قبل اقل من شهرين من الانتخابات الرئاسية الاميركية يصطحب ثلاثة صحافيين فرنسيين القارئ في رحلة من البيت الابيض الى العمق الاميركي عارضين في ثلاثة كتب سردا حيا ليوميات سنوات باراك اوباما. ويلقي كل من كورين لين مراسلة صحيفة لوموند في واشنطن, وتانغي كيمينير مراسل وكالة فرانس برس في البيت الابيض, وغيوم سيرينا مراسل صحيفة جورنال دو ديمانش ومجلة لوبوان في لوس انجليس, نظرة فريدة وخاصة الى رئاسة باراك اوباما منذ ان حملته موجة عارمة من الامل الى سدة الرئاسة. ويشرح الصحافيون الثلاثة في كتبهم كيف اصطدم اول رئيس اميركي اسود بواقع السلطة بعدما حصد تاييدا شعبيا منقطع النظير برفعه شعار الامل والتغيير "نعم, اننا قادرون". ويحتل تانغي كيمينير موقعا متقدما لمعاينة سنوات اوباما. وهو من الصحافيين النادرين غير الناطقين بالانكليزية الذين تابعوا الرئيس الاميركي الرابع والاربعين بشكل يومي, وقد دون قراءته لهذه السنوات في كتاب بعنوان "في خطى اوباما" (دان لي با دوباما) يصدر عن دار لاتيس. ويعمل كيمينير داخل البيت الابيض, في قاعة الصحافة التي تبعد 25 مترا عن المكتب البيضاوي الشهير. ويرشد الصحافي قراءه الى قلب السلطة, يصطحبهم على متن الطائرة الرئاسية اير فورس وان, والى مائدة الاثرياء الديموقراطيين وداخل سيارات الليموزين في الموكب الرئاسي. يشرح كيف يتم التخطيط باحكام وبشكل مفصل ودقيق لاتصالات الرئيس وزوجته ميشال, الزوج الذي يتم تتبع اخباره باكبر قدر من الانتباه في العالم, ويروي كيف تحيط وحدات كومندوس مدججة بالسلاح عائلة اوباما اثناء قضائها عطلة في هاواي. اي من تحركات اوباما وتصريحاته يمكن ان يكون له وقع عالمي, كل من الايام التي يقضيها في البيت الابيض يكون مشحونا, بدءا بالبحث في ملفات ساخنة, وصولا الى لقاءات مع قادة دول... مرورا بالتقاط صورة مع اطفال من الكشافة. تضاف الى كل ذلك منذ اعلان ترشيحه في نيسان/ابريل 2011 لولاية رئاسية ثانية انشطة مثل اقامة مهرجانات وتجمعات او المشاركة في حملات لجمع التبرعات. والحفل الاكثر نجومية وتالقا في سياق الحملة الانتخابية جرى في منزل النجم السينمائي الوسيم جورج كلوني في هوليوود الذي نظم عشاء لكبار المانحين نجح في جمع غنيمة تاريخية وصلت الى 15 مليون دولار في ليلة واحدة. كما يحلل كيمينير الحصيلة الاقتصادية والسياسية لرئيس "قطع الكثير من الوعود وحكم على نفسه بتخييب الامال". كورين لين العاملة في واشنطن منذ خمس سنوات, تسعى بدورها الى كشف لغز رئيس ما زال في نهاية ولايته عصي عن التصنيف في خانة محددة, في كتاب بعنوان "اميركا, سنوات اوباما. يوميات بلد يصعب حكمه" يصدر عن دار فيليب راي. وتتساءل لين حول مستقبل هذه الديموقراطية التي تشهد الكثير من التعقيدات والعراقيل والخلافات حول نموذجها وهويتها, "اميركا فوضاوية لكنها تبقى في المرتبة الاولى" كما تقول. والصحافية التي تنقل الكثير من الاحداث والتفاصيل الفريدة الملفتة, اجرت عشرات التحقيقات وجابت انحاء الولاياتالمتحدة وتقصت طريقة عمل البيت الابيض وتفحصت مفاصل حركة حزب الشاي المتطرفة, لتصدر هذا التشخيص للحياة السياسية والاقتصادية والثقافية لاميركا اوباما. تنقل في كتابها ما قالته لها اميركية من سكان دينفر في العام 2000 واصفة مواطنيها "مسرفون في الثراء والبدانة والشراهة... كان الاميركيون على يقين بان الوليمة العارمة لا يمكن ان تدوم". وبعد مضي عشر سنوات شهدت حروبا وازمة حادة, انتهت المأدبة ووجد الاميركيون انفسهم يتساءلون كيف يتقاسمون قالب حلوى كاسدا, وهنا يكمن رهان انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر الفعلي. في "اوباما امام جروح اميركا التسعة" الصادر عن دار لارشيبيل, يروي غيوم سيرينا التحقيق الذي اجراه في انحاء البلاد لتقصي حالة هذه "القوة الجريحة". يتساءل عما تبقى من "معجزة اوباما" بعدما التقى عشرات المواطنين المحبطين في مواجهة البطالة والفقر, والحائرين حيال تزايد العجز المالي وتفاقم التوترات السياسية والاجتماعية.ميريام شابلان-ريو