تشهد مختلف المدن و المداشر الصحراوية حراك سياسي و اجتماعي سيما خلال الفترة الأخيرة و التي تتسم بالمزيد من القمع و الإجهاز على جميع الحقوق الاجتماعية و الاقتصادية ثم الحقوقية، هذا التعاطي الذي ما فتئ يزداد حدة خاصة مع قدوم حكومة حزب العدالة و التنمية، هذا الأخير الذي كشف عن مدى شوفينيته المقيتة تجاه الصحراويين بصفة عامة، متخذا بذلك مجموعة من المبررات الواهية من قبيل محاربة اقتصاد الريع، متناسيا بأن الريع الحقيقي هو ذلك الذي تستفيد منه الأوليغارشية المخزنية بالصحراء و في أماكن متعددة من المغرب. إن الاتجاه العام الذي تسير نحوه الحكومة المغربية بقيادة حزب العدالة و التنمية و خاصة في تعاطيها مع الملفات الاجتماعية بالمنطقة، يشير و بدون مواربة إلى محاربتها للفئات الفقيرة، وهو الشيء الذي تؤكده مجموعة من المعطيات الملموسة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، فإن مجموعة من قياديي حزب العدالة و التنمية ما فتئوا يركزون على المعطلين الصحراويين بأنهم لن يستفيدوا من التوظيف المباشر على عكس الحكومات السابقة حسب تعبيرهم، وكأن الحكومات السابقة هنا كانت تغدق على المعطلين الصحراويين بالتوظيف المباشر في كل مناسبة، وقف تقديم المساعدات الاجتماعية الدورية المقدمة إلى المعوزين، وقف تقديم التعويض عن البطالة للمعطلين الصحراويين في مجموعة من المناطق النائية كأسا و الزاك و عوينة إغمان، ثم أوسرد إلى غيرها من المناطق... إن نظرة حزب العدالة و التنمية الضيقة للأمور بالمنطقة لا يمكنها أن تكون ناتجة إلا عن توجه سياسي مدروس بدقة و عناية هدفه الأساسي على ما يتضح محاولة تقديم خدمات للمخزن من خلال العمل على تأديب الصحراويين باعتبارهم في الغالب انفصاليين، مشاغبين، مجرمين، فوضويين، كسالى إلى أخره من النعوت التي تفننت الصحافة المغربية و معها جزء كبير من الرأي العام المغربي وصفنا بها. جميع هذه التدابير التي تدخل في إطار مزيد من القمع و التفقير و التجويع الممنهج في حق جموع المواطنين و المواطنات الصحراويين، لم تستطع إيقاف عجلة النضال من أجل حياة أفضل، بل زادتهم قوة و عزيمة على مناهضة مثل هذه السياسات التمييزية و العنصرية التي ينهجها هذا الحزب الشوفيني البعيد كل البعد عن الدين الإسلامي. و عليه فإن الأطر العليا الصحراوية المعطلة لتعلن عن تضامنها المطلق و اللامشروط مع جميع المكونات و الفئات الاجتماعية الصحراوية المهمشة: - ضحايا التدخلات القمعية بمدينة العيون على إثر محاولة بعض العائلات الصحراوية المعوزة الاستفادة من السكن اللائق. - ضحايا التدخلات القمعية بمدينة السمارة على إثر الأحداث التي شهدتها في الأونة الأخيرة. - المعطلين الصحراويين بالزاك النازحين نحو المحبس بعد استنفادهم لجميع الخطوات النضالية السلمية. - المعطلين الصحراويين، أطر و مجازين بكليميم الذين تعرضوا لتدخل بوليسي عندما كانوا يقومون بتوزيع بيان لهم. - تضامننا المطلق و اللامشروط مع تنسيقية ملحمة كديم ازيك للحراك السلمي. وفي الأخير فإننا كأطر عليا صحراوية معطلة بمدينة العيون لنحمل الحكومة المغربية كامل المسؤولية عن استمرارها في نهج أسلوب التحقير و الإقصاء ثم التمييز في حقنا.