أربع منافذ سرّية على مستوى الحدود المغربية الجزائرية، تلك التي يتخذ منها الأشخاص القادمون من دول جنوب الصّحراء ، مسالك لتسلّلاتهم الى التراب الوطني، قادمين من الجزائر وبالضبط من نقطة انطلاقهم بضواحي مغنية، التي تبعد عن مدينة وجدة بحوالي 28 كلم. تلك المسالك أو المنافذ السرية تقع ما بين جبل رأس عصفور بإقليم جرادة ومركز «جوج ابغال» الحدودي بعمالة وجدة أنكاد ومركز أحفير الحدودي بإقليم بركان، ثم وادي كيس قرب مدينة السعيدية.. عبرها تسلّل عشرات الأشخاص من الأفارقة المهاجرين السريين إناثا وذكورا وصبيانا، لا يجدون صعوبة في تخطي الحدود الجزائرية ورغم الانتشار الكبير لحرّاس الحدود الجزائريين ومراقبتهم المشددة للحدود باستعمال وسائل استراتيجية متطورة، في هذا الإطار، وبسوق الحيّ الحسني الأسبوعي، حيث وجدنا العشرات من المهاجرين السّريين يتسوّلون، استفسرنا أحدهم، المسمّى علي بوجا، 28 سنة، مستوى دراسي شهادة ثانوية، من دولة مالي حول كيفية عبوره الحدود، قال: لقد مررت أمام الجيش الجزائري وشاهدوني، ولم يمنعوني من مواصلة مسيري.. وهذه هي المرة الخامسة، التي أعود خلالها الى المغرب سرا، حيث كانت السلطات المغربية دائما لنا بالمرصاد..» إذن من خلال هذا التصريح يمكن استنتاج أن السلطات الجزائرية تتساهل مع هؤلاء وتعمل على تشجيع الظاهرة.. والسؤال المطروح، لماذا تعرف الحدود الجزائرية مع المغرب إنزالا مكثفا للجيش والحرس الجزائري، ولماذا تلك المراقبة المشددة؟ والتي رغم وجودها لا تزال الهجرة السرية مستمرة، كما أن التهريب ما يزال ينشط بشكل أكثر مما كان عليه سابقا..؟