يومين فقط بعد تنصيب حكومة عبد الإله بنكيران وتسلم وزرائه مهامهم من نظرائهم المنتهية ولايتهم، أعطى بعض المنتمين منهم إلى حزب العدالة والتنمية إشارات على أسلوب تدبير طالما عبّروا عنه حين كانوا في المعارضة، أولى هذه الإشارات ما قام به مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي أعطى أوامره بفتح مصعد في الوزارة كان مخصصا للوزير دون غيره، إذ تم فتحه في وجه العموم من موظفين وعاملين في مختلف الأقسام، وحتى في وجه المواطنين. وقد امتنع الخلفي، الذي قام أمس بزيارة لعدد من المصالح التابعة لوزارة الاتصال، وضمنها مقر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، بقنواتها، وقام بزيارة مماثلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أمس عن ركوب سيارته الحكومية في الزيارة التي قادته إلى الدارالبيضاء، مفضلا أن يستقل القطار، كما هي عادته، ثم ركب سيارة لأحد أصدقائه، حيث توجه أولا إلى مقر القناة الثانية في عين السبع، ثم إلى مقر قناة «الرياضية» في شارع موسى بن نصير. موقف مشابه اتخذه وزيران آخران في العدالة والتنمية هما مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، وسعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون، اللذان قررا، بدورهما، عدم استخدام سيارات الدولة في أغراضهما الشخصية والاكتفاء باستعمالها فقط في المهام الرسمية. ومن جانبه، أعطى عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، الذي توجه إلى حفل تنصيب الحكومة على متن سيارة من نوع «كونغو»، إشارات على التغيير داخل الوزارة التي يديرها في أول يوم عمل له، إذ أمر المسؤولين عن الموارد البشرية في الوزارة برفع رواتب عمال النظافة إلى 2300، وهو الحد الأدنى للأجور المعمول به في المغرب، بدل 800 درهم، التي كانوا يتقاضونها طيلة مدة عملهم في الوزارة. واستغرب رباح، حسب مصادر قريبة منه، استمرار الوزارة في صرف رواتب هزيلة كتلك التي كان يتقاضاها عمال النظافة في الوزارة.