ما تزال استطلاعات الرأي الفرنسية مستقرة حول تفوق مرشح الحزب الاشتراكي في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، المقررة في السادس من شهر ماي المقبل، حيث جاء في آخر توقعات استطلاعات الرأي تصدر فرانسوا هولاند نوايا تصويت لدى الناخبين الفرنسيين، إذ يشير سبر آراء لمؤسسة ''سوفرس سوبرا'' حصول المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في الجولة الثانية على 55 بالمائة من الأصوات، وفوزه بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، متقدما بذلك على الرئيس المرشح نيكولا ساركوزي الذي توقع الاستطلاع حصوله على 45 بالمائة من الأصوات. يأتي هذا الاستطلاع في الوقت الذي تشتد فيه المنافسة بين اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكي فرانسوا هولاند قبيل الجولة الثانية الحاسمة، حيث يسعى الرجلان للحصول على أصوات اليمين المتطرف من خلال التقرب من أطروحات زعيمة الجبهة الوطنية، مارين لوبان التي جاءت في المرتبة الثالثة في الجولة الأولى ما يجعل منها الفيصل في حسم المعركة الانتخابية. فقد نجحت في الحصول على نسبة تجاوزت 17 بالمائة من أصوات الناخبين الفرنسيين ما يعادل ستة ملايين ونصف ناخب فرنسي. والحال أن المتنافسين على كرسي الرئاسة الفرنسي شرعا في مغازلة ناخبي اليمين المتطرف من خلال تشديد اللهجة فيما يتعلق بالمواضيع التي سمحت لمارين لوبان بالفوز بالمرتبة الثالثة، فقد ركب الاشتراكي هولاند موجة الحديث عن الهجرة، حيث صرح في حديثه التلفزيوني، أول أمس، على القناة الفرنسية الثانية، أنه سيقوم بالحد من الهجرة إلى فرنسا فور اعتلائه سدة الحكم، مشيرا إلى أنه لن يسمح بأن تشكل الهجرة غير المضبوطة تهديدا للاقتصاد الفرنسي. وقد أشار إلى أنه سيعيد فرض حصة سنوية لعدد المهاجرين إلى فرنسا، مشددا على ضرورة مكافحة الهجرة غير الشرعية، كما أكد الإبقاء على حظر النقاب في الأماكن العمومية. من جانبه، لم يتوان الرئيس المنتهية ولايته ومرشح حزب اتحاد الحركة الشعبية، نيكولا ساركوزي، عن اتهام المرشح الاشتراكي بالتخلي عن مواقف حزبه التقليدية لمجرد ضمان الفوز بأصوات ناخبي مارين لوبان، حيث اعتبر أن حديث هولاند عن الهجرة لا ينم عن قناعة سياسية معروفة لدى حزبه، مع الإشارة إلى أن ساركوزي نفسه اختار الحديث عن مواضيع محددة لضمان أصوات اليمين المتطرف، على اعتبار أنه عاد للتطرق لموضوع الأمن واللعب على وتر مخاوف الفرنسيين من اللاأمن، فقد أكد أنه خلال العهدة الثانية في حال فوزه سيعمل على إلغاء قانون يمنع الشرطة من إطلاق النار، مضيفا أنه سيمنح ترخيصا للشرطة الفرنسية يتيح لها إطلاق الرصاص خلال ملاحقة المشتبه فيهم، وهو أمر طالما طالبت به زعيمة اليمين المتطرف. أما مارين لوبين فقد ذكرت من جهتها أنها تنتظر لمعرفة أي الأطراف ستدعم خلال الجولة الثانية، حيث صرحت لوسائل الإعلام الفرنسية أنها تعتزم الإدلاء بموقفها خلال الاحتفال السنوي للجبهة الوطنية في عيد العمال في الأول من شهر ماي، غير أنها استبقت إعلان موقفها بدعوة للمرشح اليميني ساركوزي لتوضيح موقفه بخصوص الانتخابات البرلمانية المقررة في جوان المقبل، على اعتبار أنها وجهت له سؤالا صريحا حول دعم ساركوزي لحزبها في الانتخابات البرلمانية، مؤكدة أنها لن تفصح عن موقفها وأنها لن توجه أي تعليمات لناخبيها إلا بعد حصولها على جواب من ساركوزي، ما جعل المتابعين للساحة السياسية الفرنسية يؤكدون على أن مارين لوبان تسعى للحصول على تنازلات مهمة من ساركوزي مقابل دعمها له للفوز بعهدة ثانية.