تحية طيبة وبعد، تتبعنا وتتبع الرأي العام المحلي والدولي النتائج الكارثية لانتخابات 25 من نونبر، وما سبقها من تقطيع إداري مخدوم، وإقصاء للملايين من المواطنين البالغين سن التصويت، وإنزال مكثف للمال قصد شراء الضمائر، وسلسلة قمع ممنهج للاحتجاجات الشعبية المشروعة التي سبقت وواكبت التهييئ لموعد كان عليه أن يكون عرسا للديمقراطية وللحرية وللقطع النهائي مع الأساليب المخزنية العتيقة المتجلية في الاستهتار بأصوات المواطنين والمواطنات والاغتيال المفضوح للإرادة الشعبية الحرة... هذا بالإضافة إلى تحكم وزارة الداخلية المطلق في مختلف مراحل التهييئ والإشراف على العملية برمتها. ما ينزع عن الانتخابات التشريعية الأخيرة أي مشروعية تذكر، وذلك نظرا لسوابق هته الأخيرة في تزوير الإرادة الشعبية وفبركة الأحزاب واستقطاب النخب والدوس المستمر على الحريات الفردية والجماعية وتمييع العمل السياسي والنقابي ببلادنا... وبعد قراءة متملية لنتائج انتخابات جاءت في سياق ثورات المنطقة العربية وكمحاولة يائسة للالتفاف على المطالب الديمقراطية لحركة 20 فبراير بالقطع النهائي مع الفساد والاستبداد، ووقوفا عند الخريطة السياسية التي نتجت عن السيناريو المذكور بما يتضمن صنع معارضة على المقاس، ثم الإعلان عن ائتلاف حكومي تكون إحدى أغراضه الرئيسية مواجهة الشارع المغربي الذي لم يستكن هيجانه منذ أكثر من 9 أشهر، وعزل وتيئيس أغلبية المواطنين والمواطنات المغاربة الذين قاطعوا الانتخابات، وكذا الإجهاز على ما تبقى من مصداقية أحزاب وطنية أعطت الكثير من الشهداء وسبق أن قدمت تضحيات كبيرة من أجل الحرية والانعثاق... كل هذا في إطار الانصياع لسياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما يخص المنطقة، القاضية بتوريط النخب الديمقراطية في تحالفات هجينة مع قوى الإسلام السياسي، بما يعنيه ذلك من تأجيل لانبثاق عهد الديمقراطية، التي تعني الاحترام التام والمطلق للمساواة بين الرجال والنساء في كافة الحقوق المدنية والسياسية ولحريات الفكر والتعبير والعقيدة والتنظيم والتظاهر... السادة والسيدات المحترمين : إننا نحن الفعاليات الديمقراطية المغربية الموقعة أسفله، مع التذكير بالاحترام التام لهيئاتكم التقريرية باتخاذ أي موقف تفرضه مصلحة أحزابكم ومصلحة تقدم البلاد، نناشدكم بأن لا تغامروا بالالتحاق بحكومة تحت قيادة العدالة والتنمية، وهو الحزب الذي من ضمن أهدافه المعلنة مواجهة اليسار وحركة 20 فبراير، والرجوع بالمغرب قرونا إلى الوراء... ونؤكد لكم في الأخير بأن الاختيار الأنسب اليوم، هو العمل بشكل جماعي في إطار قطب ديمقراطي واسع يواجه الفساد والاستبداد بمختلف أشكالهما، ويعمل بحزم على تأسيس ديمقراطية فعلية ببلادنا. التوقيعات :علي الإدريسي القيطوني، فاعل مدني، فاس العربي معنينو، أستاذ، فرنسا الصديق لحرش، مناضل جمعوي، الرباط عبد الغني القباج، أستاذ، مراكش أحمد الدحماني ، ناشط جمعوي، فاس الحيلة امان، Consultant الدارالبيضاء أحمد بناني، politologue لوزان، سويسرا خالد كدار، فنان كاريكتوري، الرباط فاطمة الدحماني، ناشطة جمعوية، الرباط فاطنة افيد نقابية