ذكرت العرب قديما فيما ذكرت من تاريخها وفيما أشارت إليه كتب التراث الإسلامي أن الرجل كان يصنع الصنم من "الحلوة" ويعبده طوال النهار، وفي المساء لما يجن الليل ويبلغ منه الجوع مبلغا ينقلب على معبوده ليأكله. لم أجد أحسن من هذه القصة لأصف بها عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل والقيادي في العدالة والتنمية ورئيس المجلس البلدي لمدينة القنيطرة، الذي زعم أنه رجلا متواضعا فوق اللازم، لكن بعدما ذاق حلاوة الوزارة انقلب السحر على الساحر، وتبين أن التواضع مجرد مزحة إعلامية قصيرة الأمد. فعزيز رباح، الذي دوخ الجميع بقصة سيارة الكونغو التي يركبها متوجها نحو القصر الملكي أثناء تعيين الحكومة والتي يركبها غدوا ورواحا إلى الوزارة، متواضع حين يريد، يركب الكونغو متوجها للوزارة كي تسجل بعض وسائل الإعلام التي تحولت بقدرة قادر إلى ناطق باسم وزراء العدالة والتنمية تواضعه الزائف، ويركب السيارات الأخرى لليوم المليح مع الرفقات الجميلة والأصحاب بأصناف متنوعة. لقد استقل عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل مرة واحدة، طائرة من النوع الممتاز في رحلته إلى العيون مع وجود طائرات متواضعة يستقلها الجميع، وهي التي كان ينبغي أن يستقلها الوزير المتواضع جدا أو أن يملأ الكونغو بالغازوال ويتوجه رأسا من الرباط إلى العيون ليعرف حجم الحفر التي توجد في الطرق ونوع الطرقات مادام هو الوزير الوصي عليها. ولقد اكتشف أخيرا، أن الوزارة تعني "الطيارة" الفاخرة وأن التواضع ليس من سماته لأنه من سمات رجال الصوفية، ورباح يوم كان يتلمس طريق التدين التزم طريق السلفية التي تحارب التصوف وتعتبر الاغتناء على حساب "الفاسقين" حلالا طيبا. فرباح ليس له في التواضع مقدار حبة خردل، فالرجل قاتل إخوانه من أجل أن يصبح رئيسا للمجلس البلدي، فخدعة الديمقراطية الداخلية أكدت أن الأمين العام عبد الإله بنكيران يستعمل صلاحياته لتثبيت أوفيائه ومخلصيه في مواقع المسؤولية، فخلال الإعداد للانتخابات الجماعية السابقة خرجت نتيجة الجمع العام الذي رشح لائحة الحزب للانتخابات على غير ما تشتهيه سفن بنكيران ومجموعته وجاء رباح في الرتبة الثالثة وقامت قيامة الحزب لأن الأول في اللائحة كان هو عزيز كرماط، فتدخلت آلية الديمقراطية المغشوشة ليصبح رباح وكيلا للائحة، فهل نسي في تلك اللحظة قيمة التواضع؟ ولا يمكن أن يستشكل علينا بمصلحة الحزب لأن كرماط يعرف التدبير الجماعي أحسن منه وحاصل على ديبلوم عال حول الميثاق الجماعي. إن قصة الطائرة أكدت أن رباح استعمل بالتمام والكمال "سبعة أيام ديال الباكور".