كانت المؤشرات والتوقعات قبيل افتتاح الطريق السياربين مراكش وأكَادير، تتوقع إقبال عدد من المواطنين المغاربة من عدة مدن مغربية على مدينة أكَادير لقضاء عطلة الصيف، فإلى حدود الساعة لم تخيب تلك التوقعات ظن الجميع، حيث شهدت المدينة ومنذ بداية شهر يوليوزمن صيف هذه السنة ارتفاعا مفاجئا في نسبة الملء بدرجة كبيرة لم تكن متوقعة بهذه الصورة، وخاصة في شهر يوليوز من سنة 2010، مقارنة مع السنوات السابقة. فزيادة على الآثار الإيجابية للطريق السيار على نسبة الملء بالفنادق والإقامات والقرى السياحية والشقق المفروشة، نجد الأغلبية الساحقة من المواطنين المغاربة قد فضل قضاء فترة الإجازة السنوية والعطلة الصيفية بأكَادير في فترة شهر يوليوز بالضبط، خاصة أن شهر رمضان يتزامن هذه السنة مع شهر غشت الذي غالبا ما كان معظم الموظفين المغاربة يختارون إجازاتهم في هذا الشهربالذات، لكن قرب بداية شهر رمضان المعظم، جعل الجميع يبرمج عطلته في شهر يوليوز، مما جعل الإقامات والفنادق والقرى السياحية المصنفة وغير المصنفة فضلا عن الشقق المفروشة على اختلاف أنواعها وجودتها مملوءة عن آخرها. وقد تضاعفت نسبة السياح الأجانب والمصطافين المغاربة بشاطئ أكَادير نهارا وليلا ارتفاعا ملحوظا، إلى درجة تحول معها «كورنيش» أكَادير إلى أمواج وحشود بشرية تتجول مشيا على الأرجل إلى ساعات متأخرة من الليل، لوجود محفزات على ذلك من أبرزها جمالية الكورنيش بالليل، والتي تمت هيكلتها بمواصفات دولية، مما نتج عن ذلك حركية دائمة ومكثفة ليل نهاربهذه الكورنيش التي استطاعت استقطاب السياح والعائلات المغربية بكثرة فضلا عن هواة رياضة المشي من كلا الصنفين. كما أن تشغيل الأضواء الكاشفة على الشاطئ جعلت هذا الأخير ليله أشبه بنهاره بفضل هذه الإنارة القوية التي تضيء الشاطئ بأكمله، حولته ليلا إلى فضاء للمتعة والمشيء على رماله الذهبية، ولمباريات لكرة القدم. وبالنسبة لممر «توادا» وممرات الراجلين على طول الكورنيش «5 كيلومترات» فهي مليئة بالمارة إلى حدود ساعات متأخرة من الليل نظرا لقيام المصالح الأمنية بتغطية أمنية كبيرة ومختلفة، وبدرجة كبيرة بالليل، سواء على مستوى ممرات الراجلين بالكورنيش أوعلى شاطئ البحر. وفي هذا الصدد يفضل عدد كبيرمن العائلات المكوث لساعات على الرمال، في حين يُؤْثر البعض الآخر المشيء بجانب البحر وهو يتحسس صوت مياه البحر الممزوجة بما يتماهى إلى أذنيه من ألوان موسيقية تأتي إليه إما من المطاعم ذات الصبغة السياحية التي تساهم بدورها في تنشيط الكورنيش، وإما من السهرات الليلية التي تنظمها إحدى شركات الإتصالات، وبلدية أكَادير ومؤسسة عباس القباج، لفائدة منخرطيها وعموم المواطنين على حد سواء. أما بالنهار فشاطئ البحريعرف يوميا إقبالا شديدا من قبل المصطافين والسياح الذين يقصدونه للسباحة والإستجمام والراحة وممارسة الهوايات والأنشطة الرياضية الأخرى، ككرة القدم الشاطئية وكرة الطائرة وصناعة التماثيل الرملية، وغيرها من الأنشطة التي تُزاول عادة هنا وهناك، سواء في الماء أوعلى جنبات الشاطئ، فضلاعن الإستمتاع بلحظات ممتعة مع أنشطة عديدة مبرمجة طوال هذه الفترة، سواء من قبل طرف النادي الملكي للزوارق الشراعية، أومن قبل بلدية أكَادير أو شركة الاتصالات وغيرها لفائدة المصطافين. وأهم ما ميز صيف أكَاديرلهذه السنة هو الإزدحام وكثرة الوافدين على المدينة من المغاربة خاصة، حيث حققت السياحة الداخلية إلى جانب السياحة الخارجية، نسبة مهمة من الإرتفاع، سواء من حيث نسبة الملء بالوحدات السياحية، أومن حيث عدد السيارات التي وفدت على المدينة التي ناهزت 100ألف سيارة يومي السبت والأحد من كل أسبوع من شهر يوليوز وبداية غشت، مما أربك أحيانا حركية المرور بالقطاع السياحي وجعلها بطيئة بشارع 20 غشت وشارع الحسن الثاني وشارع محمد الخامس وشارع عبد الرحيم بوعبيد، وخاصة في أوقات الذروة، وذلك لقلة مرابد السيارات بأكَادير بالشكل الكافي. وفي هذا السياق، وحسب مصادرأمنية مختصة، لم تسجل حوادث سير مميتة طوال هذا الشهر باسثناء حادثة واحدة بحي الموظفين، حيث تم إلقاء القبض على السائق بعد أن لاذ بالفرار، في حين سجلت عدة حوادث مادية لم تخلف غير جروح قليلة. كما أربكت الأعداد الكبيرة من المواطنين والسياح التي حجت إلى مدينة أكَادير، وسائل النقل سيارات الأجرة الصغيرة والكبيرة والنقل الحضري، بداية من الساعة السادسة مساء، حيث يبقى عدد من المواطنين ينتظرون كثيرا بمحطة الطاكسيات بالباطوار. فصيف أكَاديربالرغم من بعض السلبيات القليلة، أنعش الحركة التجارية، سواء لوسائل النقل المختلفة أوللمحلات التجارية والمقاهي والمطاعم ومحلات الأكلات الخفيفة بالقطاع السياحي، وبعدة أحياء مثل حي تلبرجت والباطوار والنهضة وبمدخل ميناء أكَادير وبسوق الأحد وغيرها، وكذا الحركة التجارية لوسائل النقل المختلفة، رغم أن الأثمان بقيت قارة بالنسبة للأكلات المختلفة. كما عرفت أسعارالفنادق والإقامات والشقق المفروشة زيادة ملحوظة عن تلك التي كانت مبرمجة قبل فترة الصيف، لوجود طلب كثير وقلة في العرض بمدينة أكَادير، مما جعل عدد من المواطنين إما يلجأون إلى الشقق المفروشة بالأحياء الشعبية أويتجهون إلى إنزكَان لإستئجارشقة بفنادقها الشعبية. فصيف أكَادير، يمكن توصيفه بعبارات موجزة:حركة تجارية نشيطة، وازدحام واكتظاظ بالفضاءات العمومية، وإقبال كبيرعلى الشاطئ نهارا وليلا، وامتلاء بالفنادق والقرى السياحية والإقامات والشقق المفروشة، وتوافد عدد من السياح الأجانب والمغاربة، وطقس معتدل وجميل وشاعري يوحي بالمتعة والنشوة، وبحرهادئ ودافئ يضفي بزرقته البهية رونقا آخاذا على كورنيش أكَاديرالتي تعد من أجمل وأطول الكورنيشات بالمغرب.