منذ سنوات والرياضة الوطنية في خدمة السياسة، فكنا نجد كثيرا من نواب الأمة ومسؤولي المجلس المنتخبة والنقابات والغرف المهنية وهلم جرا،يلجون بوابة الرياضة كأقصر طريق من أجل تحقيق مصالحهم السياسية، وكثير من محترفي السياسة وجدوا أن أقصر طريق للوصول إلى البرلمان والجماعات المحلية هي الانخراط في المجال الرياضي، فيمولون تظاهرات رياضية ودوريات في كرة القدم، ويلجؤون إلى الشباب في الحملات الإنتخابية، وكانت دائما كرة القدم هي الستار الذي يختبئ وراءه المسؤول الرياضي. علاقة السياسة بالرياضة هي علاقة جدلية يتداخل فيها السياسي بالرياضي برجل المصالح والإنتهازي الذي ما أن يحصل على مقعد برلماني أو حتى في الجماعة يغادرالميدان، ويترك الفريق يغرق، وكلما خلت المواسم الإنتخابية إلا ويتهافت هؤلاء على دعم الأندية لدرجة أن كثيرا من الفرق كانت صناديقها تمتلئ عن آخرها إبان الحملات الإنتخابية. حزب العدالة والتنمية لم يشد بدوره عن هذه القاعدة ووظف الرياضة لخدمة أهدافه السياسية، فقد استغل الحزب أيام المعارضة أزمة جامعة الجينرال حسني بنسليمان ووجه كثيرا من النيران المعادية، وصور الأمور بسوداوية قل نظيرها، ووظف ثقافته المحدودة في المجال الرياضي لكي يحقق مزيدا من النقاط التي ستنفعه في اليوم الأسود، والأمر نفسه قام به ،في كل مرة يجد أن عليه توظيف الرياضة، تماما كما فعل في تطوان حين قايض على ملعب سانية الرمل، ووجد نفسه في صلب صراع كروي استغله جيدا لتمرير رسائله إلى من يهمه الأمر، وفي مراكش استغل الحزب أزمة الكوكب المراكشي لتجييش المواطنين، وفي الدارالبيضاء كان الحزب حاضرا في مجموعة من التظاهرات والهدف في نهاية المطاف خدمة أجندته الإنتخابية قبل أن تقرر بسيمة الحقاوي حذف هذه الكلمة من القاموس المتداول بدعوى أنها كلمة دخيلة. آخر إبداعات العدالة والتنمية في تدجين الرياضة المغربية، البوليميك الذي خلفه مصطفى الرميد وزير العدل والحريات،الذي نظم مباراة في كرة القدم بمركب محمد الخامس، وقبلها حاول اقتحام الميدان تارة من خلال توظيف أبنائه "واحد رجاوي والثاني ودادي"، وتارة من خلال توظيف ظاهرة الشغب، والنتيجة أن الرميد سعى إلى توظيف الديربي البيضاوي لتمرير مخططاته الخاصة قبل أن "يفطن" الجمهور للعبة الرميد ويقرر مقاطعة المباراة كاع، ولسان حاله يقول "البلاصة اللي فيها العدالة والتنمية نخويوها كاع". لقد كان وزير العدل يعول على آلاف الجماهير ليطلب منهم التبرع بأعضائهم كما فعل هو ذات مرة في حفل تخرج ابنته، حيث أمر بإخراج وثائق وسجلات المحكمة إلى خارج دائرة نفوذها إرضاء لوزيرالعدل، لكن جماهير الدار البيضاء التي لا تعترف بالسياسيين كان لها رأي آخر، فقررت أن تتابع المباراة على شاشة التلفزة وتترك للرميد الملعب بما فيه، يمارس فيه شطحاته.عبد المجيد اشرف