استطاع محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة أن يفوز برئاسة مجلس المستشارين بعد منافسة مثيرة بينه وبين منافسه المعطي بنقدور. وقد جاء فوز بيد الله في الدور الثاني بحصوله على 140 صوتا مقابل 100 لفائدة المعطي بن قدور. وكان عدد الأصوات المعبر عنها قد بلغ في هذا الدور 244 صوتا ، أربعة منها ملغاة . وكانت عملية التصويت قد انطلقت في الساعة 11 صباحا في إطار الدور الأول، حيث شارك في التصويت 254 مستشارا. وبعد إعلان المعطي بنقدور (مرشح الأغلبية) ومحمد الشيخ بيد الله(مرشح المعارضة) كمرشحين وحيدين، انطلقت عملية التصويت التي دامت زهاء الساعتين لتبدأ عملية الفرز، والتي أسفرت عن فوز بيد الله ب133 صوتا مقابل 111 للمعطي بنقدور، وعدم احتساب 10 أوراق تسع منها فارغة، وواحدة كتب على ظهرها أحد المصوتين اسم مرشح غريب لم يدخل السباق علنا، وهو «إدريس الهمة ؟! » فعلق رئيس الجلسة علي قيوح قائلا :«ليس عندنا لاإدريس ولا غيره». وبعد الإعلان عن النتيجة تدخل المعطي بنقدور، ليذكر المجلس بمقتضيات القانون التي تنص على وجوب إجراء دور ثان في حالة عدم حصول أي من أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة. كما تدخل الشيخ بيد الله مؤكدا بدوره على تلك المقتضيات. ثم انطلقت عملية التصويت في إطار الدور الثاني ، وما كادت تنتهي عملية التصويت حتى قامت ضجة بسبب تصويت مستشار مرتين ،لتعاد العملية من بدايتها. وعقب الإعلان النهائي عن النتيجة، بدا بعض المستشارين غير راضين عنها فانبرى أحدهم يصيح «المجلس كله بيد الله، والله لاندري إلى أين ستذهبون بالبلد ؟ أنا أقول كل شيء وليست لدي أية ملفات». وكان زعماء الأغلبية قد اجتمعوا مساء أمس الأول، واتفقوا على المعطي بن قدور كمرشح وحيد لرئاسة ولاية جديدة لمجلس المستشارين . لكن ماحدث أمس داخل ردهات مجلس المستشارين وهزيمة مرشح الأغلبية، رسم علامات استفهام على وجوه العديد من المستشارين والمتتبعين . وفي أول تعليق له عقب الإعلان عن نتيجة التصويت ، قال المعطي بنقدور «ما حدث ليست هزيمة لي لأن ما حصلت عليه من أصوات اليوم كان بمجهود شخصي مني، والأغلبية لم تكن في المستوى ». أما الرئيس الجديد محمد الشيخ بيد الله، فقد شدد في أول تصريح له للصحافة على انه سيعمل على خلق الانسجام بين مجلس المستشارين ومجلس النواب، مؤكدا في نفس الوقت على ضرورة خروج مجلس المستشارين من ظل الغرفة الأولى!. ومن المنتظر أن تخلف هزيمة مرشح الأغلبية تداعيات مختلفة داخل الأحزاب المكونة لها، وخاصة التجمع الوطني للأحرار، الذي كان أحد قادته وهو محمد أوجار، عضو المكتب التنفيذي والوزير السابق، قد أعلن في برنامج «تيارات» منذ أيام عن ضرورة دعم المرشح المعطي بنقدور، وفي حالة لم تقدم الأغلبية الدعم اللازم فعلى التجمع الوطني للأحرار أن ينسحب من الأغلبية. وقد أكد لنا محمد أوجار في تصريح للجريدة نفس الموقف قائلا:«موقفي هو نفس الموقف الذي سبق أن أعلنت عنه قبيل أيام»، غير أن بعض أعضاء المكتب التنفيذي المنخرطين في الحركة التصحيحية أسروا لنا أن لا علم لهم بموقف أوجار داخل المكتب التنفيذي . «نعم هذا صحيح لاعلم للمكتب التنفيذي بهكذا موقف ،لأن المكتب التنفيذي لم يجتمع منذ زمان». وأضاف محمد اوجار أن اجتماعا للمكتب التنفيذي يكون قد انعقد مساء أمس، سيتدارس تداعيات ماحدث . وقدر أن يكون الاجتماع صاخبا والذي سيحضره المعطي بنقدور. وانتقد أوجار سلوك الأغلبية في هذا الإطار مشيرا إلى أن ماحدث أمس الأول أثناء انتخاب رئيس مجلس المستشارين ينبئ بارتباك الأغلبية، وعدم وضوح مواقفها.