كشف تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ، "الفاو" أن المغرب من البلدان الأكثر تعرضا لسنوات من الجفاف لتأثره بأخطار التغيرات المناخية التي تعرفها الكرة الأرضية، وتعاظم الضغط السكاني وزيادة التوجه إلى المدن. وبرر التقرير الحديث الصادر عن "الفاو" تحت عنوان "تأثير الكوارث الطبيعية على الفلاحة والأمن الغذائي"، ذلك بكونه بلدا فلاحيا، مضيفا أنه في الوقت ذاته فالمغرب لم يشهد تأثرا كبيرا خلال السنوات الأخيرة نتيجة التغييرات المناخية، لأن الدليل على ذلك هو أنه على مستوى الأسواق الداخلية ارتفعت مجموعة من الإنتاجات، مثل الحبوب واللحوم. وأماط التقرير اللثام عن الإكراهات الجديدة التي تواجه المغرب، والمتعلقة بضرورة إعادة تكييف البنيات الفلاحية حسب التغيرات المناخية، داعيا من خلال ذلك إلى إعادة توجيه رأسمال بعض القطاعات الفلاحية. وشدد التقرير على أن التغييرات المناخية التي تشهدها الدول النامية، تعد سببا مباشرا في الخسائر الفلاحية، خاصة في إفريقيا، ما يؤدي إلى عدم ضمان أمن غذائي متوازن لسكان هذه القارة. وعزا التقرير تزايد نسبة الخسائر الفلاحية في إفريقيا عموما إلى عامل الجفاف، معتبرا إياه العامل الأول في الأيام السوداء القادمة، وأن هذا الأمر أدى إلى نقص حاد في الموارد الغذائية ليحول في النهاية دون تحقيق أمن غذائي، خاصة في دول إفريقيا جنوب الصحراء، التي عانت بين سنتي 2003 و2013 من خسائر في الثروات الزراعية والحيوانية قدرت قيمتها ب14 بليون دولار. وشدد تقرير "الفاو" على أن حالات الجفاف والفيضانات والعواصف وغيرها من الكوارث الناجمة عن تغير المناخ، تقف عائقا أمام التنمية الاقتصادية لبلدان العالم وخاصة إفريقيا، حيث يلاحظ ارتفاع حدتها على مدى العقود الثلاثة الماضية، كما يظهر أن 25 في المائة من الأثر الاقتصادي السلبي لهذه الكوارث يظهر في البلدان النامية، ويلحق أضرارا جسيمة بقطاعات إنتاج المحاصيل، والثروة الحيوانية، ومصايد الأسماك، والغابات، حيث إن التغييرات المناخية على مدى السنوات العشرين الماضية، أدت إلى حدوث 6.457 حالة من الفيضانات والعواصف وموجات الحر والجفاف وغيرها من الأحداث المتعلقة بالطقس. وعاد التقرير لسنوات ما بين 2003 و2013 معلنا أن الكوارث الطبيعية التي شهدها العالم تسببت في أضرار قدرت قيمتها ب1.5 تريليونات دولار، تكبدت منها البلدان النامية لوحدها حوالي 550 مليار دولار. وأكد التقرير أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالطقس مثلت 71 في المائة من إجمالي الخسائر المنسوبة للأخطار الطبيعية خلال فترة عشرين عاما، إذ يقدر مكتب الأممالمتحدة للحد من مخاطر الكوارث أن الرقم الحقيقي للخسائر الناجمة عن الكوارث بما في ذلك الزلازل والتسونامي، ما بين 250 مليار دولار و300 مليار دولار سنويا.