في الوقت الذي ارتفعت فيه حركة السياحة الداخلية تزامنا مع العطلة الصيفية ونهاية شهر رمضان الفضيل، عاشت غالبية المدن السياحية في كل جهات المملكة بداية من يوم عيد الفطر على إيقاع الاكتظاظ، نتيجة وفرة وفود المصطافين الوافدين عليها. وبقدر المعاناة مع هذا الاكتظاظ، كانت المعاناة أكثر وأكبر مع رحلات العودة إلى مدن الاستقرار. وقال شهود عيان في مدن سياحية مختلفة، إن وتيرة السياحة الداخلية ارتفعت بشكل كبير مباشرة مع حلول عيد الفطر إلى درجة أن عددا كبيرا من المصطافين، فرادى وعائلات لم يجدوا محلات للإيواء، سواء منها المصنفة أو غير المصنفة حيث ارتفع نظير ذلك نشاط موازٍ هو "نشاط الفندقة غير المقننة" والمتمثل في كراء الدور والشقق المفروشة وبأثمان مرتفعة جدا، إذ استغل ممتهنو هذا النشاط الفرصة أمام وفرة الطلب. وأمام ندرة العرض الذي لم يوازيه الطلب الذي كان مرتفعا بأرقام قياسية وغير مسبوقة وأمام الخصاص الذي تعيش على إيقاعه الشبكة الفندقية الوطنية، حيث الفنادق بجميع تصنيفاتها ملآى عن آخرها في الآن أو عن طريق الحجوزات المستقبلية، لجأ العديد من المصطافين إلى قضاء الليالي في العراء بالحدائق ولمحطات الطرقية والمساجد والفضاءات، وهو ما يفسر ارتفاع الطلب الداخلي الوطني في ارتباطه مع ارتفاع استهلاك الأسر الذي لا توازيه سياسات حكومية تشجع على السياحة الداخلية. وقالت مصادر موثوقة من السعيدية في شرق المملكة، إن ثمن كراء شقة عادية بهده المدينة بلغ إلى ثلاثة آلاف درهم لقضاء ليلة واحدة. في حين قالت مصادر أخرى من الشمال، إن ثمن كراء شقق عادية جدا في واد لو و"الفنيدق" و"الرينكون" بنواحي تطوان تراوح مابين ألف وثلاثة آلاف درهم لقضاء ليلة واحدة، مشددة على ارتباط السعر بالموقع والأثاث والمساحة، أما في أصيلة فكانت الوضعية أصعب حيث تم التأكيد على ارتفاع الطلب دون وفرة العرض مع استحالة وجود محلات للإيواء بهدف الاصطياف خصوصا عند نهاية الأسبوع. بعيدا عن شمال وشرق المملكة، مدينة الجديدة التي اشتهرت بالسياحة الداخلية وارتفاع الوافدين إليها عبر محور القنيطرة - آزمور شمالا ومحور خريبكة - مراكش وآسفي جنوبا، ونظرا لموقعها الجغرافي ولارتباطها بالعديد من المهرجانات والمناسبات الفرجوية والثقافية والسياحية، لم تخرج عن قاعدة الاكتظاظ في هذه الفترة التي تزامنت مع العطلة الصيفية وحلول عيد الفطر كما لم تخرج عن قاعدة استسلام هؤلاء الوافدين إلى قضاء لياليهم في العراء بالحدائق والفضاءات وملتقيات الطرق وهي ظاهرة ألفتها المدينة في السنين الأخير ة في فصل الصيف، وذلك أمام الخصاص الذي يميز العرض من محلات الإيواء المصنفة وغير المصنفة وارتفاع الطلب، وعلى الرغم من التغطية الكبيرة التي يقدمها نشاط كراء الشقق والدور المفروشة في هذه المدينة التي لم تعد طاقتها مستعدة لإيواء وافدين في مثل هذه المناسبات، فإن نشاط أكرية الشقق والدور سجلت رقما قياسيا في هذه المدينة مباشرة بعد يوم العيد. وقالت مصادر متطابقة، إن ثمن الأكرية ارتفع هذا الأسبوع بنسبة كبيرة مقارنة مع سومة العام الماضي نظرا للتدفق الكبير الذي عرفته المدينة. ووفق ذات المصادر فإن محلا عبارة عن غرفة واحدة ٍ تراوح ثمن كرائها لقضاء ليلة واحدة مابين 200 و300 درهم. وما قيل عن الشمال يقال عن الجنوب حيث عرفت مدينة اكادير حالة غير مسبوقة من الاكتظاظ بالمصطافين رافقها انعدام طاقة إيوائية في المستوى نجم عنه قضاء المصطافين ليالي بيضاء في العراء.محمد عفري