أفادت مصادر جد مقربة أن اجتماعات سرية تجرى منذ مدة من أجل توحيد اليسار في تنظيم واحد يقوده حزب الاتحاد الاشتراكي، وأكدت المصادر أن هذه الاجتماعات تجرى برعاية قيادات يسارية، خصوصا بعد التراجع الخطير الذي عرفته هذه التنظيمات على مستوى الساحة السياسية، وأضافت المصادر ذاتها أن بوادر اندماج اليسار لاحت في الأفق منذ قرار نقابتي الأموي والعزوزي التنسيق فيما بينهما في إطار الحراك الاجتماعي، موضحة أن هذا التنسيق مهد لتقارب سياسي كبير، وهو ما أشر على إمكانية إعلان اندماج تاريخي بين المركزيتين النقابيتين قد ينهي القطيعة التي استمرت لسنوات بعد انفصال الكونفدرالية الديمقراطية للشغل عن الاتحاد الاشتراكي وتأسيس تنظيم نقابي موال للحزب يقوده عبد الرحمان العزوزي. وقالت المصادر ذاتها إن الظروف السياسية التي يجتازها المغرب اليوم في ظل صعود الإسلاميين إلى الحكم، وحالة اليسار المغربي الذي يعاني الهشاشة، حتمت مثل هذه التحركات التي يمكن أن تفضي مستقبلا إلى ميلاد قطب يساري موحد بقيادة مشتركة. وأشارت المصادر إلى أن أكبر المعيقات التي تعرقل مشروعا من هذا القبيل، هو كيفية تدبير المرحلة المقبلة، خاصة على مستوى الساحة السياسية التي تعرف هيمنة هيئات سياسية محافظة خاصة بعد صعود حزب العدالة والتنمية لتدبير الشأن العام. وأكدت المصادر وجود مشروع سياسي مبني على أرضية مرجعية، تحاول إعادة إحياء النقاش حول اليسار المغربي، سيما في ظل مجموعة من المتغيرات التي تعرفها التنظيمات اليسارية، والتي تعيش على وقع أزمات داخلية، موضحة أن هناك شبه اتفاق على أن يقود حزب الاتحاد الاشتراكي أي تجربة لتوحيد اليسار، بالنظر إلى التراكمات التاريخية التي حققها حزب عبد الرحيم بوعبيد، وكذلك باعتباره قوة سياسية تستطيع تجميع الأسرة بكاملها. ورفضت المصادر ذاتها تحديد أجندة سياسية للشروع في مناقشة شروط الاندماج، واكتفت بالقول إن النقاش ما زال في بدايته كما أن هناك تباعدا في وجهات النظر بين عدد من مكونات اليسار، خصوصا في ظل ارتفاع أصوات ترى وجوب تحديد الأرضية السياسية قبل الشروع في مناقشة النقط الخلافية، وزادت في القول إن مسألة الزعامة ستكون واحدة من النقط المهمة التي ستعرقل أي مشروع من هذا القبيل. موضحة أن العائلة اليسارية تنتظر ما يمكن أن تسفر عنه اللقاءات الأولية، لتحديد مواقف نهائية، إضافة إلى ضرورة تدبير المرحلة المقبلة بكثير من التأني، وأضافت أن توحيد الرؤى على مستوى الهيئات النقابية، ونجاح أي مخطط للتقارب بينها سيكون بلا شك مقدمة نحو تحقيق تقارب سياسي، في أفق الوصول إلى اندماج، مشيرة إلى أن هذا هو السبيل الوحيد لمواجهة المد الإسلامي الذي استفاد كثيرا من وضعية الضعف التي أصبح عليها اليسار المغربي.