لم يتمكن عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من تضييق الهوة بين قياديين في المكتب السياسي وتيار "اولاد الشعب" الذي أصدر في وقت سابق وثيقة "الاختيار الحداثي الشعبي" ومما باعد الهوة بين الطرفين هو تداول وثيقة حول ضرورة التحالف بين الاتحاد والأصالة والمعاصرة. وحسب مصادر اتحادية، فإن لقاء جمع أول أمس السبت بين أعضاء من المكتب السياسي وعناصر من التيار المذكور، حضره على الخصوص عبد الواحد الراضي وعبد الهادي خيرات وأحمد الزيدي رئيس الفريق النيابي، غير أن اللقاء تحول إلى تبادل للشتائم والصفعات. وقال مصدر حضر اللقاء، إن قيادي في المكتب السياسي وصف "ولاد الشعب" بكلاب الشعب وكلاب السلطة مما اضطر الراضي إلى التدخل للاعتراض على هذه الأوصاف فيما التزم الزيدي الصمت، وأضاف، أنه بعد أن تمادى في تلك الأوصاف تلقى صفعة قوية من طرف أحد عناصر "ولاد الشعب" الذي يعاني من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم مما اضطر رفاقه إلى حمله إلى المستشفى. يذكر، أن تيار الاختيار الحداثي الشعبي داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبي، المعروف بأولاد الشعب، سبق أن اتهم القيادة الحزبية بالاستغلال البئيس لمسيرات حركة 20 فبراير، في إشارة إلى دفاع الإعلام الحزبي عن الحركة والنفخ في مسيراتها، وقال مصدر من داخل التيار، إن مواجهة حكومة العدالة والتنمية لن تتم بخيار المزايدات بالحراك في الشارع، خصوصا، وأن الحزب يتوفر على أدوات كثيرة للمواجهة ولديه فريقين في البرلمان مدعوما بالنقابات والمجتمع المدني. وحذر التيار المكتب السياسي من الانقلاب على العمل من داخل المؤسسات، متهما من أسماهم أولاد العائلات وحركة التوريث باستغلال حركة الشارع والاستفادة من المرحلة دون فهم مغزاها، ناسيا، أن مسار الاتحاد ارتبط بالنضال الديمقراطي، وسلك مسلك التصويت الإيجابي على الدستور الذي جاء للجواب على أسئلة الشارع والتحولات المجتمعية، وبالتالي، فإن العودة إلى الشارع هي انقلاب على المسار الأول مسار دعم الدستور. ويسعى تيار أولاد الشعب، حسب وثيقته الأولى، إلى إعادة النظر للفكر الاشتراكي من خلال قراءة متأنية للمرحلة وللتطورات التي عرفها المغرب، داعيا، إلى التحول من ثورة الملك والشعب إلى ثورة الملك مع أولاد الشعب. وقالت وثيقة الاختيار، "اقتناعا منا بضرورة العمل والتعبئة والانخراط الجماعي الفعال في التوجه الإصلاحي الهادف لاستكمال بناء مغرب الوحدة والحداثة والتقدم والاستقرار والرفاه الاجتماعي. وإدراكا منا، بأن الاستمرار في تدعيم وتحصين مكتسبات التجربة الديمقراطية المغربية وتنقيحها من الشوائب لن يتأتى إلا من خلال وحدة الجبهة الحداثية الشعبية وتماسك بنيتها الاجتماعية وتشبع ثقافتها وسلوكها بالقيم الإنسانية النبيلة، لا سيما وأن الارتقاء بالعمل السياسي نحو ديمقراطية سليمة لن يتم إلا بالإنسان المواطن ولمصلحة الإنسان المواطن، واعتبارا للدور المنوط بالأحزاب السياسية داخل هرم العملية الديمقراطية، والذي يتجسد في خلق وتوفير فضاءات حرة ومسؤولة للتبادل والتأطير والالتزام، فضاءات تسعى جاهدة لتجميع المواطنين والمواطنات وتدبير الاختلافات والتناقضات وإفراز التصورات والمشاريع السياسية ذات الارتباط القوي بالانتظارات الوطنية الكبرى، والتي تتجسد في محاور شاملة، التأويل الحداثي للدستور، الجهوية الموسعة والعدالة الاجتماعية، فماهية أي حزب سياسي تنطلق من استحالة وجوده إلا كعنصر داخل نسق معين، قائم ومحدد".ادريس عدار