تفتقت عبقرية هشام ورشيد أصحاب فكرة كاميرا النجوم أو ستار أكاذيبي كما يسمونه على وضع الشاب المغربي البسيط الذي يطمح إلى تغيير وضعيته الاجتماعية والمادية إلى الأفضل من خلال إعلان عن القيام بكاستينغ للقيام بدور أمام أحد الأبطال العالميين، فيذهب إليها ركضا أملا في أن تختاره اللجنة ويكون من المحظوظين، إلا أنه يقع ضحية "المنشطين" هشام ورشيد اللذين يطلبان من الشباب المتقدم للكاستينغ بالقيام بحركات غريبة والتحدث باللغة العربية الممزوجة بالدارجة المغربية، وما إلى ذلك من الترهات التي تبعث بالمتفرج إلى التقزز والتحسر عن تلك الأموال التي تصرف في هذه البرامج الرمضانية،والتي تعبث بأحلام شباب يصطدم في النهاية بواقع مر ومحرج للغاية،عندما يجد نفسه قد وقع في فخ سخيف يضعه مثار سخرية أصدقائه وجيرانه وحتى المشاهد . فهل أصبح الاستهتار والاستخفاف بالمواطن البسيط مثارا للضحك والسخرية، وهل يظن " صانعو" البرنامج بأن المشاهد سيسعد بذلك المشهد الذي يجد فيه شابا مثله يقوم بحركات غريبة مثل الأبله، أم أنه سيوقظ فيه مشاعر الغضب والحنق على أولئك الذين استغلوا هؤلاء البسطاء ووضعوهم في موقف لا يحسدون عليه بدعوى خلق الفرجة والمتعة للمشاهد المغربي. لقد تم تعريف البرنامج بأنه" يقدم لحظات من الفكاهة والمرح، و أعد هشام ورشيد مقالب مختلفة، لم يكن ضحاياها وجوه معروفة في الساحة الفنية الوطنية والأجنبية، بل أشخاص "عاديون" وقعوا في الفخ الذي نصب لهم. حيث يتقمص هشام ورشيد دور لجنه التحكيم، ويطلبان من المرشح الذي يجتاز "الكاستينغ" تقليد بعض الفنانين، الغناء، إشهار بعض المنتوجات. ويضعانه في مواقف غريبة، يكتشف معها المرشح في النهاية أنه مجرد "كاستينغ وهمي" وأنه وقع في فخ الكاميرا الخفية." فمن يعيش الوهم نفسه أصحاب البرنامج أم المواطن البسيط الذي يبحث عن بصيص أمل في أي شيء حتى لو كان على حساب كرامته . لقد انضافت كاميرا النجوم إلى القائمة السوداء التي تحتوي بدورها على تلك السيتكومات المستفزة والتي لم تشد المشاهد إليها، بل نفر منها وقرر منذ الأيام الأولى تغيير القناتين الأولى والثانية والتوجه إلى قنوات تحترم مشاهديها،وتجتهد في تقديم الأفضل له دائما خصوصا في هذا الشهر الفضيل . فليتابع منتجو تلك البرامج التافهة لوحدهم ما قدموه إلينا من خلال الأولى والثانية ، وإن كنا نشك أنهم أيضا لا يتابعونها .