استقطب موضوع توطين البدو اهتمام الكثير من الباحثين و الدارسين على اختلاف تخصصاتهم ، ويعد ابن خلدون من رواد الفكر في هدا المجال، حيث يعتبر الحديث في أعماله عن البداوة و أنماط العيش ، من أقدم الدراسات العلمية القائمة على أسس منهجية وعلمية والتي مكنت من تفسير عقلاني لنشؤء الحضارات ونموها وتدهورها مستندا في دلك على ما لاحظه من خصائص البداوة في المجتمع العربي ويرجع اهتمام الباحثين بالبدو ، خصوصا في الصحراء الى سببين لأساسين، أولاهما ، تاريخي ويتجلى في الأدوار التي لعبها البدو ضمن الصيرورة التاريخية لتشكل المجتمع وكدا استمرارية ظاهرة توطين البدو و تأثيرها على النسق العام للمجتمع من جميع جوانبه فتظهر تغيرات و تحولات على مستوى الأنساق الاجتماعية المشكلة للمجتمع أثناء الانتقال من البداوة الى الحضر. وعليه فإننا في هدا البحث المتواضع ، حاولنا أن نقارب موضوع توطين البدو ، حيث حددنا المجال المدروس في الصحراء الأطلنطية الممتدة من واد نون وصولا الى الحدود مع موريتانيا ، كما حاولنا الإثارة و الاهتمام ببعض العوامل الأساسية المتحكمة في توطين البدو بالمجال المدروس ، حيث حددناها في عاملين أساسين : عامل تاريخي ، ويتمثل في دخول المستعمر للمجال ، ثم عامل سياسي، الدي يتمثل في استرجاع المغرب للمجال وما نتج عن دلك من صراع الذي أثر بشكل كبير على حياة البدو , تحديد المفاهيم: ألتوطين : لقد وردت تعاريف عديدة ومختلفة لمفهوم التوطين، فمنها ما يركز على الغاية والهدف من تلك العملية ( التوطين ) ، ومنها ما يركز على درجة التغير والجوانب المراد تغيرها ، فقد عرف على أنه العملية الاجتماعية المرتبطة بتهجير الأفراد من جهة الى أخرى و إسكانهم في قرى خاصة أو مدن جديدة وفق تهيئة توفر لهم رعاية خاصة وضمانا الاستقرار في المناطق التي هاجروا إليها ، والتوطين عملية إنشاء و تعمير تتضمن تغيرا في الظروف الطبيعية القائمة . ويرى البعض أن التوطين هو إقرار الجماعة البدوية في وطنها وبيئتها وفق تقاليدها وعاداتها وظروفها البيئية المختلفة ، ودلك كله يفرض تهيئة المناخ النفسي و الاجتماعي للاستقرار.و أنها عملية من شأنها أن تمنح للجماعة البدوية مزيدا من الاستقرار و التوطين في نطاق سكني معين ضمن مسارها العادي ، وفي إطار من ظروفها وقيمها ونظامها واحتياجاتها الأساسية خلال فترة زمنية محددة ، بغرض إحداث تغير معين ومتدرج في نمط حياتهم الاجتماعية و الاقتصادية ، على ضوء خطة مدروسة وممنهجة وفق إيديولوجيات سياسية وتاريخية.... البدو والمجتمع البدوي: لعل أول ما يتبادر إلى الدهن عند ذكر كلمة بادية ، عادة معنى الصحراء الشديدة الحرارة والقحولة، كما أن الترحال الدائم بحثا عن الكلاء هي السمات الرئيسة المميزة لسكانها الذين يسمون البدو الرحل أو الشعلة التي تضيء الصحراء. تعبر البداوة نمط الحياة القائم على التنقل الدائم للإنسان في طلب الرزق حول مراكز مؤقتة يتوقع مدى الاستقرار فيها على كمية الموارد المعيشية المتاحة من ناحية وعلى كفاية الوسائل المستعملة في استغلالها من ناحية أخرى وعلى مدى الأمن الاجتماعي و الطبيعي الذي يمكن أن يتوفر من جهة ثالثة . مما لا شك فيه أن المجتمعات البدوية هي مجتمعات تقليدية تعتمد على مجموعة من النظم و العلاقات المتشابكة، حيث يقل فيها التخصص الى ادنى درجة ممكنة ، كما قد ينعدم نظام تقسيم العمل بها على الإطلاق ، وهدا على عكس المجتمعات الحديثة التي تؤكد ليس فقط على أهمية تميز النظم الاجتماعية و الفصل بينها ، بل تركز أيضا على أهمية الهدف الدي يحققه كل نظام من هده الأنظمة، ومنه فالمجتمع البدوي هو دلك المجتمع الدي يضم تلك الجماعات ا لبدائية المحلية التي تعيش حياة تقليدية تتميز بالبساطة وعدم التعقيد ، فضلا عن تشابك العلاقات و النظم الاجتماعية وتعدد وظائفها فيه، حيث ان هده المجتمعات لا زالت متواجدة في بعض بقاع العالم ، تعتمد على أسلوب حياة إجتماعية قوامها التفاعل بين الفرد و الجماعة من جهة، وبين البيئة الطبيعية من جهة أخرى وفق تقاليد وعادات متعارفة، ولدلك فالبداوة تعتبر نمطا ثقافيا لمجتمع معين هو المجتمع البدوي. البدو والمجال قبل الاستعمار: تجمع كل الدراسات والمصادر المتوفرة حتى الآن على أن المجال الصحراوي قائم بالأساس على الحياة الترحالية الرعوية ، وكانت هناك جماعات قبلية مختلفة تنتقل من مجال لأخر وفقا للعديد من المحددات سواء الايكولوجية أو الأمنية أو السياسية ، وذلك من أجل البحث عن مراعي خصبة تنتجع فيها ، وتختلف تلك الاتجاهات حسب الظروف الأمنية والمناخية ،فتارة تتجه نحو الشمال وتارة أخرى نحو الجنوب أو الشرق ،بحثا عن سحب لعلها تمطر شتاءا تفرح بها الماشية والعباد معا، وخلال هده التنقلات كان الرعاة الرحال ينتقلون بأموالهم ومساكنهم من مواشي وخيام ودلك تبعا لإستراتجيات معينة تساير الوسط الطبيعي الشحيح والظروف الحربية للمجموعات الموجودة في وجههم،فمند الترحال تجب معرفة مكان التهاطلات المطرية ومقدارها ،والأماكن التي توجد بها النباتات،وبدلك فإن نمط العيش هدا الترحال لم يكن يخضع قبل الاستعمار لأي حدود وترسيمات لمجال الرعي والانتجاع بالمجال.فكان البدوي ينتقل بكل حرية في المجال حسب الظروف المناخية والطبيعية السائدة . لكن ومع ظهور الحدود الترابية بالمجال مع المستعمر والدولة الوطنية من بعده،سيتغير نمط حياة البدو وفقا للتوطينات الجديدة لجغرافية المجال الصحراوي، وهدا ما سنقوم بمعالجته في الفصول المقبلة، لكن وقبل دلك سنقوم بتحديد أولي لأهم القبائل الموجودة في المجال مع الوقوف على أهم مواطنها الجغرافية قبل دخول المستعمر .فما هي أهم القبائل الموجودة في المجال المدروس؟ و ما هي مواطن ترحالهم و إنتجاعهم؟. يضم المجال الصحراوي مجموعة من القبائل على طول مجال جغرافي ينطلق من درعة السفلى وواد نون الى الرأس الأبيض عند شبه جزيرة الكويرة،ويتميز هدا المجال عبر تاريخه الطويل بتعاقب العديد من القبائل المختلفة ، لكن نظرا لأسباب منهجية وموضوعية فإننا سنركز فقط على القبائل الحسانية التي تنحدر من بني معقل ،مع بعض القبائل ذات اللسان الأمازيغي في مجال واد نون خصوصا ، وبالتالي فبعض القبائل الموجودة في المجال تتوزع على الشكل التالي: إتحادية تكنة: Source: de la chapelle F;Note sur la confederation des Takna.op .cit PP75 ويشمل انتجاع وتحرك هده الفروع المكونة لإتحادية تكنة كل المجال الممتد من واد نون وصولا إلى رأس طرفاية ووادي الساقية الحمراء،حيث نجد مجموعات من الزر كين و أيت لحسن ويكوت والشناكلة ، وتتميز هده القبائل بمزاوجتها لنمط الترحال والاستقرار ، حيث توجد مداشر وقصور وأسواق قديمة ذائعة الصيت مثل "أمكار"كلميم...كما عرفت هده القبائل بدورها المحوري في التجارة عبر الصحراء، حيث وصلت الى أسواق السودان الغربي وبلاد شنقيط، ومن أهم هده المناطق المشهورة بالتجارة ،نذكر على سبيل المثال لا الحصر :منطقة تكاوست ، ونول لمطة ، حيث أنه بعد انهيار المحور الشرقي حيث كانت سجلماسة أهم منطقة فيه،تحولت التجارة نحو الطريق الغربي وأصبحت القبائل التكنية تلعب دورا محوريا في حياة التجارة عبر الصحراء ، ولعل دلك ما دفع العديد من القبائل الرحل الى الاستقرار والدخول في عالم التجارة على حساب الرعي والترحال،وما تلك الأسواق والمداشر الإ بدليل على ذلك، وبالتالي يمكن القول بأن بعض القبائل في هدا المجال من الصحراء عرفت نوعا من الاستقرار قبل دخول المستعمر لكن في بعض مجالتها فقط،وسيترسخ هدا الاستقرار بشكل كبير مع تدخل المخزن والاستعمار ،ثم الدولة الحديثة مع الاستقلال. ولنأخذ فقط قبيلة واحدة من هده الاتحادية، كقبيلة''أيت أوسى"،ونلاحظ مجال ترحالها الكبير ،حيث أن أفراد القبيلة كانوا يجوبون كل المنطقة الممتدة من الأخصاص شمالا الى ما وراء الساقية الحمراء جنوبا ومن 'الكعدة' غربا الى "إكيدي" والحنك شرقا، حيث يقول "فيرديك دولاشابيل"بهدا الصدد:"يعتبر أيت أوسى الرحالة الوحيدين تقريبا في لف أيت عثمان ويعد سهل لبطانة المركز الذي ينتجعون حوله ،ففي اتجاه الجنوب قليلا ما يتجاوزون الساقية الحمراء ، وفي اتجاه الشمال نجدهم أحيانا قد وصلوا الى "الفايجا" التي تفصل جبل باني عن الأطلس الصغير ،وعادة ما يتوجهون نحوى الشرق حتى إكيدي ، بل يصيلون أحيانا وادي درعة وما وراءه،في جهة المحيط لا يتوغلون في المراعي المنسوبة لأيت الجمل الا في حالة شنهم لأحدى الغارات ، بدلك تتوقف قطعانهم عند الكعدة" . عموما فاستحضارنا لنص دولاشابيل حول لأيت أوسى،إنما من لأجل التأكيد على أن القبائل الصحراوية نموذج أيت أوسى ، كانت قبل الاستعمار تتحرك عبر مجالات واسعة ولا تخضع لأي سياسة مراقبة،حيث يتحكم في ترحالها وتنقلها الظروف الطبيعية من تساقطات والظروف الأمنية و الحروب بين القبائل، لكن هده الحرية في التنقل والحركة ستبدأ في التقلص مع دخول المستعمر الفرنسي للمجال ، مع العلم بأن هدا المجال سيقسم بدوره إلى دولتين هما فرنسا و إسبانيا اللتان ستنهجان سياسية التوطين وربط القبائل بالمدن المحدثة. إضافة الى القبائل التكنية التي تنشط في المجال المذكور ، فهناك قبائل أخرى في الجنوب تأخذ من الترحال نمطها الوحيد من أجل العيش وعلى أساسه يبنى كل شيء سواء ما هو اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي ، مع العلم بأن هده القبائل قبل الاستقرار ارتبطت بشكل كبير مع مواشيها الى درجة قول جاك بيرك"لولا وجود الجمل لا استقر الرحل". ومن بين هده القبائل نذكر مايلي: أولاد دليم: تنتسب هده القبائل لبني حسان المعقلية، حيث كانت ترتحل بشكل كبير في مجالات واسعة وبلغ انتشارها منطقة أدرار الموريتانية، كما توجد منها مجموعات بأزواد في مالي وفي منطقة توات بالجزائر ، غير أن أهم تجمع منها هو الموجود بمنطقة الداخلة وأوسرد،وتمتهن هده المجموعات بدرجة أولى تربية الإبل نظرا لطبيعة المجال وللصبر الدي يتمتع به هدا النوع من المواشي ، فأولاد دليم ينتشرون بخيامهم على المناطق الساحلية الجنوبية ويحطون بعاصمة وادي الذهب وفي كل سنة تتردد قوافلهم على أسواق سوس . من خلال المعطيات السابقة ما يمكن أن نقول عن أولاد ليم هو أنها قبيلة نشيطة في المجال الصحراوي ،وتمتد حركياتها على طول الساقية الحمراء حتى" تيرس وأدرار"،بحثا عت الكلاء والماء لماشيتها ، لكنه وبعد الاستقرار الدي سيشهده المجال جراء العديد من العوامل السياسية والعسكرية والاقتصادية،و من تم ستبدأ أولاد دليم في تغير نمط حياتها الترحالي ودلك بالاتجاه نحوى الاستقرار ، الذي سنتعرض له فيما بعد. قبيلة العروسين: تنتسب هده القبيلة للولي الصالح سيدي أحمد ألعروسي دفين الساقية الحمراء ، وتعيش هده القبيلة جنوب مدينة العيون في المكان الفاصل بين منطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وغير بعيد عن ساحل المحيط الأطلسي في أرض السبخات الكبرى ، اما حياتهم الاجتماعية فأفرادها يشتغلون بالفلاحة وتربية المواشي وجلهم يقطن بالبادية حيث يكونون أحياء تنتقل مجتمعة للتتبع المراعي الخصبة. إن ما قدمناه من قبائل صحراوية ما هو الا جزء صغير من القبائل التي تنشط بهدا المجال، والتي أخدت لنفسها مواطن مختلفة و متوزعة طول المجال الممتد من واد نون حتى الكويرة و الدي يختلف بإختلاف الظروف الطبيعية والسياسية و الاقتصادية، فالمجال غير محدد تحديدا جغرافيا وفق تقسيمات حدودية كما حدث مع المستعمر والدولة بعد استرجاع الأقاليم،و إنما كانت القبائل تنتقل في جل هده المجالات من أجل البحث عن الكلاء والماء اللذان يعتبران من أهم مقومات التوطين القبلي بالمجال،وعموما ولأسباب منهجية تمثلت في ضيق المجال للحديث عن كل مواطن القبائل،فإننا سنقدم هده الخريطة التي تبين مواطن كل القبائل الصحراوية في المجال قبل دخول اللإستعمار و تدخل الدولة الوطنية فيما بعد. المستعمر ودوره في توطين البدو: شهدت الصحراء الأطلنطية إبتداءا من أواخر القرن التاسع عشر مجموعة من التحولات كان لها ثأثيرعميق على بنيات المجتمع وتنظيمه المجالي و السياسي،إد أنه بعد مؤتمر برلين 1884 1885 ستعطى الانطلاقة الفعلية لتقسيم القارة الإفريقية بين القوى الأروبية،لكن قراراته كانت عامة وغير واضحة مما أدى إلى ظهور صراعات ومساومات بين الدول المستعمرة في المجالات المستعمرة، وهدا بالضبط ما نجده في مجال دراستنا الذي إستعمرته دولتين أروبيتين حيث أخدت فرنسا من شماله حتى وادي درعة أما إسبانيا احتلت وادي درعة حتى الرأس الأبيض (الكويرة )،إن هدا الشكل الإستعماري الثنائي للمجال سيؤثر بشكل كبير على حركية ودينامية المجال ، مع العلم بأن هدا المجال يعتبر من أهم المجالات حركية للقبائل التي تعتمد على نمط الترحال والبداوة،ولعل هدا ما فطنت إليه الدولتين الإستعمارتين اللتان ستعملان مند الأول على رسم الحدود وتقسيم القبائل،وفق اتفاقيات ومعاهدات كثيرة،لكن قبل دلك وكخطوة منهجية،نرى انه من الضروري أولا استعراض أهم الاتفاقيات التي أبرمت بين الدولتين الإستعمارتين للمجال و تأثيرها على حركية البدو وتوطينهم ،ففي 27 مايو1900 ،وقعت إسبانيا و فرنسا في باريس اتفاقية ترمي الى رسم الحدود الجنوبية للصحراء واضعة بدلك فرنسا حدا لمطالب الإسبانية في أدرار شمال موريتانيا ،حيث كانت فرنسا هي المستفيد الأكبر من ثروات المجال والمثمتلة أساسا في الثروات المعدنية كالملح والسمك، كخليج أنوادبو.لكن ورغم هدا الاتفاق فمهندس السياسة الاستعمارية الفرنسية في موريتانيا الحالية "كوبولاني"ظل يطالب بشكل كبير بضم مجال الساقية الحمراء الى مستعمرات غرب إفريقيا ، حيث أمر في العديد من التقارير المرفوعة للحكومة الفرنسية بالتعجيل الى استعمار الساقية الحمراء ،نظرا لأهميتها الإستراتجية والتجارية ن وهي النقطة الوحيدة التي يوجد بها الماء العذب بوفرة ، ويمكن بالتالي أت يقيم بها مراكز حراسة لتسهيل مراقبة حركة البدو الرحل وحراسة المناطق التي ستكون فيما بعد نقطة انطلاق المقاومة والجهاد ضد المستعمر الفرنسي الموجود بموريتانيا. عكس فرنسا ،لم تمن أنداك إسبانيا مستقرة في المجال ،سوى بمركز الداخلة ، حيث أنها غير قادرة على غزو المجال ، وذلك راجع بالأساس الى المشاكل والظروف التي كانت تعيشها أنداك ، إضافة إلى عدم رغبة "فرانكو" من أخد باردة استعمارية للمجال التي قد لا تحمد عقباها ، هدا فضلا عن أن سكان المنطقة الذين كانوا يمارسون الترحال كنمط للعيش ،كانوا شديدي العداء للوجود الأجنبي على المساحل الأطلنطي ،وشنوا بدلك عدة هجمات على الداخلة مجبرين الإسبان على الإنحدار في مركز عسكري. إن اتفاقية 1900 لم تكن بالشكل الحاسم في تقسيم المجال وتحديد الحدود القبلية ، ولم تظهر هده الحدود بشكل واضح إلا في سنة 1912، حيث ستوقع الدولتين اتفاقية تضع حدا لأزيد من 10 سنوات من المزايدات والمساومات ،و بموجبها احتلت إسبانيا أسفل وادي درعة وصولا الى وادي الذهب ،أما فرنسا فستظفر بشمال وادي درعة الذي تمتد فيه بعض قبائل تكنة ، حيث أن القبائل الشمالية في تلك الكنفدرالية ستعود لفرنسا ، أما الجنوب فسيصبح لإسبانيا دون مراعاة الخصوصية التاريخية والثقافية و الاجتماعية لهده الكنفدرالية، لكن رغبة فرنسا الدائمة في توسيع المجال ، ستعيد من جديد إعادة النظر والنقاش حول الحدود وتوزيع القبائل والدي يبدو من خلال الاتفاقيات السابقة غير محسوما،فمند نهاية العشرينيات كانت الحدود دائما في نقاشات مجددة نظرا للظروف السياسية والأمنية التي عرفها المجال وخصوصا مع المقاومة الكبيرة للقبائل الصحراوية أنداك ، حيث كانت فرنسا بالخصوص المتخوف الأول من هده القبائل التي شنت العديد من الهجمات عليها خصوصا في جنوب أدرار من موريتانيا، لهدا السبب وغيره ، بدأت السلطات العسكرية والإدارية الفرنسية بالتفكير في حدود تتناسب مع الخريطة الاجتماعية والقبلية للمنطقة مع الاعتراف بأن حدود بداية القرن 20م،وزعت القبائل بين إدارات استعمارية مختلفة ، ففي الشمال تعرضت تكنة لتقسيم تعسفي لمجالها وترابها دون مراعاة خصوصياتها وتحركاتها الدائمة و المستمرة ،ونفس الشيء نجده مع الرقيبات و أولاد ليم في الجنوب . إن هده السياسة التعسفية التجزيئة للقبائل من خلال ترسيمات حدودية استعمارية تخدم مصالح الإدارة الاستعمارية ، عبر تفكيك البنية القبلية من أجل تسهيل عملية توطينها في مجالات مختلفة ، وهدا ما نجد له صدى واضحا في لسان أحد منظري السياسة الاستعمارية حيث يقول : " يكفي أن نلقي نظرة على خريطة ترحال القبائل الرئيسية التي ترتحل على محاور كبيرة للإقناع بأن "الرقيبات وتكنه" و أولاد أبي السباع ، وحتى أولاد ليم،سيوزعون، رغما عنهم بين تأثيرات متعارضة ،خاضعين تباعا الى تشريعات غير واضحة''. وهكذا سيتم تحديد وتقسيم قبائل الصحراء بين المستعمرين ، حيث تم تقسيم كل من تكنه والرقيبات بين فرنسا و إسبانيا وسلمت أولاد دليم لإسبانيا، وحتى الرقيبات التي ألت لفرنسا وزعوا على ثلاث أنماط من الإدارات الاستعمارية ، وهي المغرب والجزائر وموريتانيا. إجمالا،فإن فرنسا أخضعت بشكل مباشر مناطق الحماية بالصحراء لمجال خاضع وبقوة لمكتب الشؤون الأهلية التابع لكلميم والدي يقوم بمراقبة وعن قرب أوجه الحياة الإجتماعية والاقتصادية والسياسية للقبائل ،خاصة و أنها في مناطق صحراوية مستقرة وشبه ترحالية،إن هدا التدخل المباشر في المجتمع الصحراوي كان له كثير الأثر على حركية القبائل بالمجال،حيث ساهمت هده السياسة بشكل كبير في توطين البدو وفق مجالات حدودية مصطنعة ،كما تم تعين مجموعة من القواد على رأس القبائل مع من أجل مراقبتها وسهولة التواصل معها وتحديد مجالات ترحالها ، إضافة إلى جمع الضرائب منها. عكس ما فعلته فرنسا،نجد إسبانيا تعتمد في سياستها لتسير المجال على شكل غير مباشر ، وهدا ال يعني بأن التواجد الإسباني لم يؤثر في طبيعة ونمط عيش القبيلة الصحراوية ومجال ترحالها، بالعكس ، فرغم سياستها الغير المباشرة والتي قاومها المقاومون الصحراويون ، ستفلح في تأسيس وإحداث العديد من المراكز من أجل تثبيت السكان واستقرارهم ، واعتمدت في دلك على سياسة توزيع المواد الغذائية والمياه على الرحال ، حيث ان المجال كان يعرف نقصا كبيرا في تلك المواد الحيوية ، ومن تم قام الأسبان بتقسيم المجال الى منطقتين ، منطقة الصحراء الإسبانية ، وتضم كل من العيونوالسمارةوالداخلة حتى الكويرة ، اما المنطقة الثانية وهي منطقة حماية إسبانية فقط وتضم كل من الطانطان والطرفاية جنوبا ،و قد كان الإسبان في البداية بمركز الداخلة منذ1885 ، هده المدينة التي كانت تشتمل على مركزا عسكريا و إداريا بالأساس مكنهم من ضمان الاتصال مع السكان الدين كانوا يهابون التعامل مع النصارى ، وأصدرت مجموعة من الفتاوى تمنع التعامل مع النصارى ، حيث إعتبرته مدنسا ، كمثل تلك الفتوى المعينية (الشيخ ماء العينين )في:"هداية من حار في أمر النصارى"،حيث يقول: "أعلم علم يقين أن هؤلاء الكفرة الدين بصدد الكلام فيهم ،فاجئوا بلاد المسلمين لدخولهم فيها عليهم من غير إذن منهم لهم، فلدك صار قتالهم واجبا على من يقربهم ،إد هم دخلوا على إيمراكن ولا قدرة لهم على الدفاع هن أنفسهم"" .إن هده الفتوى بقدر ما تحث على الجهاد ضد المستعمر ،فهي في نفس الوقت تحث على عدم التعامل معه نظرا لسياسته التي تهدف الى توطين البدو الرحل ويعتبر مركز الداخلة انداك هو المركز الأساس لجلب البدو الرحل،إلا ان دلك لم يأتي أكلهن والمقال المنشور في المجلة الإسبانية الإفريقية سنة 1926 حول مدينة الداخلة ،يعطينا فكرة أساسة حول هدا المركز العسكري، فيقول التقرير:"" الداخلة عاصمة مستعمرة واد الذهب ، تضم حاليا ساكنة مشكلة من 20 منزل (... ) تسكنه عائلات الأهالي العاملين مع الحكومة، و28 خيمة (... ) يسكنها الأهالي والصيادين والزنوج الدين يعملون في معامل الصيد (... ) لا يتزاوج عدد الأهالي 150 فردا ،إضافة الى تجريدة عسكرية (25 ) جندي (... ) ،من أبريل 1921 حتى مارس 1922 وصل إلى الداخلة 198 رأس من الماعز فقط،لا وجود للأبقار (..... )، إليكم ما حصلت عليه إسبانية مند 42 سنة من السيادة ،يزور بعض شيوخ القبائل ، الأشخاص دائما أنفسهم ن الحاكم موسميا ، كل ثلاثة أشهر (... ) ويحصلون على الهدايا والثوب وقوالب من السكر ، الشاي ،ويذهبون ،فهده إجمالا هي العلاقة التي تربط حكومتها مع أهالي مستعمرة يبلغ 19.000 كلم مربع، . من خلال ما قدمته هده الوثيقة ،يمكن القول أن الأسبان عملوا على جلب الساكنة من خلال الهدايا و أيضا بإنشاء مستوصفات للمرضى البدو،كما استعملوا الماء كوسيلة أخرى لاستقطابهم ، فالماء كان نادرا جدا وكانت الداخلة تستورده من جزر الكناري ،وبسرعة تحول الماء الى عملة لجلب السكان للمدينة في إطار "سياسة مائية" اقترحها طبيب المدينة ، كما ساهم تعين إسبانيا لمجموعة من الأعيان على رأس القبائل والفخدات بطريقة غير مباشرة في تفكيك القبيلة ، كما ستعمل هده السياسة على جلب مجموعة من أبناء القبائل من أجل دمجهم في الأعمال العسكرية والإدارية في تلك المراكز المحدثة لتسهيل توطينهم في هده المراكز. إن التغلغل الإستعماري بالمنطقة الصحراوية كان له صدى كبير على حياة البدو ونمط عيشهم ، ودلك من خلال تجزيئة المنطقة ، فمند الوهلة الاولى شهدنا بداية لتقسيم تعسفي يراعي مصالح الإدارتين الإستعمارتين دون الاخد بعين الإعتبار الوحدة الإجتماعية والثقافية لمنطقة غرب الصحراء الإفريقية،ويتجلى دلك التقسيم المجالي في المراكز التي خلفتها الإدارة الإسبانية وراءها ، التي ساهمت في جلب البدو المترحل الدي يعاني من تفاقم الجفاف وسنوات الرصاص وضعف الامن وتقلص مردودية الماشية ،مما وفر للبدو جوا ملائما للإستقرار في تلك المراكز ومن بين تلك المراكز مايلي: المراكز عدد السكان العيون 28499 السمارة 7295 الداخلة 5413 الكويرة 2500 أوسرد 2474 العركوب 1732 المصدر:كتاب الصحراء الأطلنطية: الإنسان والمجال. ص:224 إن هدا التدخل الاستعماري في المجال عبر إحداث مراكز لجلب البدوي المترحل ،أعلن عن مرحلة جديدة في حياة المجتمع الصحراوين حيث وضعت الحدود و انحسر المجال الترحالي وبرزت مراكز الاستقرار التي كانت عبارة عن مراكز عسكرية للمراقبة هدفها ضبط حركات المترحلين، والحد منها لتسهيل مراقبتها و ربطها بالمتر بول ،غير انه لم يستفيد من هده المراكز غير عمال وجنود الإدارة الاستعمارية ،في المقابل ظهرت "براريك" للمهاجرين الشماليون على المنطقة ، اما البدو الرحل الدين ثم توطينهم فحافظوا على حياتهم في هوامش المدن على شكل "فريكات" يربط بين ساكناتها روابط اجتماعية وتآزر وتضامن قرابي ، من اجل تسير أمور حياتهم اليومية ،كما حافظوا على ماشيتهم التي تمثل رأسمالهم الرمزي والمادي،لكن ورغم دلك ومن خلال ما لاحظناه في الجدول السابق ،فإنه يمكن أن نخلص الى انه مقارنة مع عدد القبائل المترحلة في المجال الشاسع ، فنسبة المستقرين لازالت ضئيلة، مع العلم بأن إحصاء 1974 كان يشوبه مجموعة من الشوائب التي تحثم علينا التعامل معه بحيطة وحذر إبستمي ، وبالتالي فسياسة المستعمر لاستقطاب البدو ،لم تأتي أكلها بالشكل المطلوب ، ويكمن إرجاع دلك في نظرنا الى عاملين أساسين : يتمثل الأول في معادة البدو الدائمة لاستقرار والثاني يتمثل في ضعف البنية التحتية بالمراكز المحدثة،إضافة الى ضعف الأمن و انتشار الحروب ، لكن هدا الضعف في الاستقرار سيتقلص ولو نسبيا مع استرجاع المغرب لهده الأقاليم و استتباب الأمن ، أو بالأحرى احتكاره من طرف سلطة وحيدة ،تمارس عنفها الشرعي على المجال، وبالتالي في ظل حضور الدولة ،ما طبيعة التحول الدي عرفه المجال؟ وما هي درجة تأثيره في استقرار البدو الرحل؟ حضور الدولة وتوطين البدو: لقد أشرنا في الفصل السابق إلى أن هناك تحولات بارزة في المجتمع الصحراوي مست جميع بنياته الاجتماعية والاقتصادية وكدا السياسية ، تمثلت في الانتقال من نمط عيش البداوة الظاعنة إلى الإقامة في التجمعات السكنية المحدثة ،كما أشرنا الى أن الاستعمار الفرنسي والإسباني بالمجال لم يقم ببنية تحتية مهمة للمجال كمن أجل تنمية المنطقة اجتماعيا و اقتصاديا.... ولم يقم بتأسيس أي نموذج لمدينة حضرية أو صناعية في الصحراء تكون نواتا للتنمية المحلية الشاملة، و بالتالي فنحن امام تراجع للأسس المادية لنظام اجتماعي قبلي قائم على الترحال ومحكوم بشروط إيكولوجية واقتصادية شحيحة ن وأصبح المجتمع الصحراوي البدوي اليوم خاضعا لتأثيرات دينامية داخلية وخارجية تمثلت أساسا في حضور الدولة كفاعل أساسي في حركية توزيع القبائل عبر سياسة الاستقرار و إحداث مدن كبرى ووسائل إتصال جماهيري ،وربطها بسوق عالمية متحولة تتفاعل فيها عوامل متعددة لا دخل لإرادة المحلية القبلية فيها. وهكذا فإن أول حضور للدولة في المجال تمثل أساسا في القيام بالمسيرة الخضراء1975 على إثرها استرجاع المغرب منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب بعد انسحاب موريتانيا منه 1979 بعد معارك دامية مع البوليساريو،ومند دلك الحين دخلت الدولة الوطنية المنطقة ،و احدتث كأول خطوة ،توفير الأمن و إنقاذ الأهالي بالبوادي من الجفاف والحرب التي أخدت تتطور مند ستينيات القرن الماضي ،زيادة على التطور السياسي والعسكري الذي عرفته المنطقة مند منتصف السبعينيات من نفس القرن ،ودلك عبر نقل السكان الى المدن المحدثة كالعيون ،و بوجدور ،السمارة،الداخلة....وبالتالي تضاعفت اعداد الساكنة " الحضرية" على حساب المترحلين وسكان البادية ،حيث تم توفير الغداء والمؤون الضرورية من اجل جلب البدو ن وهدا ما فعلته إسبانيا فيما قبل. إن حضور الدولة الوطنية الفعلي في المجال الصحراوي ،تمثل في توفير السكن والمواد الأساسية والأمن و استقرار الساكنة ، إضافة الى إعداد التراب الوطني ،حيث حصل تقسيم إداري للمنطقة على أساس جماعات حضرية وقروية ، كما تم إحداث مدن أخرى جديدة ،لأهداف إستراتجية وسياسية من قبيل مدينة بوجد ور ،حيث تم جلب العديد من الأفراد من الشمال المغربي من أجل تدعيم الاستقرار وتشجيع البدو على الاستقرار، ولعل تطور الساكنة والمدن إلا بنتيجة لدلك. الجدول الثاني:تطور ساكنة الصحراء حسب إحصاء 1982: الأقاليم الساكنة الحضرية الساكنة القروية المجموع المساحة كلم مربع الكثافة كلم مربع بوجدور 3597 4884 8481 100120 0.1 العيون 96784 16627 113411 39360 2.9 وادي الدهب 17822 3674 21496 50880 0.4 السمارة 17753 2727 20480 61760 0.3 المصدر: الصحراء الأطلنتيةالإنسان والمجال.ص 226 الجدول الثالث: تطور ساكنة الصحراء حسب إحصاء 1994: الأقاليم الساكنة الحضرية الساكنة القروية المجموع الكثافة كلم مربع بوجدور 15167 6524 21691 0.2 العيون 149640 4338 153978 3.9 وادي الدهب 28750 10956 39726 0.6 السمارة 35122 1629 36751 0.7 المصدر: الصحراء الأطلنتيةالإنسان والمجال.ص 226 إن ما يمكن قراءته من الجداول السابقة ، هو ان التطور الحاصل في عدد الساكنة في المدن الصحراوية ، الدي هو ليس نتاج لعوامل ديموغرافية طبيعية ، بل نتيجة كدلك لعوامل اقتصادية وسياسية وبيئية تختلف من منطقة لأخرى ، والتي لها أثر كبير في توطين البدو الرحل و استقطاب وافدين جدد خصوصا من الشمال تدعيم وتطوير الصيد البحري ، فاليوم في منطقة الصحراء لا نجد أنفسنا امام مجموعات مترحلة وخيام منتصبة،ويعود دلك بالأساس الى حضور الدولة عبر سياسة توطين البدو ودلك من خلال دعمهم بالمواد بالمواد الغدائية الأساسية كالشاي والسكر و الدقيق والزيت...و أيضا توزيع القطع الأرضية للبناء و أخرى للزراعة ،كما تم توزيع العديد من المصالح الإدارية يالأقاليم من قبيل المستشفيات والمدارس، هده المصالح التي تشكل ،حيث عملت الدولة على بناء العديد من مقرات لنيابات وزارة التربية الوطنية بالأقاليم الجنوبية المسترجعة ، أما المصلحة الصحية للجولة تمثلت أساسا في خلق مجموعة من المستشفيات الجهوية والمحلية وتدعيم القطاع الخاص من اجل المنافسة الشريفة في الميدان ،أما قطاع أو مصلحة الإنعاش الوطني التي تلعب دورا مهما في البناء ، سواء بناء المقرارات الحكومية والمدارس...وتشغيل العديد من اليد العاملة ، ولعبت كدلك دور المساعد للمعوزين من سكان المنطقة و دلك عبر توفير مدخول شهري لهم ،كما عملت الدولة على تدعيم تربية الماشية،عبر تدعيم تعاونيات لهدا المجال، ونعلم جميعا مدى أهمية الماشية،كما قامت بتدعيم البدو بالأعلاف والتزويد بالماء أو حفر الآبار. إن تدخل الدولة هدا عبر مصالحه المجالية كان له بالغ الأثر و انعكاسات كثيرة ،تمثلت أساسا في جلب البدو الى المجال وتدعيم الاستقرار بالمناطق الصحراوية ، كما خلف وراءه تحولات عميقة همت مجمل حياة البدو المترحل ،حيث أصبحنا اليوم أمام ساكنة تعتمد على السكن المغلق (الدور ) بدل السكن المفتوح (الخيمة )، كما أن معظم بنيات القبيلة تأثرت بدلك التغير ،فتقلصت القيام الاجتماعية والثقافية ،وتغيرت أنماط العيش التقليدية التي كانت تعتمد أساسا على البداوة و اقتصاد الكفاف الدي تشكل الماشية أساسه الرمزي والمادي لصالح أنماط اقتصادية إ ارتبطت أساسا بالسوق العالمية وما يحدث فيها من تحولات. خاتمة: إجمالا ، ما يكمن قوله حول مساءلة توطين البدو بالصحراء،هو أنها عملية معقدة ومتداخلة،حيث تجتمع فيها العوامل الخارجية المتمثلة في الأحداث الاستعمارية التي شهدتها المنطقة ، إضافة الى المشاكل الطبيعية التي تتمثل أساسا في توالي سنوات الجفاف ، أما العوامل الداخلية والتي لا تقل أهمية عن سابقتها فتتمثل في انهيار وتأكل النظام السياسي والاجتماعي القبلي ، مما أدى الى إضعاف سلطة الشيوخ الدين لهم ارتباطا وطيدا بالبداوة والترحال. إننا فعلا حاولنا جاهدين في هدا البحث أن نقدم صورة حول تلك الظاهرة ، أي ظاهرة توطين البدو الصحراوي، فعالجنا بعض المسائل في دلك، إلا أنه لا يمكن الإدعاء بأننا ألممنا بجميع جوانب الموضوع، ليبقى الباب في الأخير مفتوحا لتطعيم دلك الموضوع المهم بمزيج من الدراسات والأبحات في المستقبل القريب. :محمد دحمان ، الترحال والإستقرار بمنطقتي الساقية الحمراء ووادي الذهب،مطبعة كوثر، الرباط،2006 رحال بوبريك،زمن القبيلة ،السلطة وتدبير العنف في المجتمع الصحراوي،ط،1 ،دار أبي رقراق،الرباط ذ،هيبتنا شويعر، نماذج من الكتابات الكولونيالية الفرنسية حول قبيلة أيت أوسى خلال فترة الحماية،نشر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير. تنسيق:رحال بوبريك:الصحراء الأطلنطية،الإنسان والمجال. محمد الغربي:الساقية الحمراء وواد الذهب،الجزء الأول ،دار الكتاب. رحال بوبريك:دراسات صحراوية ،المجتمع والسلطة والدين،دار أبي رقراق ،ط2،الرباط. تنسيق :عبد الكريم مدون:البنيات الاجتماعية والاقتصادية بالصحراء ،نشر مركز الدراسات الصحراوية،ط1