عقد المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية أول أمس الأحد اجتماعا خصصه لدراسة الحالة السياسية الراهنة، بعد التصويت لصالح الدستور الجديد وكذلك من أجل مناقشة أجندة الإنتخابات التشريعية المزمع إجراؤها يوم 7 أكتوبر المقبل، وقالت مصادر متطابقة إن الإجتماع الذي ترأسه الأمين العام للحزب وحضره جل قيادييه، خلص إلى مجموعة من القرارات أهمها إلزام كافة أعضاء الحزب بعدم الحديث مستقبلا عن ملف الولاة والعمال التابعين لحزب البام، وهو الملف الذي أثار جدلا واسعا، في الأوساط السياسية، وقالت المصادر إن بنكيران الذي تحدث في هذا الإجتماع عن الإستحقاقات المقبلة والتحديات التي تنتظر حزبه أمر بطي الملف نهائيا وعدم الخوض فيه مستقبلا، وهو ما أثار حالة من الإستغراب في صفوف أعضاء المجلس الوطني الذين لم يفهموا سر هذا التحول. ولم يتم تقديم أية مبررات بشأن هذا التحول المفاجئ لقيادة العدالة والتنمية، إلا أن مصادر مقربة قالت إن بنكيران وباقي قياديي الحزب فضلوا ممارسة التقية، في التعاطي مع مجموعة من الملفات الراهنة خاصة تلك المرتبطة بأجندة الإنتخابات، وعلاقتهم بحزب البام، حيث فضلوا مهادنة حزب الجرار في أفق الحصول على أكبر قدر ممكن من مقاعد البرلمان التي قد تخول لحزب المصباح تدبير الحكومة المقبلة، أو على الأقل المشاركة فيها كما يطمح إلى ذلك بنكيران الذي أشارت المصادر إلى أنه بدأ في حشد الهمم داخل المجلس الوطني، من دون أن تستبعد عقد تحالفات هجينة مع عدد من الخصوم السياسيين، خصوصا أن حزب المصباح يراهن بشكل كبير على الإنتخابات المقبلة والتي ستجري في الغالب خلال شهر أكتوبر المقبل حسبما أكدت المصادر ذاتها، التي زادت في القول إن قيادة البيجيدي تريد كسب مزيد من التعاطف في الشارع السياسي، في انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة. وفي موضوع ذي صلة، أشارت المصادر إلى أن حزب العدالة والتنمية لا زال ينهل من فكر الإصلاح والتوحيد وهي الحركة التي خرج منها عدد من قياديي حزب المصباح، وأضافت أن التنسيق لا زال قائما بين الحركة والجزب، والذي يعتبره كثيرون الذرؤاع السيساسي للحركة التي حافظت في الظاهر على الجانب الدعوزي، فيما تعمل من خلال الحزب على فرض وجودها في الساحة السياسية. وأكدت المصادر أن حزب بنكيران يحاول استباق الأحداث وتوقع سيناريو شبيه بسيناريو 2007 على حد تعبير المصادر، التي أشارت إلى أن أسلوب التباكي سيكون حاضرا بقوة بعد فرز نتائج الإنتخابات المقبلة، التي توقعت المصادر ألا يحصل فيها العدالة والتنمية على نفس مقاعد انتخابات 2007، مشيرة إلى أن بنكيران يهيء لمرحلة ما بعد الإنتخابات في محاولة لإعادة ترتيب الأوراق خصوصا ما يتعلق بعلاقته بقياديي حزب البام الذين تعرضوا في الأسابيع الأخيرة إلى مجموعة من الهجمات التي قادها بنكيران إلى جانب عدد من كوادر حزب المصباح.