أفادت مصادر جد متطابقة تنامي دعوات توحيد اليسار المغربي في جبهة واحدة لمواجهة ما أسمته المد الإسلاموي الجديد الذي يقوده حزب العدالة والتنمية، وقالت المصادر، إن التيار اليساري أصبح اليوم في وضعية لا تسمح له بالعمل داخل تيارات منفردة وضيقة، موضحة أن أسرة اليسار يمكن أن تلتقي في مجموعة من التقاطعات خصوصا أن ما يوحدها هو الإيديولوجية الفكرية، ودعت إلى أن نبذ الخلافات الشخصية خصوصا أن المرحلة الراهنة تقتضي العمل في جبهة واحدة. وطالبت المصادر نفسها، كخطوة أولى إعادة دمج المركزيات النقابية اليسارية، خصوصا الكونفدرالية والفيدرالية والمنظمة، موضحة أن التنسيق الأخير بين نقابتي الأموي والعزوزي أثمر مسيرة شارك فيها عشرات الآلاف، وكانت رسالة قوية إلى حكومة بنكيران. وأشارت المصادر، إلى أن مسألة الزعامة يمكن أن تجد طريقها إلى الحل من خلال إحداث مجلس رئاسي يضم كافة القيادات، موضحة أن حزب الاتحاد الاشتراكي هو المؤهل أكثر للقبض على ناصية اليسار، وتجميع كافة القوى الحية التي تناضل على واجهات عديدة. وكانت محاولات سابقة فشلت في توحيد اليسار، لكن عودة الاتحاد الاشتراكي إلى المعارضة أحيت من جديد آمال الوحدة، خصوصا أن المستقبل ينبئ بمعركة حقيقية ضد من أسمتهم المصادر أعداء الحرية الفردية، وقالت المصادر، إن مكاسب الوحدة ستظهر في المستقبل القريب من خلال جمع الأفكار وتجميعها في قالب نضالي واحد، وخلق جبهة مضادة للدفاع عن المكتسبات الديمقراطية التي تريد حكومة بنكيران وزراؤها من حزب العدالة والتنمية وأدها، مشيرة إلى أن قاعدة اليسار المغربي تضم عددا من المناضلين، الذين يسعون اليوم للعمل في جبهة موحدة. وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر، أن المرحلة الراهنة تقتضي الدفاع عن دولة الحق والقانون، وإعمال منطق العقل والحكمة عبر خلق جبهة تقدمية تنبني على ديمقراطية يسارية بإمكانها مواجهة المد الإسلاموي للعدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، مشيرة إلى أن اليسار هو الوحيد القادرة على الوقوف في وجه المحاولات الرامية إلى الهيمنة على المشهد السياسي وإعادة تشكيل مفاهيم جديدة تضرب في العمق الفكر المجتمعي الحداثي، موضحة أن هذه الهيمنة برزت من خلال التعيينات في المناصب العليا، وإصرار بنكيران على تغييب المرأة رغم إقرار مبدأ المناصفة في الدستور الجديد، داعية إلى مواجهة هذا الفكر الرجعي بمبادرات حقيقية تنتفي فيها المصلحة الخاصة للأحزاب. ومن المنتظر أن تتم بلورة هذه الدعوات من خلال لقاءات وحلقات نقاش لبحث سبل إعادة الحياة لليسار المغربي.