قدّر مصدر أمريكي تكلفة الهجمات الإرهابية التي تم تنفيذها في سنة 2014 بما يقارب 53 مليار دولار ،وبالضبط 52.9 مليار دولار ، أي ما يعادل خمسين مليار أورو، اي 49.5 مليار أورو. وأكد معهد الاقتصاد و السلام الأمريكي في تقريره الأخير حول المؤشر العام للإرهاب أن التكاليف المالية التي تكبدها العالم خلال سنة 2014 جراء العمليات الإرهابية المتنوعة و المنفذة باسم الدول الإسلامية في العراق و الشام لوحدها و المقدّرة في 52.9 مليار دولار ارتفعت بنسبة 60 في المائة مقارنة بالتكاليف المالية التي تكبدها المنتظم الدولي في سنة 2013 ، وهو ما يعني أن الهجمات الإرهابية المتنوعة التي نفذتها الدولة الإسلامية في العراق والشام صارت في منحى تصاعدي خطير خلال عامين فقط، وذلك تزامنا مع السنة التي تأسست فيها هذه الدولة على أنقاض جبهة النصرة و تنظيم القاعدة في 2012. المعهد لأمريكي المذكور المعروف اختصارا ب" IEP" شدد على أن تكاليف الهجمات الإرهابية بلغت منذ مطلع القرن الجديد، الواحد و العشرين( و بالضبط مند سنة 2000)، مستوى غير مسبوق في تنفيذها، سواء من حيث الحجم أو من حيث الخطورة ،إذ تجاوز مستوى تكاليف الهجمات الإرهابية التي شهدتها بالخصوص سنة 2001 ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي الهجمات التي كانت من تنفيذ تنظيم القاعدة ضد العالم الغربي وضد واشنطن بالذات التي ظلت تعتبرها قاعدة أسامة بن لادن الشيطان الأكبر الذي يستوجب محاربته بكل أنواع الحرب. وشكلت تكاليف التعويضات على حياة الضحايا وتكاليف تعويضات الجرحى و المعطوبين نسبة 97 في المائة من إجمالي التكاليف المالية التي تكبدها العالم من الهجمات الإرهابية في 2014. و بلغة لأرقام بلغت تكاليف الجرحى ضحايا الهجمات الإرهابية في سنة 2014ما مجموعه 918 مليون دولار، فيما بلغت تكاليف التفجيرات الإرهابية في السنة ذاتها410 ملايين دولار. أما تكاليف الخسائر المتعلقة بالبنيات التحتية فقد بلغت 104 ملايين دولار، وذلك في الوقت الذي كلفت الهجمات المسلحة العالم في 2014 ما مجموعه 99 مليون دولار، و عمليات الاختطاف 67 مليون دولار و الرهائن 20 مليون دولار و الهجمات من دون سلاح 3 ملايين دولار و الاغتيالات مليوني دولار. و ذهب تقرير المعهد الأمريكي للاقتصاد و السلم إلى أن هده الأرقام تبقى نسبية وغير موقوفة مادامت تكاليف هجمات العنف الإجرامي و حروب الإبادات الإنسانية ترتفع باثنين و ثلاثين مرة على رقم تكاليف الهجمات الإرهابية إذ بلغت 1700 مليار دولار في سنة 2014 و حدها داخل المنتظم الدولي ، وما دامت العديد من العمليات الإجرامية التي تدخل في أنشطة العصابات المنظمة أو في الحروب العرقية يستعصي تحديدها إن كانت تدخل في إطار هجمات إرهابية خصوصا إذا لم يتم الإفصاح عن منفذيها أولم تتبنَّ مسؤوليات تنفيذها جهات منذور لها بالإرهاب كما هو الشأن بالنسبة للدولة لإسلامية في العراق والشام أو تنظيمات إرهابية أخرى في مناطق مختلفة من بقاع المعمور وتعتبر لواحق هذه الدولة التي روعت العالم وزعزعت أنه و استقراره. ولتحديد التكاليف المباشرة و غير المباشرة للإرهاب، يعمد المعهد لأمريكي للاقتصاد والسلام إلى تحديد قيمة اقتصادية إلى الضحايا الذين لقوا حتفهم جراء الهجمات الإرهابية وكذلك إلى الجرحى و المعطوبين ، وذلك بالاعتماد على دراسة أمريكية تمت في 2010 تحدد تكاليف العنف والإبادة.هكذا تكون القيمة الإنسانية للحياة محددة بالتكاليف المباشرة والملموسة على غرار الالتزام بمصاريف و نفقات التطبيب و العلاج و تحديد الخسائر الناجمة عن فقدان العائدات المالية، بالإضافة إلى تحديد التداعيات اللامادية الملموسة وغير الملموسة،من قبيل المعاناة النفسية الناجمة عن فقدان قريب وما إلى ذلك من تقديرات للتعويضات المخصصة لعائلات الضحايا ، ليتم في الأخير تخصيص" ناتج داخلي خام" للفرد داخل البلاد التي ينتمي إليها الضحية أو يحمل جنسيتها، وهو الناتج الذي يكون بمثابة المعدل التي تقاس عليه قيمة الحياة للأفراد .