صحراء بريس / أسا توصلنا بتقرير مفصل من فرع الجميعة المغربية لحقوق الإنسان بأسا للاحداث التي شهدتها مدينة اسا الاسبوع الماضي وهذا نصه : شهدت مدينة آسا مثل باقي المدن الصحراوية خلال الأسابيع القليلة الماضية، موجة من الاحتجاجات التي تسارعت وتيرتها نهاية شهر أبريل ومطلع شهر ماي،نتيجة عمق الاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي،الذي بات يخيم على المنطقة ككل،بلغت أوجها خلال اليومين الأولين من الشهر الجاري( ماي )حيث ساد استعمال للقوة المفرطة وتعريض أشخاص للعنف مما خلف العديد من الجرحى والمعطوبين بينهم حالات توصف بالخطيرة والحرجة . وتعود كرونولوجيا الأحداث بداية إلى التطورات الميدانية التي عرفها المعتصم المقام بالساحة الرئيسة الواقعة وسط المدينة قبالة مجمع الصناعة التقليدية، أين قرر المعطلون فئة المجازين فوج 2012 نصب خيمة من داخل المعتصم،والذين سبق لهم أن صرحوا في وقت سابق لفرع الجمعية المغربية لحقوق الانسان باسا أنهم ضاقوا ذرعا بسياسة اللامبالاة وسد أبواب الحوار اتجاههم،خصوصا وأن الاعتصام المذكور قارب على إتمام الشهرين حينها دون أن ترتسم في الأفق بوادر للحل المرتقب , منبهين أن السلطات المحلية تراهن على عاملي الزمن والمناخ الحار الذي تعرفه المنطقة بدءا من شهر ماي لإفشال فعلهم وتحجيم مطالبهم ، علاوة على تشبثهم بقاعدة سلمية الوسائل التي يرونها تتناسب وما يرنون إلى تحقيقه من حقوق ثابتة ومثبتة بقوة القانون المغربي والدولي معا كالحق في الشغل بما يضمن العيش الكريم،وإعمال مبدأ المحاسبة بخصوص ناهبي المال العام سواء أكانوا أشخاصا أو أجهزة أو مؤسسات،والحق في التعويض المؤقت عن البطالة ...الخ. و يمكن بسط تفاصيل الأحداث الدامية التي كانت أسا مسرحا لها في ما يلي : v يوم الأربعاء (1 ماي 2013) في حدود الثانية زوالا من هذا اليوم فاتح ماي والذي صادف اليوم الأممي للشغل، ودون سابق انذار تم استقدام أعداد كبيرة من عناصر التدخل السريع التابعة للقوات المساعدة على متن سيارات رابطت على مقربة من موقع المعتصم بالمكان المومأ إليه آنفا بصورة مكشوفة، قبل أن تتدخل لفض اعتصام المعطلين مبررة ذلك لاحقا بضرورة سحب الخيمة التي نصبت من قبل المعتصمين باعتبارها "استفزازا" على حد وصف المسؤولين وعلى رأسهم عامل الإقليم في سياق لاحق. وقد رصدت الجمعية هذا التدخل الذي يوصف بالعنيف اعتبارا لشكله وعدد عناصره و حجم الإصابات التي خلفها في صفوف المعطلين، والذي ووجه برد فعل من الفئة المستهدفة ( المعتصمين) مسندة من قطاعات اجتماعية أخرى، وجدت نفسها معنية باستهداف المعتصم بالنظر إلى احتضانه ساعة التدخل لنساء وأمهات المعتصمين الذين دأبوا على التواجد هناك نصرة لأبنائهم,وهو ما خلف حالة من الخوف والارتباك، سرعان ما تبددت بالتحاق أعداد كبيرة من الساكنة بمختلف فئاتها، بساحة المعتصم ، لتزداد حدة المواجهات مخلفة العديد من الإصابات أغلبها في صفوف المعتصمين و هم : - عواطف أبوض : إصابة على مستوى الساق وحالة إغماء حادة - محمود بوتقلمونت : إصابة على مستوى القفص - حسان التامك : إصابة على مستوى الكاحل - زروكة النصي : إصابة على مستوى الصدر -مرادأبوعمار :كدمات على مستوى الجسم - الغزواني محمد :إصابة على مستوى القدم - البشير الصغير:اصابة على مستوى الساق و قد استمرت المواجهات إلى حدود الساعة الرابعة مساء ، حيث انسحبت قوات التدخل السريع ، ليتم فتح حلقية بموقع المعتصم من طرف المحتجين للتنديد بما وقع والتعبير عن الدعم والمساندة ، رفعت خلالها شعارات تطالب برحيل عامل الإقليم و محاربة الفساد و محاسبة رعاته ، و إدانة أشكال تدبير شؤون الساكنة ، و التنصيص على ضرورة إيفاد لجان تحقيق في ملفات سوداء ( الإنعاش الوطني ، الصحة ، التعليم ، الخدمات ... ) كما رفعت شعارات مرتبطة بالوضع السياسي القائم بالصحراء الغربية من قبيل لا بديل لا بديل عن تقرير المصير،واحد واحد واحد شعب الصحراء واحد... v يوم الخميس (02 ماي 2013 ) و في حدود الساعة العاشرة صباحا فوجئت جموع المعتصمين بمعية أمهاتهم ، بشكل غير متوقع ، بتدخل أعداد كبيرة من عناصر التدخل السريع التابعة للقوات المساعدة على متن سيارات قدرت بال 40 سيارة، تم استقدامها من " تحناوت" الواقعة قرب مراكش، إضافة إلى القوات العاملة بالإقليم. حيث تم في البداية إطلاق صافرات الإنذار بشكل هستيري تجاوز دوره الإنذاري ليؤدي دورا ترهيبيا، وفي أعقاب الهجوم على المعتصم تمت مصادرة محتوياته، والاتجاه شرقا صوب شارع الزاك ،وبالضبط إلى "المكتب الوطني للكهرباء" أين نصبت خيمة لساكنة الحي احتجاجا على استمرار العمل بأسلاك التردد العالي المكشوفة والمحاذية لنوافذ وأسطح البيوتات والمنازل، والتي تخلف مابين الفينة والأخرى ضحايا ومعطوبين ، كان آخرها وفاة عامل في ورش بناء ، والتسبب في إعاقة بالغة للتلميذ "محمد بوتقلمونت" بالشارع المذكور. وبمجرد وصولها الى المكان المذكور بادرت قوات التدخل مرة أخرى إلى مصادرة خيمة المحتجين ، لتعود أدراجها إلى ساحة المعتصم مكان نشوب المواجهات مع المعتصمين و التي اتسعت رقعتها لتصل إلى شارع لعوينة ومنه عمت أغلب أحياء المدينة نظرا لتزايد عدد المحتجين بشكل كبير وانخراط شرائح اجتماعية أخرى بحيث لم يعد الاحتجاج مقتصرا على فئة المعطلين/المجازين . و قد دامت هذه المواجهات زهاء ال 6 ساعات متواصلة، و لم تتوقف إلا بعد دخول لجنة مكونة من مشايخ وممثلي هيئات سياسية وحقوقية ونقابية على عامل الإقليم - بعد أن قوبلت بالرفض أول الأمر - و مطالبته بالوقف الفوري لهذا التدخل العنيف والاستعمال غير المبرر للقوة في حق المتظاهرين سلميا ، الأمر الذي نجم عنه إصدار الأوامر إلى قوات التدخل قصد الانسحاب حوالي الساعة الرابعة مساء .وبعد ذلك اتجهت جموع المحتجين إلى مقر عمالة الإقليم للاحتجاج عن قرب على المسؤول الأول للإقليم وتحميله مسؤولية ما جرى، وما سيترتب عن ذلك في حال لم تؤخذ مطالبهم بعين الاعتبار، وهو ما جرى التأكيد عليه مجددا في حلقية نظمت في ساحة المعتصم رددت فيها نفس الشعارات.كما لوحظ اثناء المواجهات رفع اعلام جبهة لبوليساريو من طرف بعض المتظاهرين و قد خلف هذا التدخل وفق ما تحصل للجمعية من معطيات, مداهمة بعض المنازل ،العديد من الإصابات المتفاوتة الخطورة نذكر ما تحصلت عليه الجمعية : - بيحنا عمر : ثلاث كسور على مستوى الحوض بعد دهسه بسيارة الأمن وهو لازال طريح الفراش بالمستشفى الإقليمي بمدينة كليميم - خليهنا واركزيز : إرتجاج على مستوى الدماغ وهو لازال بالمستشفى العسكري بمدينة كليميم حالته حرجة - بوبكر أنزيط : إصابة على مستوى الساق والكاحل - الخراط حسان : إصابة على مستوى الرأس - فاطمة أحايك : إصابة على مستوى الركبة - الحسين شويعر : إصابة على مستوى القدم والرأس - المهدي مستغفر : إصابة على مستوى الرجل واليد - عيدة بولصباع : كدمات واحة على جسمه - محمد مسو:اصابة على مستوى الرجل - عزيز بو تزكرنت : إصابة على مستوى الرأس - بوزيد لكدالي رضوض على انحاء متفرقة من الجسم - الكنتاوي الخرشي : إصابة على مستوى الظهر والساعد - حمادي إبراهيم : إصابة على مستوى القدم - هيبة بوركعة : إصابة على مستوى الرجل اليسرى - السالكة أيوب (إمراة مسنة ) : إصابة على مستوى الفخذ - حسناء بولكلايع : إصابة على مستوى الوجه - أ م الخير لمغيفري : إصابة على مستوى الفخذ - أبراهيم كريبيس : إصابة على مستوى القدم والساق - محمد القدمي: إصابة على مستوى القدم - خليفة الركيبي : إصابة على مستوى القدم - ابراهيم بيرمان : إصابة على مستوى الحوض - مصطفى عبا : إصابة في اليد اليسرى - محمد بولوز: أصيب بجرح غائر على مستوى الرأس - عثمان العراك: إصابة على مستوى الساق
و تجدر الإشارة بعد عرض هذه الأحداث إلى تسجيل فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان باسا الزاك جملة ملاحظات، على نحو ما يلي : ٭ أن الأحداث التي شهدتها مدينة آسا 1 ,2 من شهر ماي 2013 تعيد للأذهان انتفاضة 24 شتنبر 1992 التي ووجه فيها المحتجون بالرصاص الحي، و ذهب ضحيتها العديد من الأبرياء، و هو ما تخشى الجمعية من تكراره و الوقوع فيه, ٭ أن التبرير الذي ساقته السلطات المحلية لتسويغ التدخل الذي وقع يوم الأربعاء والمتمثل في" نصب الخيمة" من داخل المعتصم، لم يكن موضوعيا بالنظر إلى أن التدخل في اليوم الموالي "الخميس" لم يتم فيه نصب أية خيمة أو حتى مجرد التلويح بها في المعتصم. ٭ أن عدد عناصر ووحدات التدخل السريع لم يكن يتناسب وعدد المعتصمين والمحتجين.كما لم يراعي تواجد فئات ذات حساسية خاصة( النساء و الأطفال و المسنين ). ٭ أن التدخل الأمني في حق المعتصمين بآسا، وازاه حصار أمني شديد بكل من جماعة "عوينة ايغمان" وبلدية "الزاك" ، خصوصا وأن معتصمي هذه الأخيرة قد هددوا طيلة اليومين ( الأربعاء والخميس) بالزحف نحو منطقة "المحبس" بحكم أنها تدخل في نطاق الأراضي المتنازع عليها . ٭ رصدت الجمعية استقدام وحدات من القوات المسلحة الملكية العاملة بمنطقة "الفارسية" على دفعتين ، الأولى رابطت بالزاك وضمت حوالي 46 سيارة عسكرية ، والثانية بالمدخل الشرقي لمدينة آسا، قدرتها مصادر الجمعية ب 7 شاحنات عسكرية و سيارة واحدة. ٭ تم استقدام وحدات كبيرة العدد من الدرك الملكي إلى المدينة، إلا أنه لم يثبت مشاركتها في التدخل الذي استهدف المحتجين.
و الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع أسا الزاك ، إذ واكبت هذه الأحداث منذ إرهاصاتها الأولى من موقع الرصد و المراقبة و التتبع ، لا يفوتها التذكير إلى أنها نبهت السلطات المحلية و عموم الجهات المعنية في أوقات سابقة من خلال بياناتها و بلاغاتها ،إلى ضرورة التعامل الجدي و المسؤول مع كافة الملفات و المطالب، التي تعبر عن احتياجات و انتظارات قطاعات اجتماعية واسعة ، تخترقها الهشاشة و الإقصاء الاجتماعيين،بالشكل الذي عمق منسوب الاحتقان السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي. كما تسجل الجمعية في هذا الإطار استخفاف المسؤول الأول عن الإقليم بطلبات عقد جلسات حوار و تواصل بخصوص القضايا التي تهم المنطقة و ساكنتها و في مقدمتها القضايا ذات الطابع الحقوقي بما ينسجم و انشغالات الجمعية .