروض بالاضافة الى شهادات عدد من المنعشين الاقتصاديين حول تجاربهم على مستوى هذه الجهة والإكراهات التي تواجههم.