وجدة محمد بلبشير تعيش العلاقات المغربية الجزائرية فترة عصيبة جدا، وتعرف المنطقة الحدودية بين البلدين سخونة حارقة، إذ بقدر ما تجتهد السلطات الجزائرية في تلغيم حدود بلادها مع المغرب بالمراكز الأمنية الكثيرة وتجييش المنطقة بالقوات الأمنية والعسكرية بدعوى التصدي للتهريب الذي يشمل المحروقات والمواد الاستهلاكية والأدوية، بقدر ما تؤشر معطيات ووقائع تضبطها السلطات الأمنية المغربية من الجهة الأخرى أن هذه التهم يشمل أيضا الجزائر، وتوضح أن التهريب ليست قضية تهمة جاهزة نطلقها ضد جهة ما بل إنه نشاط إنساني يوجد أصلا حينما تكون المنافذ الطبيعية مغلقة ومحروسة وأن العلاقات الإنسانية تكون ممنوعة. فلقد كانت مجموعة من التطورات التي لاحقتها السلطات الأمنية في شرق المغرب دالة هذا السياق وكانت بمثابة مهارة كبيرة في رد الكرة إلى الجزء المخصص للجزائر في ملعب العلاقات بين البلدين الذي مل جمهوره أطوار مباراته الرديئة. في هذا السياق علمنا أنه تم خلال المدة الوجيزة الأخيرة على صعيد الجهة الشرقية تفكيك مجموعة من الشبكات الدّولية التي يتزعمها مواطنون جزائريون والتي تنشط سواء في ميدان التهريب الدّولي للسيارات أو المخدّرات، كانت آخرها حسب مصادر من ولاية أمن وجدة تفكيك شبكة متخصّصة في التهريب الدولي للأقراص المهلوسة، والتي بلغ عدد أفرادها 10 أشخاص إضافة الى مواطن جزائري، وقد تم حجز بحوزتهم ما يفوق 1500قرص طبي مخدّر.. كما تم تفكيك شبكة أخرى مكوّنة من 8 أشخاص ، ضمنهم جزائريون، متخصصة في سرقة السّيارات من نوع رونو ومرسيديس باستعمال مفاتيح مزورة، يتم توظيفها في نقل السلع والمخدّرات المهرّبة من الجزائر نحو المغرب.. إلى ذلك، تؤكد مصادر من إصلاحية وجدة (السجن المدني) أن أزيد من 5 مواطنين جزائريين مازالوا يقضون عقوبات حبسية بهذه المؤسسة تتراوح ما بين سنة و 3 سنوات حسب حجم التهمة، حيث تمّ ضبطهم من قبل متلبّسين بحيازة وتهريب الأقراص المهلوسة من الجزائر، كان أحدهم متلبّسا بالتسلّل إلى المغرب وإدخال 500 حبة من هذه الأقراص المخدّرة.. وللتّذكير كان دركيو بني درار قد أوقفوا سنة 2004 بعد مطاردة عسيرة مواطنين جزائريين وهما متسلّلان إلى التراب الوطني كانا يحوزان كيسا بلاستيكيا به حوالي 20 ألف حبة من أقراص الهلوسة والتهييج.. من جهة أخرى ومنذ سنة 2005 وحتِّى اليوم تمكنت المصالح الأمنية لولاية أمن وجدة من إيقاف 35619 متسلّل من الأفارقة والجزائيين. وقد انطلقت هذه الآفة الاجتماعية منذ سنة 1996.. ويتخذ هؤلاء المهاجرون القادمون من دول جنوب الصحراء نقطة انطلاقهم نحو التسلّل إلى المغرب من ضواحي مدينة مغنية بغرب الجزائر والتي ينصبون بها خيامهم إلى حين.. وهكذا وخلال المدّة الزمنية ما بين 1998 و 2007 تم إيقاف أزيد من 130 ألف متسلل أجنبي ضمنهم ما يناهر 5000 مواطن جزائري أغلبهم من الشباب.. وقد أوقفت السلطات المغربية سنة 2007 وحدها حوالي 7500 متسلّل ضمنهم أكثر من 100 جزائري.. وقد ضبطت بحوزة العديد من هؤلاء المتسلّلين وثائق هوية مزوّرة يتم تزويرها من طرف شبكات جزائرية مختصة خاصة بمغنية..