مؤسسة وسيط المملكة تنجح في وضع حد لاحتجاج طلبة كليات الطب والصيدلة    سانت لوسيا تشيد بالتوافق الدولي المتزايد لفائدة الصحراء المغربية بقيادة جلالة الملك (وزير الشؤون الخارجية)    حجوي: 2024 عرفت المصادقة على 216 نصا قانونيا    بعد إضراب دام لأسبوع.. المحامون يلتقون وهبي غدا السبت    ابنة أردوغان: تمنيت أن أكون مغربية لأشارك من أسود الأطلس الدفاع عن فلسطين    زياش: عندما لا يتعلق الأمر بالأطفال يفرون    التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا لكرة السلة 2025.. المنتخب المغربي يدخل معسكرا تحضيريا    مواطنون يشتكون من "نقطة سوداء" أمام كلية العلوم بطنجة دون استجابة من السلطات    افتتاح الدورة 25 لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير بإفران    أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى في 18 شهرا    الحكومة: سيتم العمل على تكوين 20 ألف مستفيد في مجال الرقمنة بحلول 2026    دوري الأمم الأوروبية.. دي لا فوينتي يكشف عن قائمة المنتخب الإسباني لكرة القدم    من مراكش.. انطلاق أشغال الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر العالمي حول تقنية المساعدة الطبية على الإنجاب    هذه الحصيلة الإجمالية لضحايا فيضانات إسبانيا ضمن أفراد الجالية المغربية    المغرب يشرع في استيراد آلاف الأطنان من زيت الزيتون البرازيلي    "إل جي" تطلق متجرا إلكترونيا في المغرب    ظاهرة "السليت والعْصِير" أمام المدارس والكلام الساقط.. تترجم حال واقع التعليم بالمغرب! (فيديو)    بيع أول لوحة فنية من توقيع روبوت بأكثر من مليون دولار في مزاد    الحجوي: ارتفاع التمويلات الأجنبية للجمعيات بقيمة 800 مليون درهم في 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    بورصة البيضاء تستهل التداول بأداء إيجابي    بعد 11 شهرا من الاحتقان.. مؤسسة الوسيط تعلن نهاية أزمة طلبة كلية الطب والصيدلة    هزة أرضية خفيفة نواحي إقليم الحوز    "أيا" تطلق مصنع كبير لمعالجة 2000 طن من الفضة يوميا في زكوندر        مصدر من داخل المنتخب يكشف الأسباب الحقيقية وراء استبعاد زياش    غياب زياش عن لائحة المنتخب الوطني تثير فضول الجمهور المغربي من جديد    الهوية المغربية تناقَش بالشارقة .. روافدُ وصداماتٌ وحاجة إلى "التسامي بالجذور"    كوشنر صهر ترامب يستبعد الانضمام لإدارته الجديدة    الجولة ال10 من البطولة الاحترافية تنطلق اليوم الجمعة بإجراء مبارتين    طواف الشمال يجوب أقاليم جهة طنجة بمشاركة نخبة من المتسابقين المغاربة والأجانب    الجنسية المغربية للبطلان إسماعيل وإسلام نورديف    بحضور زياش.. غلطة سراي يلحق الهزيمة الأولى بتوتنهام والنصيري يزور شباك ألكمار    رضوان الحسيني: المغرب بلد رائد في مجال مكافحة العنف ضد الأطفال    ارتفاع أسعار الذهب عقب خفض مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة    كيف ضاع الحلم يا شعوب المغرب الكبير!؟    تحليل اقتصادي: نقص الشفافية وتأخر القرارات وتعقيد الإجراءات البيروقراطية تُضعف التجارة في المغرب        تقييد المبادلات التجارية بين البلدين.. الجزائر تنفي وفرنسا لا علم لها    طوفان الأقصى ومأزق العمل السياسي..    إدوارد سعيد: فلاسفة فرنسيون والصراع في الشرق الأوسط    متوسط عدد أفراد الأسرة المغربية ينخفض إلى 3,9 و7 مدن تضم 37.8% من السكان    حظر ذ بح إناث الماشية يثير الجدل بين مهنيي اللحوم الحمراء    طلبة الطب يضعون حدا لإضرابهم بتوقيع اتفاق مع الحكومة إثر تصويت ثاني لصالح العودة للدراسة    خمسة جرحى من قوات اليونيفيل في غارة إسرائيلية على مدينة جنوب لبنان    المنصوري: وزراء الPPS سيروا قطاع الإسكان 9 سنوات ولم يشتغلوا والآن يعطون الدروس عن الصفيح    إسبانيا تمنع رسو سفن محملة بأسلحة لإسرائيل في موانئها    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    "المعجم التاريخي للغة العربية" .. مشروع حضاري يثمرُ 127 مجلّدا بالشارقة    قد يستخدم في سرقة الأموال!.. تحذير مقلق يخص "شات جي بي تي"    الرباط تستضيف أول ورشة إقليمية حول الرعاية التلطيفية للأطفال    وزارة الصحة المغربية تطلق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية    خبراء أمراض الدم المناعية يبرزون أعراض نقص الحديد    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالسيدا يعلن تعيين الفنانة "أوم" سفيرة وطنية للنوايا الحسنة    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحراء المغربية:الأمازيغ والتاريخ
نشر في أسيف يوم 23 - 04 - 2007

إن المتتبع لشؤون الصحراء المغربية اليوم لا يجد أي ذكر للأ مازيغية ثقافيا ولا سياسيا،فما هو أسباب دالك ؟ وهل هناك ارث امازيغي فعلا في الصحراء المغربية؟ولمادا تخلت القبائل ذات الأصول الأمازيغية الصنهاجية عن أصولها الأمازيغية؟ وللا جابة عن هده الأسئلة لابد من إلقاء نظرة على التاريخ العميق للصحراء المغربية.أ_الصحراء المفهوم و المجال: الصحراء لغة كما جاء في قاموس المحيط:"هي الأرض المستوية في لين وغلظ دون الفقر أو الفضاء الواسع لا نبات فيه (..)جمعه صحاري وصحراوات" وفي الموسوعة الميسرة ف"الصحراء منطقة جرداء تغطي الرمال الجانب الأكبر فيها(..)وتقوم بها حياة نباتية وحيوانية جد قليلة"ويطلق عليها بالأمازيغية لفظ "تينيري"tiniri . ومجالا فالصحراء المغربية هي مجموع الأراضي الممتدة من وادي نون إلى الكويرة/الحدود المغربية الموريتاني وهي جزء من الصحراء الكبرى الممتدة من وادي نون إلى نهر السنغال جنوبا ومن المحيط الأطلنطي إلى النيل شرقا .والإنسان الصحراوي هو كل إنسان يعيش داخل هدا المجال متحديا الظروف الطبيعية القاهرة،إما متنقلا وراء قطعانه بحثا الماء و الكلأ أو مستقرا بالواحات ممتهنا الزراعة والحرف.ب_النقوش الصخرية والأبجدية الأمازيغية الصحراوية: نقصد بالكتابة الامازيغية تلك الكتابة التي استعملها الأمازيغ سكان شمال إفريقيا خلال العصور القديمة وطوروها فأطلقوا عليها اسم "تيفيناغ"أي اكتشافنا وقد صنفت هده الكتابة الأمازيغية في البداية ضمن اللغات السامية الحامية "chamito-sémitique"إلى جانب اللغة المصرية القديمة والعربية وغيرهما ...والآن تصنف حسب المدرسة الأنكلوساكسونية ضمن اللغات الأفرو أسيوية(1) ،والكتابة الأمازيغية ثلاثة أصناف حسب مناطق تواجدها ومنها الأبجدية الصحراوية "alphabet saharien"والتي انبثقت منها "تيفيناغ"القديمة والحديثة والتي مازال الطوارق يتواصلون بها في شؤونهم اليومية .وتنتشر الأبجدية الصحراوية هده بمجال شاسع جدا بأغلب مناطق الصحراء الكبرى اد تم العثور على لوحات صخرية تشتمل على كتابات امازيغية و رسومات بالصحراء المغربية بنواحي السمارة وطانطان و اوسرد وكدالك بنواحي تيشيت و ايوالاتن بموريتانيا وبايير بشمال النيجر وبإدرار ايفوغاس بشمال مالي و بتا سيلي بالصحراء الجزائرية وبتادرارت اكوكاس بليبيا و بجزر الكناري "tiknariyin"حيث تعرف بالكتابة الكوانشية نسبة إلى امازيغ كناريا المعروفين ب "الكوانش" الدين مازالوا يعتزون بأصولهم الأمازيغية *،وتتميز نصوص الكتابة الصحراوية الأمازيغية بالاختصار وبقدمها التاريخي اد تعد نقائش تاسلي وتادرارت اكاكوس من أقدم كتابات "تيفيناغ" وتنتشر هده الكتابة بمجال كانت تسكنه قبائل آو شعوب الجيتولين"les getules "والكارامانت "les caraments".
ج_بانوراما عن الوجود الأمازيغي بالصحراء المغربية : تؤكد الدراسات الأنتروبولوجية والأركيولوجية على أن الصحراء من أقدم مناطق شمال إفريقيا تسكانا و صنف سكانها القدماء ضمن إنسان "نيوندرتال"nèandertal والدي اعتبره الباحثون جد الأمازيغ سكان شمال إفريقيا الحالية"تامازغا" وقد تمكن هدا الإنسان من اختراع ثقافة خاصة به سميت بالثقافة العطرية كما أبدع أبجديته المعروفة ب"تيفيناغ" وتشهد على دلك المدافن الامازيغية القديمةtamulus التي اكتشفت على مصطبات الأودية بالصحراء والمعروفة محليا ب"لجرام"مثل تلك الموجودة بجنوب مصب درعة ووادي الشبيكة. وتحدثت المصادر التاريخية القديمة وخاصة الإغريقية واللا ثينية عن الصحراء وسكانها الامازيغ القدماء انطلاقا من الرحلات الاستكشافية والحملات العسكرية حيث دكرت وصول البحار والرحالة الفينيقي القرطاجي "حانون"إلى منطقة "cernè"بضفاف الصحراء جنوب جزر كناريا"وبهده المنطقة كانت مراكبهم (الفينيقيين) تفرغ حمولتها من البضائع بواسطة سفن صغيرة (..)وكانت المدينة كبيرة تصل إليها السفن ويسكنها قوم من الحبشيين الدراتيتles do ratites" (2)،كما أشار المؤرخ اللاتيني "ساليست"Salluste(86/35ق-م)إلى أن الجيثوليين les getules كانوا يسكنون الصحراء جنوب اللمس حدود المستوطنات الرومانية بشمال إفريقيا وذكر من شعوب الجيثوليين كل من autolos وbaniures واعتمادا على التقارب الصوتي، كما دهب إلى دلك العديد من المؤرخين أمثال:R.RegetوJ.D.Meunieوعمر افا**،يمكن أن تكون قبيلة "جزولة" الامازيغيةigizuln هي getules والتي كانت تهدد امن المستوطنات الرومانية بهجماتها المتكررة عليها مما دفع بالقادة الرومان إلى تنظيم حملات عسكرية إلى الصحراء لقمع القبائل المهاجمة أهمها حملة " باليونس" و حملة أخرى في عهد "نيرون"(69/79م). (3) وفي القرن الثاني الميلادي قام المغامر"اودوكس دوسيكيز" برحلة في السواحل الجنوبية المغربية وتحدث عن اكتشافه لجزيرة تقطنها النساء،كما ذكر المؤرخ "بلينيوس الأكبر" وجود جزر "كوركاد"أثناء حديثه عن القرن الغربي المواجه لجزر الكناري يسكنها مجتمع تحكمه نساء يسمون les gorgones والامازونات les amazonnes ويلبسن أثناء الحروب ألبسة مصنوعة من جلود الثعابين الكبيرة المنتشرة بالصحراء.(4) ورغم قلة الشارات التاريخية التي وصلتنا عن الصحراء في الفترات القديمة والمغلفة بالأساطير فإنها تكاد تتفق على أن الصحراء كانت مأهولة بالسكان الامازيغ.أما المصادر العربية في العصور الوسطى فتحدثت عن استقرار قبائل صنهاجة بالصحراء والتي تعود حسب النسابين القدماء في أصلها إلى البرانس احد الأقسام الكبرى للاما زيغ(***)وتعرف الفروع الصحراوية من صنهاجة ، بصنهاجة الصحراء أو صنهاجة الرمال أو كدالك بالملثمين نسبة إلى ألثام الذي .كانوا يلزمونه وتتكون من عدد كبير من القبائل يقارب السبعين ،اشترها:كدالة،لمتونه ،مسوفة ،لمطة،جزولة،تاركة...وقد كانت هده القبائل الصنهاجية تشرف على شبكة مهمة من الطرق التجارية الرابطة بين مناجم الذهب وأسوق جنوب الصحراء الكبرى وبين مدن وأسواق البحر الأبيض المتوسط عبر الطريقين التجاريين الساحلي من "اوليل"إلى "نول لمطة"ف"اكوز".والداخلي من "يوالاتن"عبر "اوداغوست"ثم "تغازي"ف"سجاماسة" .كما تتحكم هده القبائل في مناجم الملح مثل منجم "تغازي"و"اوليل"خاصة وان الملح في العصور الوسطى يشكل مادة حيوية في المبادلات التجارية ،وقد أفاد هدا الموقع الهام ثلاثة قبائل اساسيةهي :كدالة،مسوفة، لمتونة،في فرض رأستها على بقية الفروع الصنهاجية ،وبعد صراع طويل بين هده القبائل الصنهاجة الثلاثة حول الزعامة ،تكون اتحاد قبلي صنهاجي بقيادة كدالة ساهم في نشوء دولة المرابطين مع بداية القرن الخامس الهجري ،والتي قامت على أساس دعوة دينية إصلاحية بعد أن استقدم "يحيى بن إبراهيم الكدالي "ل "عبد الله بن ياسين الجز ولي(من قرية تامانارت)من عند شيخه "وكآك بن زلو اللمطي "نحو الصحراء.وفي هده الفترة كانت علاقات إمارات المغرب الشمالي بالصحراء حسنة من الناحية التجارية وخاصة إمارة سجل ماسة وإمارة فاس ،هده الأخيرة التي استطاعت بناء مركز مهم"تامدولت" على ضفاف واد ي درعة كبوابة للصحراء ،وبعد قيام دولة المرابطين وبناء عاصمتهم "مراكش"ثم عودة "أبو بكر بن عمر اللمتوني" إلى الصحراء وترك زمام السلطة لابن عمه القائد"يوسف بن تاشفين"فان العلاقة بين أمراء مراكش وأبناء عمومتهم بالصحراء مستمرة. وفي بداية العهد ألموحدي أعلنت قبائل "لمطة"استقلالها تحت حكم سلطانها"اهو كار"حوالي سنة1154م بوادي نون ونواحيه (5)وقد ورد في أخبار المهدي بن تومرت رسالة إلى القبائل الامازيغية الصحراوية المتمردة يهددهم قائلا:" ...ويل لأهل سوس وجيرانهم جزولة لكست ولمطة وأهل القبلة"(6)وبعد صراع مرير تمكن "عبدا لمؤمن بن علي الكومي" من القضاء على هدا التمرد ،وفي أخر العهد ألموحدي تمرد "علي بن يدر الهنتاتي "وهو من أقرباء"محمد بن يونس"احد وزراء البلاط ألموحدي،بسوس لكن سكان سوس ثاروا عليه فاستنجد بعرب" بني معقل"لدين وصلوا إلى مشارف وادي نون سنة 1218م ،بعد مجيئهم من مصر في موكب قبائل "بني هلال "و "بني سليم"التي أرسلها سلطان مصر للانتقام في إمارات شمال إفريقيا.يقول ابن خلدون في كتابه العبر:"استصرخهم علي بن يدر الزكندري صاحب السوس بعد الموحدين (..)وكانت بينه وبين كزولة الظواعن ببسائط السوس وجباله فتنة طويلة ،استصرخ لها بني مختار هؤلاء فصارخوه وارتحلوا إليه بظعونهم وحدوا مواطن السوس لعدم المزاحم من الظواعن فيها فاوطنوها وصارت مجالاتهم بقفرها وغلبوا كزولة واصاروهم في جملتهم ومن ظعونهم وغلبوا على القصور التي بتلك المواطن في سوس ونول"(7)وتجدر الإشارة إلى أن اكبر حدث عرفته الضفة الشمالية للصحراء الأطلسية في النصف الأول من القرن الثالث عشر الميلادي "هو ما نعتبره اكبر صدمة بشرية حيث شكل مجيء بني معقل السبب الرئيسي في تغيير الخصائص القومية الامازيغية"(8). ومع الدولة المرينية أصبح الباب مفتوحا إمام القبائل العربية العقلية للو صول إلى الصحراء بتشجيع من المخزن المر يني للقضاء على ثورات القبائل الامازيغية و تمردها،فدخلت في صراعات حول المجال.يقول المختار ألسوسي:"فاتفق أن كان عرب من معقل(..)يقطعون السبيل بين فاس ومراكش فهم السلطان(أبي الحسن المشهور بالسلطان الأكحل)بالإيقاع بهم فأجفلوا بين يديه إلى الصحراء من حوز سوس فتقفي السلطان آثارهم وتوغل في الصحراء،فالتقى الشيخ احمد الركيبي وقد نزل هناك وشيكا(..)فتداول مع السلطان في أمر غرمائه ليبقي عليهم فيعمروا معه تلك الأرض ضد البربر(الامازيغ)الدين كانوا متأصلين فيها،فدفع للسلطان مالا كثيرا (..)فرجع السلطان"(9) و"بديهي أن ينتج عن كل هدا تفتت تدريجي للبطون اللمطيةو الجز ولية،وكدا لفروع العقليين أنفسهم ،أصبح الكل مطالبا بالاندماج في وحدات اجتماعية من نوع جديد،بدأت ادن الأسماء القديمة في الاندثار لتحل محلها تشكيلات أعرابية امازيغية تختلف باختلاف أهميتها وهي تشكيلات اجتماعية سياسية مجردة من الجانب الديني،وقد جاء هدا الفصل في المهام كتجسيد لتسيد الأعراب على المنطقة (...)من جهة أخرى نشير إلى أن الحملات المرينية على منطقة سوس الأقصى قد توالت لحمل الأعراب وباقي السكان على دفع الضرائب .وقد كان جلها موجها ضد القصور والمد اشر التي ما تزال أنقاضها تشهد على أهمية الخسائر (...)وقد جاء وباء الطاعون ليتلف ما تركه سوء الحال والبؤس الجماعي "(10)هده الوضعية سمحت بازدياد نفوذ الزوايا و الشخصيات الصوفية "فحينما طل على الناس عصر الزوايا (...)انقطعت الأواصر التي تربط الجز وليين بأصولهم الجز ولية وهبت ريح الانتساب إلى الشخصيات اللامعة في المغرب و المشرق والأندلس بدل الانتماء إلى جزولة فرارا من وصمة الضعف والهوان وبدالك لم يعدلها ذكر إلا في أسماء المواقع الجغرافية والتكتلات القبلية "(11) ، واستمرت الاضطرابات بالصحراء إلى نهاية العهد الو طاسي وخلال هده الفترة سينضاف عنصرا أخر إلى العنصرين العربي والامازيغي ويتمثل في الغزو المسيحي الأيبيري للشواطئ الجنوبية المغربية ،فأصبحت منطقة الصحراء تتعامل تجاريا وسياسيا مع البرتغال والأسبان حيت ذكرت الباحثةJ.D.MEUNHE توقيع معاهدة بين ممثل التاج الاسباني بجزر كناريا ومملكة مستقلة بوادي نون بمدينة"تكاوست"بتاريخ15فبراير1455م (12)"فابتداء من القرن السادس عشر(الميلادي)تغير كل شيء فلم تعد لهده القبائل(الامازيغية)نفس الأسماء بل اتخذت لنفسها أسماء أولياء "(13)حيث"وجد الأشراف خير ترحيب من جانب القبائل البربرية (الامازيغية) العربية في أقصى الجنوب الغربي المراكشي من ساقية الحمراء ، وما من هده القبائل خلا من الأسر الصوفية أو الشريفة التي كانت تستبقيهم بين ظهرانيها وتعطيهم الأرض والمنافع العديدة وتجعل منهم شيوخا روحيين وحماة صوفيين وهكذا نشأت نبالة دينية في القبيلة وجرى تنظيم اجتماعي جديد وطبقة جديدة"(14). أما السعديون فقد أولوا عناية خاصة ومميزة للصحراء أولا: لان حركتهم انطلقت من أطراف الصحراء اد أن زعيم دعوتهم الروحي هو سيدي محمد بن مبارك الاقاوي والدي استنفر القبائل السوسية والصحراوية للجهاد ضد الغزاة الأسبان والبرتغال وتذكر الرواية الشفوية بأن سيدي داود دفين تلمزون وسيدي واحسون دفين فراح بزيني من قادة المجاهدين(ايت اعزى ويهدى) الدين حرروا ثغور الصحراء من المحتلين الأسبان والبرتغال خلال (ق16) وثانيا: لاسباب لخصها المؤرخ الافراني في قولة احمد المنصور الذهبي:"ونحن اليوم قد انسدت أبواب الأندلس باستيلاء العدو الكافر عليه جملة وانقضت عنا حروب تلمسان ونواحيها من الجزائر باستيلاء الترك عليها"(15) مما دفع بالسعديين إلى الاهتمام بالتجارة الصحراوية والوصول إلى منابعها حيت قام احمد المنصور بحملة إلى السودان الغربي حوالي 1580م .وبعد اضمحلال الدولة السعدية سنة 1628م تاريخ وفاة السلطان زيدان تصاعدت نفوذ قوى دينية أخرى تتمثل خصوصا في الزاوية السملالية مند سنة 1628م حيث استطاع أبي حسون السملالي مد نفوذ على الصحراء وتمكن من استقطاب التجارة الصحراوية إلى عاصمته "ايليغ". وبعد هده الإمارة تمكن السلاطين العلويين من مد نفوذهم إلى أعماق الصحراء وخاصة المولى إسماعيل تصاهر مع قبائل الصحراء وامتدت حدود مملكته غالى "تلمسان وجميع بلاد الصحراء وتوات وفكيك وأطراف السودان وتيغازي والسوس الأقصى"(16) والسلطان محمد بن عبد الله الذي نشأ بوادي نون عند أخواله . وقد تحدث سفير فرنسا بالصويرة (بداية القرن التاسع عشر) في مذكراته عن وادي نون وتجارتها وعن تدخل السلطان المغربي لفك اسر بعض الاوربين الدين غرقت سفينتهم بسواحل الصحراء ممن أسرهم وذكر شخصية بارزة بوادي نون اسمها" علي آو الحاج" تم السلطان الحسن الأول الذي وصل إلى اكلميم سنة1886م وما بين1906/1910 قاد الشيخ ماء العينين حركة إصلاحية جهادية جمعت القبائل الامازيغية والعربية لتستقر بتزنيت وسيجاهد احمد الهيبة ضد الفرنسيين باحواز مراكش سنة 1912 وستستمر هده الحركة الجهادية تدافع عن الجنوب المغربي إلى سنة 1934م حيث احتلت القوات الفرنسية الاطلس الصغير ووادي نون إلى مصب درعة واحتلت اسبانيا جنوب درعة غالى موريتانيا وان كان اهتمام اسبانيا بالصحراء قد بدأ مند معاهدة تطوان بين المغرب واسبانيا في منتصف القرن التاسع عشر حيت ادعت بأنها تملك مرفأ بسواحل الصحراء مند(القرن 15م )اسمه santa Cruz de mar pequena فعمدت سنة1884م إلى إنشاء قاعدة بحرية بالداخلة الحالية تحت اسمvilla Cisneros بذريعة حاجتها إلى ميناء في طريقها إلى غينيا الاستوائية وفي نفس السنة احتلت انجلترى مرفأ طرفاية cap Jubyوبنى بها قائدها (ماكينزي) قاعدة بحرية مازالت أطلالها شاهدة على تلك الفترة وفي سنة 1900 وقعت اسبانيا مع فرنسا معاهدة رسمت بموجبها الحدود الجنوبية للصحراء وفي سنة 1912استكملت اتفاقيات الحدود بين الدولتين بعد رد أطماع الدول الأوربية الأخرى عن المغرب(انجلترا وألمانيا) فتم رسم الحدود الشمالية للصحراء بينهما فعمدت اسبانيا الى احتلال مرفأي الكويرة سنة 1912 وطرفاية 1916 واكتفت بها حتى بداية العقد الثالث من القرن العشرين أثناء الحرب الأهلية الاسبانية فتوغلت
جيوشها بداخل الصحراء واستكملت احتلالها سنة 1934 حيث وصلت إلى السمارة وقسمت الصحراء إلى منطقتين من وادي درعة إلى جنوب الطرفاية اعتبرتها منطقة حماية جنوب المغرب ثم منطقة الساقية الحمراء ووادي الذهب التي اعتبرتها مستعمرة(ملكية) اسبانية خالصة . لقد اختلطت القبائل الامازيغية الأصيلة بالقبائل العربية الطارئة واثروا فيهم وتأثروا بهم "وهكذا تضافرت العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية طوال عدة قرون لترسم الخريطة اللغوية التي وجد عليها المغرب عند وقوعه في قبضة الاستعمار الأوربي الفرنسي الاسباني"(17) _هوامش:_1:مصطفى اعشي ،جذور الكتابة الامازيغية،في كتاب،من اجل ترسيم أبجدية تيفيناغ لتدريس الامازيغية ،منشورات A.M.R.E.C الرباط،2002 ص:9/32._* امازيغ كناريا استضافوا المؤتمر الغول للكونكريس العالمي الامازيغي بمدينة تيني ريفي ._2:مصطفى ناعمي،الصحراء من خلال تكنه تاريخ العلاقات التجارية و السياسية ،منشورات عكاظ 1988_**عمر افا ،مسألة النقود في تاريخ المغرب في ق 19(سوس1822/1906)منشورات كلية الآداب اكادير 1988صفحة:74_3:محمد حنداين،شمال إفريقيا المغرب دراسات في التاريخ والثقافة ط1 المغرب 1996._4:احمد سراج،مجلة أمل عدد13/14سنة1998.***:إبراهيم حركات،المغرب عبر التاريخ ،الدار البيضاء،ط.2،ج،1سنة1984ص154._5:D.J.Meunie,le Maroc saharien des origine aux XVII em siecles.librairie klinsiech.1982 .t.1_6:مجلة البحث العلمي الرباط عدد27 ص:232._7:عبد الرحمان بن خلدون.كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر المجلد السادس .بيروت.ص:85._8:ناعمي .مرجع سابق /ص:88._9:محمد المختار ألسوسي .المعسول .ج:XII ص:88._10:ناعمي .مرجع سابق ص:96._11:التقي العلوي،أصول المغاربة، مجلة البحث العلمي ،عدد27 سنة 1977 الرباط ص:234._12:موني :م.س/ص:311._13:الفرد بل .الفرق الإسلامية بالشمال الإفريقي ،ترجمة عبد الرحمان بدوي .بيروت ص:433._14:الفرد بل .م.س.ص:433._15:محمد الافراني الصغير، نزهة الحادي في أخبار ملوك القرن الحادي ص:91._16:الضعيف ألرباطي .تاريخ الدولة السعيدة،تحقيق ألعماري ص:98._17:محمد شفيق لمحة عن 33قرنامن تاريخ الامازيغيين .الرباط 1989.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.