حينما يتحدث المفسدون عن الفساد "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم .. تحية طيبة وبعد، بداية نود أن نؤكد أن هذه الرسالة لا تعتبر ردا على بعض ما ينشر في المساء ويعتبر مجانبا للصواب والحقيقة، فقط من خلالها نأمل أن تلتزم بعض الصدق والمصداقية في مقالاتك التي تخصصها للحديث عن عمدة مدينة فاس. إنه لا ممارسة صحفية بدون مصداقية، وأن عمر الكذب قصير، ونحن نربأ أن نوصل صحيفة للقضاء بسبب ما تكتبه عنا، بالرغم من أن العديد من الصحف تجاوزت حد النقد وأصبحت متخصصة في الكذب والافتراء، في مقدمة هذه الصحف جريدة المساء. إن للحرية معالم وللنقد حدودا، وإذا ما تم تكسير هذه المعالم وتجاوز تلك الحدود فإن المسالة تتطلب أمورا أخرى قد لا تكون في صالح طرف من الأطراف.. نحن نؤمن بحرية الصحافة إلى أبعد الحدود، لكنكم مع الأسف ركبتم موجة الغرور وتبحثون عن المزيد من "الشهرة" وخطف الأضواء وتحقيق مكاسب مادية عن طريق زيادة مبيعاتكم ضدا على أخلاقيات المهنة ونبل رسالة الصحافة المقدسة، حيث يجب أن يكون الصحافي مرآة للحقيقة، وليس منبعا لتصدير الباطل ونشر الأكاذيب وترويج الافتراءات بين الناس. لقد بالغتم كثيرا في نشر الإساءات المتعمدة تجاه شخصنا المتواضع، لسنا هنا بصدد سردها كاملة، لكننا نكتفي بالإشارة إلى آخر ما تفتقت به "عبقريتكم" في الكذب والافتراء والتضليل ومحاولة تشويه صورة مدينة فاس التي نعمل ليل نهار من أجل تقدمها وازدهارها ورد الاعتبار إليها. لا نبغي وراء ذلك سوى وجه الله وخدمة عباد الله من خلال ما تحقق وما نسعى إلى المزيد من تحقيقه لفائدة مدينة فاس وساكنتها. في عمودكم اليومي "تشوف تشوف" المنشور بجريدتكم المساء يوم الاثنين 21/7/2008 عدد572 والمعنون "تمثيليات برلمانية" أوردتم في مقطع منه موضوع شركة الضحى التي استفادت من مساحات أرضية داخل مدينة فاس.. دعنا ننقل من مقالك هذه المقاطع: "وعندما يقول عباس الفاسي أن فكرة لجنة تقصي الحقائق حول هذا الملف هي في الأصل هجوم على الحكومة بغاية إضعافها، فلأنه يعرف أن وزير الإسكان الاستقلالي توفيق حجيرة، سيكون في حالة تشكيل اللجنة أول من سيقف أمامها. فبدون موافقته، كمسئول على مؤسسة العمران، لم تكن الضحى لتحصل على كل تلك الهكتارات التي حصلت عليها بأسعار بخسة، وبدون أية مناقصة. وبعده سيكون على شباط عمدة فاس الاستقلالي أن يقف بدوره أمام اللجنة البرلمانية لكي يشرح لها لماذا فوت لمجموعة الضحى دون غيرها ثلاث قطع أرضية في فاس، الأولى بمنطقة زواغة مولاي يعقوب، والثانية هي ملعب الفروسية الذي تصل مساحته إلى خمسين هكتارا، وهو موقع راقي بالمدينة ويمكن بسهولة أن يصل فيه سعر المتر المربع إلى 20.000 درهم، أما الثالثة فهي بقعة أرضية في قلب المدينةالجديدة في شارع الحسن الثاني قبالة فندق صوفيا مساحتها 4000 متر مربع، فوتها المجلس البلدي بألف درهم للمتر فيما ثمنها الحقيقي يمكن أن يصل إلى 30.000 درهم للمتر المربع. وهذا طبعا ما يفسر شرب شباط لحليب السباع واتهامه للمجلس الجهوي للقضاة بفاس بكونه مخترقا من طرف عناصر إرهابية، وعجز الميداوي رئيس المجلس الأعلى للقضاء (للحسابات) عن السماح لقضاته بمتابعة شباط قضائيا بسبب هذه الإهانة. فشباط لا يعمل فقط بمنطوق الآية الكريمة التي تقول "فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه" وإنما أيضا بمنطوق المثل المغربي الذي يقول "ضرب بنادم لكرشو ينسى اللي خلقو". (انتهى كلام نيني). وإذا وقفنا مع حكمة المثل المغربي الذي ختمت به هذا المقطع فإننا نتساءل من الذي ضرب على بطنه ومن الذي نسي خالقه، لا شك أن الإنسان الذي يفتري على الآخرين ويرجمهم بالغيب هو الذي ينسى ربه، وان الذي يروج الأباطيل والترهات هو من يسعى إلى ملء بطنه، باحثا عن أكل السحت والحرام.. إن استمرار الكتابة بهذه الطريقة الخاطئة يؤكد أنك مجرد جدي في قطيع السيد الشعبي الذي يعتبر ولي نعمتك بامتياز، وانك تنشر ما يملى عليك بالهاتف أو عن طريق أحد أعوانه، والدليل على ذلك أنك شخصيا لا تبذل أي مجهود صحفي مهني فيما تنشره من معطيات حول وقائع متعددة. في مقدمتها موضوع استفادة شركة الضحى من قطع أرضية بمدينة فاس، حيث لا علاقة لاستثمارات هذه الشركة برئيس مجلس المدينة، كما أن المجلس الحالي لم يفوت شبرا واحدا للشركة المذكورة. إن استراق السمع مثلما يفعل الشياطين وتأويل ما يسمع في مجالس اللهو لا يخدم الصحافة ولا الرأي العام. والصحافي الحقيقي هو الذي يبذل مجهودات مضنية من أجل الوصول إلى الحقيقة. ومن ثم يعمل على إيصالها للمواطنين سالمة وغير محرفة، بخلاف ما تفعل. أنت تستلم راتبك من ولي نعمتك ثم تنشر ما يوحي به إليك بلا حياء، وقد آن الأوان ليعرف قراؤك الحقيقة، وإذا كنت تستميل جانبا من القراء ببعض ترهاتك وأكاذيبك وأباطيلك فتذكر قول الحق تبارك وتعالى "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". إن الصحافة أمانة، وأن المولى سبحانه وتعالى عرض هذه الأمانة "على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، إنه كان ظلوما جهولا". هذه ملاحظات فقط، سقناها لك من باب "وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"، كما أننا تحفظنا عن عدم مدك بتفاصيل موضوع الأراضي التي كتبت عنها لنمنحك فرصة البحث في ملفاتها، ولا شك انك عندما تعرف الحقيقة ستؤنب نفسك ونعتقد أن ضميرك لن يسمح لك بالاستمرار في نشر الأخبار الزائفة والمقالات المدفوعة الأجر. خلاصة القول:حينما تحتاج للمعلومات ياسيد نيني يجب أن تأخذها من مصدرها الحقيقي لا أن تسمعها من شياطين الإنس . حينما تعجز عن الوصول للحقيقة نحن جاهزون لمدك بها مجانا. لعلنا تكتفي الآن بهذه الملاحظات ،وإن عدتم عدنا حميد شباط مدير جريدة غربال القرويين رئيس مجلس مدينة فاس