العمل الليلي يزيد من مخاطر الاصابة بالسرطان السكري وامراض خطيرة..

أول الأعراض الصحية التي تظهر على أولئك الذين يعملون لفترات طويلة ليلا هو قلة التركيز وتعكر المزاج.
لكن مع طول الفترة التي يقضيها الإنسان في العمل ليلا تزداد المشاكل الصحية والنفسية التي يعاني منها والتي تنعكس بشكل واضح على أسرته.
فقد يتعرض الإنسان للإصابة بالبدانة وارتفاع ضغط الدم والإرهاق بشكل عام. ويقول د. مجدي نزيه اختصاصي التغذية إن هناك علاقة بين الأكل في الأوقات المتأخرة ومرض السرطان.
غير أنه مع متطلبات الحياة المتزايدة وصعوبة الحصول على فرصة عمل، يكون العمل في الليل أمرا لا مفر منه، لذا ينصح الأطباء بأخذ قسط كاف من النوم أثناء النهار وعدم التعرض إلى الضوء أثناء النوم أو قبله أثناء الذهاب إلى البيت، والتناوب بين نوبات عمل الليل والنهار بشكل انسيابي.
وحسب بحث أمريكي جديد، العمل ليلا أو النوم المتقطع بالتناوب يشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان.
فإذا كان ما يزال للشك من موقع حيال هذه الحقيقة، فلقد أكدت دراسة أمريكية جديدة تم نشرها في مجلة "علم الطب الحركي" أن "النوم لساعات كافية جد مهم للصحة، وأن النوم ليلا هو الأفضل مما سواه".
هذه الدراسة بينت بما لا يدع مجالا للشك، الآثار الصحية السيئة للنوم في غير وقته العادي الطبيعي، ووجد الباحثون، أن العمال الليليين الذين ينامون قليلا وفي أوقات سيئة من اليوم ترتفع لديهم فرص الإصابة بالسكري وبالبدانة.
فلقد قام الباحثون بملاحظة أساليب حياة 21 شخصا متطوعا، من خلال التركيز على تغذيتهم وساعات نومهم.
هؤلاء المتطوعون بدؤوا بالنوم لعشر ساعات ليلا، ثم أعقبوها بثلاثة أسابيع من النوم المتقطع، تم أيضا تمديد مصطنع لطول اليوم لديهم إلى 28 ساعة بدل 24، بغرض إخضاعهم لنفس التأثير الذي يحدثه السفر بالطائرة والاضطراب الذي ينتج عن الرحلات الجوية الطويلة والمستمرة. لم يستطع المشاركون النوم سوى ل 6 ساعات لمدة يوم من 28 ساعة، أي بمعدل أقل من 6 ساعات بالنسبة ليوم عادي من 24 ساعة.
خلال هذه التجربة، بدا سريعا على المتطوعين بعض الأعراض المبكرة لمرض السكري، وقد انعكس هذا على وجه الخصوص عن طريق زيادة معدلات السكر في الدم بعد الوجبات، وهو علامة على أن البنكرياس قد بدأ يفرز الأنسولين بمعدلات أقل من المعدلات الطبيعية.
نتائج الدراسة هذه سلطت الضوء على الآثار السيئة للنوم خلال الساعات الغير الطبيعية من اليوم على تنظيم نسب السكر في الدم، لكن بالإضافة إلى ذلك، ثبت لدى نفس الباحثين بالقطع أن نوما سيئا يعادل زيادة 5 كيلو في الوزن خلال السنة الواحدة، مما يعني أن جسم الإنسان لا يعمل بنفس الفعالية بسبب عدم تمتعه بساعات نوم هنيئة ليلا.