فشل اليسار الجذري مرة أخرى في تعبئة الشباب للخروج في مظاهرات شعبية، بعدما لم يتعد عدد المشاركين في مسيرات مساء أول أمس الأحد 100 شخص في أربع مدن رئيسية وهي الدارالبيضاء التي لم يخرج في مسيرة الأحد سوى 45 شخصا، والرباط التي شهدت خروج 25 شخصا ومراكش التي لم يتجاوز فيها عدد الذين خرجوا 25 شخصا وطنجة التي اقتصر فيها المتظاهرون على 15 شخصا عدد منهم من المنتمين إلى بقايا اليسار. وكان القاسم المشترك بين المسيرات الأربع أنها طالبت برحيل بنكيران، والتنديد بالزيادة في أسعار المحروقات والمواد الأساسية. ففي مسيرة الدارالبيضاء جاب المحتجون الذين كانوا في غالبيتهم من تلاميذ المدارس حي اسباتة مرورا بشارع ادريس الحارثي في اتجاه حمام الفن، ورفعوا شعارات من قبيل "شعلتيها يا بن كيران شعلتيها في كل مكان"، و"بنكيران إرحل"، كما تم إحراق صورة بنكيران بعد توقف المسيرة أمام حمام الفن، ولم تخلف هذه المظاهرة أي تدخل أمني حيث استمرت في رفع شعاراتها إلى حين تفرق المشاركون فيها. وفي مدينة الرباط تجمع أقل من 25 شخصا أمام ساحة باب الأحد يتقدمهم عبد الحميد أمين، ورفع المحتجون شعارات ضد بنكيران، وضد حزب العدالة والتنمية الذي يكاد يغرق البلاد، وطالب المحتجون برحيل حكومة البؤس، كما أدانوا تطبيع رئيس الحكومة مع الفساد والمفسدين، وهو السيناريو نفسه الذي تكرر في مدينة طنجة التي خرج بها 15 شخصا الذين تجمعوا أمام سينما طارق، ثم بمدينة مراكش الني عرفت تنظيم تجمع شارك فيه 20 شخصا أمام المقر السابق لبنك المغرب. واتهمت مصادر متطابقة بقايا اليسار الجذري بتأجير التلاميذ وتعبئة المراهقين للخروج إلى الشارع بعدما فشل هذا اليسار في تعبئة الشعب المغربي، موضحة أن بعض الأطراف داخل اليسار لا تهتم بمصالح التلاميذ الذين تخرجهم إلى الشارع بقدر ما تهتم بمصالحها الخاصة، خصوصا أنها لا تريد مغادرة الشارع حتى لا توقع على شهادة وفاتها.