انسحب عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، من اجتماع المكتب السياسي المنعقد مساء أول أمس الاثنين، بعدما اشتدت حدة الخلاف بين أعضائه بخصوص وثيقة "الحداثة الشعبية" وشكلت الأرضية المذكورة، التي أنجزها قياديون في الشبيبة الاتحادية وأعضاء بالمجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، أرضية النقاش داخل المكتب السياسي لحزب القوات الشعبية خصوصا بعد صدور مقال إخباري في النهار المغربية تحت عنوان "اتحاديون يتهمون القيادة باستغلال حركة 20 فبراير"، وتوزعت القيادة الحزبية بين مساند لتيار أولاد الشعب ومعارض له. واعتبر إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي والوزير السابق المكلف بالعلاقات مع البرلمان، أنه من حق عناصر "أولاد الشعب" أن ينشروا وثائقهم في أي مكان يروقهم ويعبروا عن رأيهم بدل الحجر عليهم دون أن يعبر عن أي انحياز لأي طرف من الأطراف، في حين انتفض عبد الهادي خيرات، عضو المكتب السياسي والمسؤول عن الإعلام الحزبي، ضد هذا التوجه معترضا على التسمية من أصلها. واتهم تيار الاختيار الحداثي الشعبي داخل الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبي، المعروف بأولاد الشعب، القيادة الحزبية بالاستغلال البئيس لمسيرات حركة 20 فبراير، في إشارة إلى دفاع الإعلام الحزبي عن الحركة والنفخ في مسيراتها، وقال مصدر من داخل التيار إن مواجهة حكومة العدالة والتنمية لن تتم بخيار المزايدات بالحراك في الشارع، خصوصا وأن الحزب يتوفر على أدوات كثيرة للمواجهة ولديه فريقين في البرلمان مدعوما بالنقابات والمجتمع المدني. وحذر التيار المكتب السياسي من الانقلاب على العمل من داخل المؤسسات، متهما من أسماهم أولاد العائلات وحركة التوريث باستغلال حركة الشارع والاستفادة من المرحلة دون فهم مغزاها، ناسيا أن مسار الاتحاد ارتبط بالنضال الديمقراطي، وسلك مسلك التصويت الإيجابي على الدستور الذي جاء للجواب على أسئلة الشارع والتحولات المجتمعية وبالتالي فإن العودة إلى الشارع هي انقلاب على المسار الأول مسار دعم الدستور. ويسعى تيار أولاد الشعب، الذي أصدر وثيقة أولية تحت عنوان الاختيار الحداثي الشعبي للاتحاد الاشتراكي، والتي نشرتها النهار المغربية على حلقات، إلى إعادة النظر للفكر الاشتراكي من خلال قراءة متأنية للمرحلة وللتطورات التي عرفها المغرب، داعيا إلى التحول من ثورة الملك والشعب إلى ثورة الملك مع أولاد الشعب.