قضية أخرى تسلط الضوء على الدكتاتورية التي تمارسها جبهة البوليساريو ضد الصحراويين المحتجزين بمخيمات تندوف. القضية الجديدة صرخة قوية وسط رمال البوليساريو تجسدها نجيبة محمد بلقاسم. مواطنة صحراوية، محتجزة رغما عنها من قبل "البوليساريو" في مخيمات تندوف (جنوبالجزائر)، تناشد المجتمع الدولي ووسائل الإعلام العمل على المطالبة بالإفراج عنها والعودة إلى إسبانيا. وشكلت قضية الشابة الصحراوية مصدر اهتمام الصحافة الإسبانية حيث أوردت الصحيفتان الإلكترونيتان الإسبانيتان (هويلفا إنفورماسيون.إو إس) و(دياري ودي سيفيا) أنه سحب من هذه الشابة جواز سفرها، ومنعت من العودة إلى إسبانيا للقاء عائلتها بالتبني. وقد حلت نجيبة سنة 2000 بالأندلس في إطار ما يسمى "برنامج عطلة في سلام"، الذي ينظمه الانفصاليون والجمعيات المساندة لهم بإسبانيا. وتمكنت من العيش منذ سن الثامنة مع أسرة إسبانية بإشبيلية جنوب إسبانيا قبل أن تقرر زيارة مخيمات تندوف رفقة أفراد عائلتها. وفي تأكيد لما وقع لها قال والدها المتبني إنها توجهت إلى تندوف لزيارة عائلتها سنة 2013، فتم منعها من العودة من جديد إلى إسبانيا، بعد أن سحب منها جواز سفرها الجزائري، وهاتفها، مشيرا إلى أن أسرتها تعتزم تزويجها رغما عنها في تندوف ومنعها من العودة إلى إسبانيا. حالة نجيبة بلقاسم ليست منفردة بل هي جزء من حالات عديدة، وتضاف إلى قضية الشابة الصحراوية محجوبة محمد حمدي داف، التي احتجزت الصيف الماضي من قبل قيادة "البوليساريو"، قبل الإفراج عنها في أكتوبر الماضي بفضل تعبئة دولية. هذا بالإضافة إلى قضية شابة أخرى، داريا امبارك سلمى، التي ما زالت محتجزة بتندوف، وممنوعة من مغادرة المخيمات للانضمام إلى أسرتها بالتبني في تينيريفي بجزر الكناري. كما دفعت قضية الشابة محجوبة الكاتب الإسباني فيسنتي سوريانو لنشر كتاب بعنوان "أون غريتو دي ليبرتلد ديسدس لا آرينا، إل كاسو دي محجوبة" (صرخة حرية من الرمال، حالة محجوبة)، كشف، خاصة، عن ظروف احتجاز هذه الشابة بمخيمات تندوف، وسلط الضوء على حياة الساكنة، وغياب الحريات في هذه المخيمات. هذه حالات معدودة ومعروفة ولقيت من يدافع عنها نظرا لخصوصياتها، لكن الحالة العامة هي احتجاز آلاف الصحراويين، ومنعهم من الالتحاق بأرض الوطن أو حتى مغادرة المخيمات نحو أرض الله الواسعة لأن المحتجزين هم السلعة التي تبيعها قيادة البوليساريو من أجل الحصول على المساعدات الإنسانية.