اتهامات للاستخبارات الفرنسية في قضية دومينيك ستروس كان وشكوك في تمويل حملته من جانب نظام معمر القذافي : تعرض الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي السبت لهجمات من كل حدب وصوب فيما يجهد لتقليص الفارق بينه وبين منافسه الاشتراكي فرنسوا هولاند. وقبل اسبوع من الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية, بدا ساركوزي ايضا موضع انتقاد اليمين الذي اخذ عليه استعادته لعناوين الجبهة الوطنية لاستمالة ناخبي اليمين المتطرف الذي حقق مفاجأة في الدورة الاولى للانتخابات عبر فوزه بنحو 18 في المئة من الاصوات. الا انه توقع "مشاركة كبيرة" في الدورة الثانية. وقال ساركوزي لمجلة لو باريزيان في عددها الصادر الاحد "اشعر بتنامي حال من التعبئة لم اشهدها طوال حياتي السياسية" ومنذ الدورة الاولى الامور تسير في منحى تصاعدي "وسيكون هناك مشاركة كبيرة". وبعد غيابه عن الحملة الانتخابية, اقتحم المدير السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان الحملة الرئاسية الفرنسية متهما خصومه السياسيين السابقين بافشال ترشيحه. وقال ستروس كان في اشارة الى مساعدي ساركوزي, في مقابلة اجرتها معه صحيفة ذي غارديان البريطانية "لم اعتقد بكل بساطة انهم سيصلون الى هذا الحد .. لم يخطر لي انهم سيجدون شيئا يمكنه ان يوقفني". وبحسب الصحيفة, فان الوزير الاشتراكي السابق الذي تحطم مساره السياسي بعد فضيحة فندق سوفيتيل في نيويورك حيث اتهمته عاملة تنظيف بالتعدي عليها جنسيا, "يتهم خصوما على علاقة بنيكولا ساركوزي بانهم منعوا ترشيحه". واذا كان ستروس كان استبعد في المقابلة التي اجراها معه الصحافي الاميركي ادوارد جاي ابستين ان تكون قضية فندق سوفيتيل فخا نصب له, الا انه قال ان التطورات اللاحقة "دبرها اشخاص لهم اهداف سياسية". وكان ستروس كان البالغ من العمر 62 عاما يعتبر الاوفر حظا لمواجهة نيكولا ساركوزي في الانتخابات الرئاسية حين تم اعتقاله في نيويورك في 14 ايار/مايو 2011 بناء على الاتهامات التي وجهتها اليه نفيستو ديالو العاملة في فندق مانهاتن بالتعدي عليها, الامر الذي قلب حياته راسا على عقب. واسقطت التهم الجنائية بحق ستروس كان في اب/اغسطس في نيويورك, غير ان القضية التي لا تزال قائمة ضده في دعوى من الحق العام, فضحت جانبا قاتما من شخصيته, هو علاقته بالنساء التي تصل الى حد "المضايقة" بحسب شهود. وقال ادوارد جاي ابستين في مقابلة اجرتها معه صحيفة ليبيراسيون ان ستروس كان "اصبح الهدف الرئيسي للاجهزة الفرنسية في شباط/فبراير او اذار/مارس 2011" بدون ان تمتلك اي "دليل ملموس" ضده. وخلال زيارة لكليرمون فيران, رفض ساركوزي هذه الاتهامات وطلب من ستروس كان ان يلزم الصمت قائلا "كفى تعني كفى. اقول لستروس كان +تدبر امرك مع القضاء ووفر على الفرنسيين تعليقاتك+". في موازاة ذلك, يواجه ساركوزي ملفا اخر يتمثل في كيفية تمويل حملته العام 2007 التي قادته الى الرئاسة. وفي هذا الاطار, نشر موقع ميديا بارت الاخباري الفرنسي وثيقة نسبها الى موسى كوسا, الرئيس السابق للاستخبارات الليبية, تتحدث عن "اتفاق مبدئي" العام 2006 مع نظام معمر القذافي لتمويل حملة ساركوزي حتى خمسين مليون يورو. ورغم ان الموقع لم يذكر ان التمويل تم فعلا, فان اليسار الفرنسي طالب الرئيس المنتهية ولايته ب"توضيحات" وبفتح تحقيق قضائي وتعيين قاض مستقل. وكان ساركوزي وصف في منتصف اذار/مارس احتمال قيام معمر القذافي بتمويل حملته بانه امر "فظ". والسبت, اعتبرت المتحدثة باسمه ناتالي موريزيه ان معلومات ميديا بارت "تثير السخرية". وياتي كل ذلك قبل اسبوع من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي تشير جميع التوقعات الى فوز هولاند فيها. وهاجم المرشح الاشتراكي السبت الرئيس ومعسكره منددا بسلوكهما "المؤسف" مع اقتراب موعد الاقتراع في السادس من ايار/مايو. وقال هولاند في مقابلة في صحيفة لو باريزيان "قبل الدورة الاولى كان هناك سجالات وهجمات وانتقادات. لكن نتيجة الاحد الماضي زادت البلبلة. انه مهرجان حقيقي !". وقال معددا الهجمات ضده "اذا انا مرشح المساجد .. وكنت على علم بسلوك دومينيك ستروس-كان, واريد تشريع وضع جميع الذين لا يملكون اوراقا ثبوتية" مضيفا بسخرية "من حسن حظي ان بن لادن قتل ! ربما كان اعطى هو ايضا تعليمات ?". ويركز نيكولا ساركوزي منذ عدة ايام حملته على فرنسوا هولاند مشددا على انه مرشح "الهجرة" بعدما حل الرئيس ثانيا بعد المرشح الاشتراكي في الدورة الاولى (27,18% مقابل 28,63%) ما حتم عليه السعي لنيل اصوات ناخبي مارين لوبن مرشحة الجبهة الوطنية (يمين متطرف, 17,90%) لمحاولة الفوز بولاية رئاسية ثانية. لكن يبدو ان هذا التصعيد لم يات بالنتيجة المرجوة, وهو ما تظهره استطلاعات الراي الاخيرة التي لا تزال تشير الى تفوق هولاند على ساركوزي بفارق كبير. ويتوقع ان يحصل ساركوز على 45 الى 46% من الاصوات. كريم طالبي