نفى مدير نشر أسبوعية (الأيام), نور الدين مفتاح الأربعاء, كونه أدلى بتصريح لأسبوعية (المشعل) بخصوص قضيتها أمام المحاكم. وقال مفتاح, في بلاغ له : "بالكثير من الصدمة والذهول فوجئت بوجود استجواب لي مع أسبوعية (المشعل) أعطي فيه تصريحات "نارية" بخصوص قضية هذه الأخيرة أمام المحاكم". وأكد مفتاح أنه لم يسبق له إطلاقا أن أدلى بأي تصريح لهذه الأسبوعية, موضحا أن أحد أعضاء هيئة تحريرها اتصل به يوم الأحد وأنه طلب منه "معاودة الإتصال الإثنين, وهو ما لم يفعل". وندد مدير نشر أسبوعية (الأيام), في ختام بلاغه, ب"هذا الإختلاق الأخرق, والتصرف اللامهني واللامسؤول واللاأخلاقي مما يبين الحضيض الذي وصلناه في هذه المهنة المتجنى عليها". وكانت المحكمة الابتدائية بالرباط قد قضت, يوم الخميس الماضي, بسنة حبسا نافذا وغرامة نافذة ب 10 آلاف درهم في حق مدير نشر أسبوعية (المشعل), إدريس شحتان, وعلى مصطفى حيران ورشيد محاميد بثلاثة أشهر حبسا نافذا لكل واحد منهما وغرامة نافذة بخمسة آلاف درهم, مع جعل الصائر تضامنا والإجبار في الحد الأدنى. كما قضت المحكمة, بناء على ملتمس النيابة العامة طبقا لمقتضيات المادة 392 من قانون المسطرة الجنائية, بإلقاء القبض على المتهم ادريس شحتان وإيداعه السجن. وقد توبع ادريس شحتان من أجل جنحة نشر, بسوء نية, نبإ زائف وادعاءات ووقائع غير صحيحة, ومصطفى حيران ورشيد محاميد من أجل المشاركة في ذلك. نص الحوار كما ورد في المشعل نورالدين مفتاح مدير الأيام لأسبوعية المشعل : إننا نعيش سنوات الرصاص من جديد ❊ ما هو تعليقكم على الحكم الصادر في حق : »ادريس شحتان« مدير أسبوعية »المشعل« في ارتباطه بمسلسل التضييق الذي يمارس ضد حرية الصحافة بالمغرب؟ ❊ ما هو تعليقكم على الحكم الصادر في حق : »ادريس شحتان« مدير أسبوعية »المشعل« في ارتباطه بمسلسل التضييق الذي يمارس ضد حرية الصحافة بالمغرب؟ ❊❊ ما تواجهه الصحافة المغربية اليوم، يجب التصدي له على مجموعة من الواجهات، وإن من أهم مسببات هذه المواجهة هو الضعف الذي يطبع الحكومة الحالية، والتي بات مؤكدا أنها تضرب في جميع الاتجاهات دون تركيز، إضافة إلى أزمة النزاهة والاستقلالية اللتين يعرفهما القضاء المغربي مما يعني أن الأحكام القاسية في حق الصحافة المغربية ستستمر لا محالة على نفس المنوال، وهو ناقوس الخطر الذي نبه إليه جلالة الملك في إحدى خطبه بالقول على إنه يجب إصلاح القضاء المغربي. بالنسبة لاعتقال مدير نشر أسبوعية »المشعل« الزميل »إدريس شحتان« ، فإن هذا الأخير من ضمن المناضلين الذين ستسجل أسماؤهم في التاريخ ممن يؤدون ضريبة حرية »الرأي والتعبير« إسوة بالكثير ممن كابدوا خلال سنوات الرصاص، ويمكن القول بناء على ما يجري حاليا في المغرب من تضييق على الصحافيين، إننا نعيش سنوات الرصاص من جديد، إذ إنه من العيب، وغير اللائق أيضا أن يصدر حكم قاس على هذا النحو في حق صحافي لمجرد أنه صاحب رأي، فالذي يحاكم من أجله، »إدريس شحتان« يبقى رأيا، وليس جريمة أو جناية تستوجب الاعتقال والحرمان من الحرية. ❊ هل يمكن القول، إن الدولة المغربية قد رفعت الورقة الحمراء في وجه البعض من المنابر الصحفية المستقلة من خلال حركاتها الأخيرة ك »الحكم بالسجن والحجز على ممتلكات المقاولات الصحفية وإغلاق مقرات جرائد دون حكم قضائي« ، وغيرها من وسائل التضييق على حريتي التعبير والصحافة؟ ❊❊ هوامش الحرية التي عرفتها الساحة الإعلامية المغربية، كانت مكسبا للمغاربة جميعا، حيث سمحت الهوامش إياها بضخ هواء جديد في رئتي الصحافة المغربية، بجميع أجناسها، هنا تجدر الإشارة أن هناك شقين من الصحافة في هذا البلد، والإشكال أن هناك نوعا من الصحافة يمكن تصنيفها ضمن قائمة »صحافة الرصيف« شكل تواجدها بين ظهراني الجسم الصحافي الوطني نغمة نشاز، كان لها التأثر السيئ على مسار الصحافة بالمغرب. بمعنى أن هناك عينات من الصحافيين لا يملكون المؤهلات المهنية أو الأخلاقية، تسللوا إلى الجسم الصحافي وشوهوا المجال، علما أن الصحافي الحقيقي يبقى عنصرا فعالا في المجتمع شأنه في ذلك شأن (المحامي، القاضي، الفنان،المدرس، و.و..)، يؤدي مهامه الصحفية على أحسن وجه، واضعا نصب عينيه أن (الخبر مقدس والتعليق حرا)، ومن ثم يبقى على الصحافي تبليغ الخبر كما هو وله الحق بعد ذلك في التعليق عليه، إن سلبا أو إيجابا فذاك رأيه. ❊ كيف يمكن للجسم الصحافي مواجهة هذه الأساليب التضييقية التي تمارسها الدولة في حقه؟❊❊ إن تضييق الخناق على الصحافة الوطنية، أمر اعتقدنا أن المغرب قد تجاوزه منذ مدة، وللأسف فقد طفا على السطح مجددا، مما يستوجب البحث عن صيغ مشروعة ومقبولة لمواجهته، لأن الحرية يجب أن تتوفر خاصة وأننا لسنا في حروب، ومن غير المعقول أن تتكرر صفحات الثمانينيات والتسعينيات، لأن التضييق على المكتسبات خاصة المرتبطة بالحق في التعبير وإبداء الرأي، أمر غير مقبول بالمرة.