بدأت الاثنين في درسدن (شرق المانيا) محاكمة المتهم بقتل المصرية المحجبة مروة الشربيني طعنا بسكين داخل قاعة محكمة, وذلك وسط اجراءات امنية مشددة بسبب الغضب الذي اثارته هذه الجريمة العنصرية في العالم العربي. والمتهم الذي كان في الثامنة والعشرين وقت الجريمة يحاكم امام محكمة درسدن التي وقعت داخلها جريمة قتل مروة التي كانت حاملا في الشهر الثالث ومحاولة قتل زوجها علوي عكاظ الذي هرع لنجدتها. وهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة. وقال فرانك هاينريك احد مهامي المتهم "لقد طعنهما بدافع كراهية عمياء لغير الاوروبيين وللمسلمين. كان يريد ابادتهم". وقد دخل المتهم قاعدة الجلسة واضعا غطاء راس ونظارات شمسية. وحكم عليه بغرامة 50 يورو لرفضه خلع النظارات كما هددته القاضية بيرغيت فيغاند بغرامة ثانية لرفضه اعلان هويته. ومن المقرر ان تنتهي المحاكمة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر. وقد وقعت الجريمة في اول يوليو عندما مثل المتهم امام محكمة الاستئناف بعدما حكمت عليه محكمة درجة اولى في درسدن بدفع غرامة قدرها 780 يورو لتوجيهه شتائم عنصرية الى مروة (31 عاما) المراة المحجبة التي نعتها في اغسطس 2008 ب"الاسلامية" و"الارهابية" و"الساقطة" لانها طلبت منه ترك ارجوحة كان يجلس عليها ليدردش مع ابنة شقيقته حتى يتمكن ابنها من استخدامها. وخلال جلسة الاستئناف هذه, اخرج المتهم سكينا يبلغ طول نصلها 18 سنتم نجح في ادخالها الى المحكمة التي لم تخضع لاي اجراءات مراقبة امنية, وانهال بها طعنا على مروة التي اصيبت ب16 طعنة. وتوفيت الضحية قبل وصول سيارة الاسعاف. كما اصيب زوجها علوي علي عكاظ الذي هرع لنجدتها بطعنات عدة خصوصا في الرأس والحلق قبل ان يصاب برصاصة في ساقه اطلقها عليه شرطي اعتقد انه الجاني. وجرت كل هذه الحوادث على مراى من طفل الزوجين الذي يبلغ ثلاث سنوات ونصف سنة. وبمعزل عن الجدل حول الامن في المحاكم — اذ ان الشرطي لم يتدخل سوى بعد دقائق عدة من بدء الهجوم — احدث غياب رد فعل من السلطات الالمانية حيال هذه الحادثة العنصرية في شكل واضح, صدمة لدى الراي العام العربي واطلق على مروة "شهيدة الحجاب". والاثنين, شكل نحو 200 شرطي حزاما امنيا حول المحكمة حيث خضع الجمهور الذي سمح له بحضور الجلسة لعمليات تدقيق صارمة للغاية. كما مثل المتهم خلف حاجز زجاجي مصفح. وحضر الجلسة اضافة الى افراد اسرة الضحية السفير المصري في برلين رمزي عز الدين رمزي. وكانت مضت ايام قبل ان تحتل الجريمة العناوين الرئيسية للصحف الالمانية, وادرجت تحت زاوية "امنية" بحيث كانت شبيهة بما شهدته قضية نزاع على ارث في بافاريا قبل اشهر. كما مر اسبوع قبل ان تعلن الناطقة باسم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عقد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك على هامش قمة مجموعة الثماني في ايطاليا, واصفة الجريمة بانها "تندرج في اطار كراهية الاجانب على ما يبدو". الا ان التاثر والغضب كانا كبيرين في مصر حيث تلت جنازة مروة تظاهرات امام السفارة الالمانية في القاهرة, ثم في ايران وتركيا. واكدت هذه الدول ان السلطات الالمانية تقلل عمدا من دوافع جريمة كره الاجانب هذه. وخلال التحقيق, لم يخف المتهم "كرهه الشديد" لغير الاوروبيين وخصوصا المسلمين. ولم تكشف الفحوص النفسية والعقلية اي عناصر تقلل من مسؤوليته, لذلك يمكن ان يحكم عليه بالعقوبة القصوى اي السجن مدى الحياة التي طلبتها النيابة. والمتهم من الروس الالمان الاصل الذي عادوا بكثافة الى وطن اجدادهم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وهو يعيش منذ 2003 في درسدن على الاعانات الاجتماعية.اما الضحية فكانت صيدلانية وكان زوجها باحثا في معهد ماكس بلانك للهندسة الوراثية.