اتهم مراقبون ومهتمون بشؤون اللاجئين الأمن العسكري الجزائري بممارسة كل أشكال التعذيب في حق المهاجرين غير الشرعيين خاصة القادمين من مالي، وقالت المصادر ذاتها إن الجيش الجزائري، وبعد الانتهاء من حصص التعذيب اليومية يرمي هؤلاء المهاجرين داخل التراب المغربي مستغلا غياب المراقبة في بعض النقط نتيجة شساعة الحدود، ونقل بعض هؤلاء المراقبين شهادات صادمة لشهود عيان وقفوا على فظاعة الممارسات اللاإنسانية التي يقوم بها بعض أفراد الجيش الجزائري المكلفين بالحدود بين البلدين، وقال عامل في دوار أولاد عياد في قطاع "جوج بغال" بولاية وجدة، في شهادة قدمها أمام السلطات الأمنية، إنه عاين يوم السبت الماضي جثة مهاجر سري معلقة في سلك حديدي، حيث قام بإبلاغ بعض الحراس التابعين للقوات المسلحة الملكية، وأكد الشاهد نفسه أنه اكتشف جثة المهاجر الإفريقي في ضيعة بعيدة بحوالي 200 متر عن الخط الحدودي بين المغرب والجزائر، وكانت الجثة معلقة على كابل من حديد، وقالت مصادر أمنية، إن الجثة التي تمت معاينتها لم تكن تحمل أي آثار للتعذيب أو العنف، فيما لم تستبعد المصادر ذاتها فرضية وقوع جريمة قتل بدم بارد، وذلك اعتبارا لحال الجثة. وقالت المصادر ذاتها، إن الأمر يتعلق بمهاجرين سريين قادمين من مالي التي تعيش منذ أشهر على إيقاع مواجهات دامية خاصة في شمال مالي، موضحة أن هؤلاء المهاجرين يتم تعذيبهم من قبل السلطات الجزائرية قبل التخلص من جثتهم عبر رميها في الحدود المغربية. وأكد عدد من المهاجرين السريين الناجين خضوعهم لممارسات حاطة بالكرامة، وخضوعهم لوصلات منتظمة من التعذيب وبعدما يتم التخلص منهم عبر طردهم إلى الحدود المغربية لملاقاة مصيرهم، وأضاف هؤلاء المهاجرون أن العشرات من الأفارقة لقوا حتفهم على الحدود الجزائرية المغربية، وأن كثيرا منهم تضيع جثثهم في الصحراء، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، واستحالة العثور على ناجين. ولم يتم الكشف عن أرقام عدد المهاجرين الذين يتم قتلهم من قبل الأمن العسكري الجزائري لكن مصادر متطابقة تحدثت عن مئات النازحين يوميا من مالي في اتجاه الجزائر، التي ما أن تلقي القبض على بعض النازحين حتى تتخلص تهم إما بقتلهم أو طردهم في اتجاه المغرب.