أصبحت الأغلبية في وضع حرج بعد فوز محمد الشيخ بيد الله برئاسة مجلس المستشارين مساء أول أمس نظرا لعدم انسجام قرارات بعض المستشارين مع المنطق السياسي، وعدم قدرة عباس الفاسي على خلق التوحد حول مرشح واحد. وقد ظهر بجلاء أن بيد الله،مرشح حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، قد حصل على عشرات الأصوات من أحزاب الأغلبية حيث تقدم على منافسه المعطي بنقدور عن التجمع الوطني للأحرار ب140 صوتا مقابل 100 في الدور الثاني أي الأغلبية المطلقة. وكان بيد الله قد أحرز خلال الدور الأول على مجموع 133 صوتا مقابل 111 لبنقدور، ليتم اللجوء إلى دور ثان بعدما لم يحصل أي من المتنافسين على الأغلبية المطلقة خلال الدور الأول ليتم إعمال مقتضيات المادة 13 من النظام الداخلي لمجلس المستشارين التي تنص على أن "الرئيس ينتخب عن طريق الاقتراع السري بالأغلبية المطلقة للأعضاء الذين يتكون منهم المجلس في دورتين،وبالأغلبية النسبية في الدورة الثالثة. وإذا تساوى المرشحون في الأصوات رجح أكبرهم سنا،وإذا تساووا في السن حكمت القرعة". وفي معرض جوابه على سؤال عجز الأغلبية عن تقديم مرشح مشترك، قال سعد العلمي عضو اللجنة لحزب الاستقلال خلال برنامج "حوار" الذي بثته القناة الأولى مساء أول أمس إن عباس الفاسي منح الحرية في اختيار المرشح المناسب لكل مستشار، حسب رأيه بمقتضى اتفاق مع قيادات أحزاب الأغلبية. وأوضح العلمي بأن بيد الله ليس خصما لحزب الاستقلال بعدما واجهه معد البرنامج بحالات كان يصوت فيها مستشارون استقلاليون،ويذهبون لإلقاء التحية على بيد الله معتبرا أن ذلك أمرا عاديا جدا. وعن قدرة الكتلة على تقديم مرشح مشترك قال القيادي الاستقلالي إنها لا تتوفر على حظوظ النجاح لأن عدد مستشاريها لا يتجاوز الثمانين مستشارا موضحا في ذات السياق أن سر تشبت حزب الاستقلال بالكتلة هو عدم وجود إطار آخر يمكن الاشتغال داخله مقللا من أهمية تصريحات بعض الاتحاديين التي يدعون إلى الخروج من الحكومة معتبرا أن مواجهة هذا الكلام لن تكون الا بعد اتخاذ موقف رسمي من لدن حزب الراضي. و قال محمد الشيخ بيد الله،الرئيس الجديد لمجلس المستشارين، إن المجلس سيساهم في مواكبة المشاريع الهيكلية التي يعرفها المغرب والأوراش الاقتصادية والاجتماعية التي تم إطلاقها خلال العشر سنوات الأخيرة. وأضاف في كلمة أمام أعضاء مجلس المستشارين عقب انتخابه رئيسا عن عزمه على العمل بجد وتفان بمعية جميع مكونات المجلس من أجل خدمة المصالح العليا للبلاد ،وزيادة إشعاع عمل المجلس،وكذا تقوية وشائج التعاون مع فعاليات المجتمع المدني. من جهته أشار المعطي بنقدور الرئيس السابق للمجلس, في تصريح للصحافة إلى أنه سيواصل عمله الطبيعي كعضو في المجلس، الذي تنتظره رهانات كبرى متمنيا التوفيق لبيد الله. يذكر أن المعطي بنقدور انتخب في يناير الماضي رئيسا للمجلس لما تبقى من الفترة التشريعية السابقة،وذلك خلفا للراحل مصطفى عكاشة..