شهدت مدينة سيدى بوزيد (وسط غربى تونس)، التى انطلقت منها شرارة الثورة التونسية، مسيرات احتجاجية، تندد بحركة النهضة وقرار هيئة الانتخابات إلغاء فوز قوائم "العريضة الشعبية" في بعض الدوائر، وذلك في أعقاب إعلان نتائج انتخابات المجلس التأسيسي رسميا مساء الخميس. وبحسب وكالة (وات) الرسمية اليوم، قام المحتجون بحرق السيارات وإغلاق الشوارع بالحجارة والحاويات، وتصاعدت حدة الاحتجاجات مع توافد أعداد كبيرة من المواطنين للانضمام لهذه المسيرات حيث "سجلت أعمال تخريب في الشوارع، كما تم نهب مقر البلدية". وذكر شهود عيان أن الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المحتجين في سيدي بوزيد، بعد أن هاجم نحو ألفي شاب مقر حزب النهضة، الفائز بالانتخابات، وألقوا الحجارة على قوات الأمن. جاء ذلك إثر الإعلان عن إلغاء فوز ست قوائم تابعة ل"العريضة الشعبية" بزعامة الثرى التونسي المقيم في لندن الهاشمي الحامدي (صاحب قناة المستقلة)، بينها قائمته في المدينة. فيما أعلن الهاشمي، الذي كان في الثمانينات من قيادات الاتجاه الإسلامي (النهضة حاليا) قبل أن يتم فصله من عضوية الحركة بداية التسعينات، سحب قائمته (العريضة الشعبية) التى فازت ب19 مقعدا في المجلس التأسيسي. وكان الحامدي قد أعلن الخميس على قناته التي تبث من لندن أنه "يخشى أن يتظاهر أنصاره الغاضبون احتجاجا على رفض حزب النهضة إشراكه في المشاورات الجارية حول مناصب المرحلة الانتقالية الثانية في تونس" منذ الإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين علي مطلع العام. وذكر أنه كان يعتزم العودة إلى تونس بعد انتهاء الانتخابات لكنه عدل عن ذلك بعد أن أعلنت حركة النهضة ترشيح حمادي الجبالي لرئاسة الحكومة المقبلة التي سيشكلها المجلس التأسيسي. وحققت قائمة الحامدي رابع أفضل نتيجة (19 مقعدا) من جملة 217 مقعدا في المجلس التأسيسي، خلف حركة (النهضة) الإسلامية (90 مقعدا) وحزب (المؤتمر من أجل الجمهورية) اليساري المعتدل (30 مقعدا) و(التكتل الديمقراطي) من أجل العمل والحريات (21 مقعدا)