ارتفعت أسعار تنقل المغاربة المقيمين بالخارج من فرنسا وإسبانيا إلى المغرب بشكل فاحش في الأيام الأخيرة، تزامنا مع الحجز الذي طال الباخرتين المغربيتن التابعتين لسمير عبد المولى. وقال مصدر من مدينة سيت الفرنسية أنه أمام استحالة حجز تذاكر العبور من هذه المدينة، أي سيت في اتجاه طنجة، اضطر عدد كبير من المغاربة إلى اللجوء إلى ميناء برشلونة الإسباني للرحلات البحرية بهدف العبور عائدين إلى المغرب. وأضاف المصدر ذاته، أن سعر تذكرة واحدة للعبور من ميناء برشلونة إلى ميناء طنجة وصل أول أمس إلى 120 أورو أي ما يعادل 12 ألف درهم للشخص الواحد مع سيارته، في الوقت الذي لم يكن يتعدى سعر تذكرة عبوره من ميناء سيت الفرنسية إلى طنجة 260 أورو إلى 280 أورو في الأقصى. وشدد ذات المصدر على أن أفراد الجالية المقيمين بالخارج، خصوصا منهم رجال الأعمال القادمون من فرنسا ومستعملو ميناء سيت؛ وجدوا العديد من الصعاب في العبور من الضفة الأخرى إلى المغرب الحبيب عبر ميناء برشلونة؛ فعلاوة على معاناتهم المتمثلة في اضطرارهم إلى قطع مسافة 300 كيلومتر برّاً من مدينة سيت إلى برشلونة، يواجهون العديد من أوجه الاستغلال القصري بالمدن الإسبانية قبل الوصول إلى ميناء برشلونة. من جهة أخرى تطرق المصدر ذاته إلى الصعاب والمحن التي يعيشها عمال السفينتين المغربيتين المحجوزتين والمرابضتين في ميناء سيت الفرنسية، حيث أصبح هؤلاء بمثابة »مساجين« في قلب السفينة، حسب المصدر ذاته، إذ أصبحت وضعيتهم تشكل حالة شادة مع السلطات الفرنسية التي لا تسمح لهم بمغادرة الباخرتين وحط الرحال بتراب المدينة الذي هو من تراب فرنسا وسيادتها؛ وذلك بحجة أنهم لا يتوفرون على بطاقة السماح للمرور أو ما يعرف ب »laissez passer« ولا على تأشيرة الدخول إلى التراب الفرنسي. وذلك في الوقت الذي واجهتهم كوماريت بعدم اعتبارهم مهاجرين مغاربة بعد اتصالاتها مع المصالح القنصلية في المدينة الفرنسية. وكانت السلطات الفرنسية حجزت على باخرتي "بلادي" و"مراكش" اللتين تؤمنان الربط بين طنجة وميناء سيت الفرنسي والتابعتين لشركتي "كوماريت" و"كوماناف"، التي يديرهما سمير عبد المولى، وذلك على خلفية ديون متراكمة غير مسددة تبلغ قيمتها 3.2 ملايين يورو عبارة عن فواتير متأخرة ثقيلة، خصوصا تلك المتعلقة بمصاريف الغازوال التي تراكمت خلال الشهور الأخيرة، وكان منع باخرة "بلادي" الخميس الماضي، من الإبحار إثر إشعار بقرار الحجز التحفظي على الباخرة قد وضع 400 مغربي متوجهين إلى طنجة في حالة انتظار وهو ما اضطر معه الركاب إلى قضاء الليل في سياراتهم بموقف الميناء أو في البهو، حيث أقام الصليب الأحمر الفرنسي أسرّة تخييم لإيواء الركاب. وكانت القنصلية العامة للمغرب بمونبولييه أكدت أن المسافرين استفادوا من تدابير "هامة" للتكفل حيث تعبأت المصالح القنصلية المغربية، بتعاون مع السلطات المحلية، لتقديم المساعدة الضرورية للمعنيين الذين تم إيواء جلهم في فنادق قريبة من الميناء، بينما تمت تهيئة أسرة داخل المحطة البحرية لمن رغب في البقاء بعين المكان (ثلاثون شخصا). في نفس الوقت كانت الرحلة البحرية التي كان من المنتظر أن تنطلق مساء السبت الماضي من ميناء طنجة المتوسط، نحو ميناء "سيت" جنوب فرنسا قد ألغيت بسبب الحجز التحفظي الذي طال باخرة "بلادي" منذ يوم الخميس الماضي. وكان من المنتظر، أن تقل الباخرة المملوكة لشركة "كوماريت" أزيد من 675 راكبا والعشرات من العربات انطلاقا من ميناء طنجة المتوسط نحو "سيت" في رحلة تستغرق حوالي 24 ساعة.محمد عفري