أفادت مصادر متطابقة أن اجتماعا عقد الأسبوع الماضي جمع ثلاثة أحزاب يسارية في أفق إعلان وحدتها، وضم الاجتماع كلا من الحزب العمالي وجبهة القوى الديمقراطية والحزب الاشتراكي، وهو الاجتماع الذي تم خلاله مناقشة الأرضية السياسية. وقالت المصادر إن الأحزاب الثلاثة اتفقت على توحيد هياكلها، وفق رؤية شمولية، موضحة أن توحيد الأحزاب الثلاثة سيكون مقدمة لتوحيد العائلة اليسارية. وأشارت المصادر إلى ما وصفته بالإشارات القوية التي سبقت النقاش الموسع حول مشروع التوحيد الكامل الذي سيشمل جميع الأحزاب التي انبثقت عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، والتي مازالت تتبنى خيار التغيير الجذري بحسب ما أكدته المصادر ذاتها، موضحة أن الاشتغال على ملف وحدة اليسار يجب أن يشمل حتى حزب التقدم والاشتراكية رغم اختلاف المرجعيات السياسية، مادام أن الهدف النهائي هو حماية الديمقراطية والدفاع عن الحريات، ومواجهة التيار المحافظ. وقالت المصادر إن هناك اتجاها بدأ يتقوى يدعو إلى وحدة شاملة لا تستثني أحدا، موضحة أن منطق الإقصاء سيساهم في مزيد من التقهقر. وكشفت المصادر ذاتها أن أي حديث عن وحدة اليسار لابد أن يكون باستحضار الأحزاب التي انشقت عن حزب الاستقلال سنة 1959، بغض النظر عن مرجعيتها السياسية، مشددة على أن الاتحاد الاشتراكي ورغم مروره بمرحلة انتقالية يعتبر معادلة أساسية في أي نقاش من هذا المستوى. وقالت المصادر إن الاتحاد يعتبر قوة حاضرة، داعية إلى التكتل، لأن على يسار الاتحاد الاشتراكي هناك ضعف وتشتت، وعلى يمين العدالة والتنمية هناك قوة تتمثل في السلفية والعدل والإحسان، وهو ما يحتم خلق نوع من التوازن المجتمعي لمواجهة التيار المحافظ بكل ما يشكله من خطورة على الديمقراطية. وقالت المصادر ذاتها إن الأحزاب الثلاثة تسعى إلى تقديم استراتيجية النضال الديمقراطي، ومواجهة ثالوث "الدين والمال والنفوذ"، مشيرة إلى أن أي نقاش سياسي اليوم لابد أن يكون مبنيا على أسس صلبة، وأن يستحضر قيم الحداثة والديمقراطية التي تريد بعض الأطراف إلغاءها، وأضافت أن الذين يؤمنون بالديمقراطية هم الديمقراطيون مستحضرة ما يحدث اليوم في مصر وتونس وليبيا، داعية إلى مواجهة ما أسمته مظاهر الهيمنة على الحياة السياسية في المغرب، ومجابهة دعوات الإقصاء التي يدعو إليها الحزب الحاكم. إلى ذلك نفت المصادر ذاتها وجود تاريخ محدد لإعلان اندماج الأحزاب الثلاثة، وقالت إن الأمر ما زال في مرحلة النقاش وإنضاج التجربة، حتى لا تلقى مصير تجارب سابقة، موضحة أن الأحزاب الثلاثة اتفقت على التوجهات الكبرى، وأن النقاش اليوم منصب على توفير أرضية مشتركة، يمكنها أن تشكل مستقبلا أرضية لنقاش أعمق يجمع كافة العائلة الاتحادية.عبد المجيد أشرف