اعتذر بداية إن كنت تأخرت على القراء الأعزاء وقطعت عليهم حبل مواصلة التواصل وإنعاش الذاكرة والنوسطالجيا،وأود أن أتقدم لمن اتصل منهم أو ساهم او علق وهذا هو المبتغى بجزيل الامتنان والشكر وطبعا لخفافيش الظلام أيضا المرافقين للأجزاء السابقة تحت مسميات أجملها في الحقد الدفين والتي على أية حال لن تثنيني عن مواصلة ما آنا مقتنع به....ثم لابد دائما من استحضار الترحم على الشخوص وغيرها وأقربائها وذويها التي غادرت هذا الكون وآنا اتهيا لكتابة هذا الجزء غادرنا عدة أناس منهم الراحل لعريش وأيضا للمرضى من شخوصي/شخوصكم الشفاء ومنهم السكالي "عويو"آخ "حيشا"إنني لااتغيا التصغير أو التنابز بالألقاب بقدرما ما أحاول جهد المستطاع تنشيط الذاكرة الجمعية لهذه المدينة الصامدة... إن الحديث عن شخوص وتواريخ وأمكنة أيضا بالنسبة لطانطان قد يتطلب مجلدات وأتمنى تدوينها بعد التنقيح والتصحيح،فلايمكن مثلا أن نتحدث عن طانطان وتاريخه بالنسبة للأمكنة كما أسلفت في أجزاء سابقة دون التوقف كثيرا أمامها،وسمحت لي ظروف بملاقاة الأحياء قبل رحيلهم مثلا الفقيد الراحل "سرخينتو"لزعر الذي ذكرني الشيخ الصديق محمد الأمين ولد السيد هو انه خسارة لطانطان ولتاريخها أن لم تكرم "السرخنتو"طبعا وغيره كثيرون وعندما ذكرت المعارك مع جبهة البوليساريو فإنني لم اذكر كثيرين ولعل واحد منهم طل في الذاكرة لخصاله وأنفته من اجل وطنه وعمله وهو الراحل المهدي بويا والراحل لحبيب حبوها والراحل لفيطح ووو، في حين كرم وأغدق في الكرم وزيادة وفي كل زيارة للمناديب السابقين للمقاومة أناس آخرون،لايمكن أن نتحدث عن طانطان وشخوصها دون الحديث عن الراحل أبا الشيخ أبا علي وسيارة البوجو404 وجلابيبه المتميزة قبل الدراريع وجمعتني به سويعات ولحظات قصيرة للأسف واحتفظ واعتز بعلاقاتي بالأسرة الكريمة واسر آخى صحراوية وامازيغية أتمنى أن أسدي لها بذكرها وتمجيدها جزء من الفضل الذي تستحقه مني ومن طانطان لان فضلهم علي وعلى طانطان كثير،ابطيح والريح لمستريح على عهد الراحل عبد السلام وماادراك من عبد السلام عمارة،في لحظات أيضا سرقت منه بعض المستملحات ،ومنها الجدية وعدم الانتظار لانجاز أي عمل... "مريشي الكرشة"وجزارون كثر مروا من هنا وكانت أمهاتنا لما يشتقن للأحشاء وغيرها لابد أن تقصد المكان للأسف أصبحت حوانيته خشبا وغيره أطلال من زمن جميل مضى،"اميرو" "ولبوهي" رحمهم الله يذكرون بهذه الصفة ونسجت حكايات حول طريقة ذبحهما للأضاحي ونحر البعير وغيره،وطبعا هناك آخرون،عندما نذكر المار شي فالكل يتذكر أمبارك الخضار أطال الله عمره والذي ايضا اشتغل في الجيش الإسباني وحكى لي منذ أيام فقط حكايات كثيرة سأرويها بلسانه فيما بعد صديق وتحية من خلاله لقبيلة أولاد تيدرارين وطبعا اذكر دائما أن ذكر القبائل أو الشخوص هو تكريم وليس غايته القبيلة في حد ذاتها لأني متشبث بكون من يقزم دوره في عرق أو قبيلة أو عرش أو فخد وهي على أية حال مسميات فقط،فهو متخلف لان الأصل كما قال الله في القران الكريم:"يا أيها الذين امنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم"وطبعا يظهر أن الكريم هو التقي وليس المنتمي للقبيلة والتعارف فيه رسائل وحكم،أمبارك الخضار حكى لي عن المار شي والذي كان بالقرب من محل بيع السجائر لبن الطالب رحمه الله وتلك حكاية أخرى لعائلة صدوق التي تجمعني بها أخوة في شخص أمبارك بالأساس وزميلة الدراسة الزهرة والأصل دائما أن طانطان كانت عائلة واحدة تحاول أطراف تفريق سبلها بمناسبة وبدونها والواعي هو من يتذكر ويستذكر لان من ليس له ماض لايكون له حاضر وبالمنطق لن يحلم بالمستقبل، أمبارك لامين بالنسبة للخضارة فيما بعد سيمنحه "المخزن"400متر(كما قال) هناك لأنه نشر خيمة(قال كيطون)للخضر بعدما جلب شاحنة محملة بها وغريب انه أيضا استدرك وقال كنت أبيع للجيش وكان بطانطان فيلقين منه،ابتداء من الرابعة صباحا،أما الآن فالمار شي لايفتح أبوابه إلا في الثامنة والنصف،ثم أضاف ان قائدا لما رأى في جولته الخيمة والخضر أمره بالالتحاق به في العمالة وطبعا لقديمة مكان الآن مايصطلح عليه قطب سوسيو ثقافي أنجز في إطار توصيات اليونسكو،أتدرون من هو القائد الذي استقبل أمبارك الخضار أوائل السبعينيات بحسبه لاستفساره عن هويته وهو القادم من سيدي افني ظانا انه من قبائل بايت بعمران ربما ونشر خيمته وبضاعته،انه الراحل ابريكة الزر والي...إبراهيم العطار أطال اله عمره لاتقولوا أنكم لم تشتروا لديه اي شيء بالبث والمطلق لابد من زيارته في حانوته المتواضع ولنا معه حكايات ومطاردات أيضا خاصة أيام عاشوراء وشراء "الراقية" والقنابل"ووو...الجميل في طانطان أن شخوصها موزعة ربما بالعدل المفقود الآن للأسف،في كل حي كانت شخصية وتاريخ،رحم الله محمد لحواش الذي ربما امتلك نصف طانطان،صاحب "الكيفان"والمعاني واللغة الاسبانية التي لاياتيها الخطأ أبدا رغم خرفه ينطقها بلسان سليم حسب من يعرفها وجالسته وبصحبة رفاق وأصدقاء يتقنونها فبهثوا من فصاحة لسانه لقب لحواش أطلق عليه رحمه الله لكثرة حكايات الاحواش التي كان يمتلكها وربما نزعت منه أو نصب عليه واذكر فيما تبقى من هامش في الذاكرة انه بالضبط كان "مريكل" على متاجر قرب السوق المركزي ،أي المار شي،مكان تواجد مقهى الآن ويطالب قاطنيها بالكراء أو الإفراغ؟؟ للكثيرين وربما كنا نحن الصغار نتذكر ذلك وكأنه اليوم،حكايات مع "طهارة"أو لختانه ولكن شخص أيضا رسم في خيال الكثيرين وهم الآن مسؤولون في الدولة بهبة وخشية كبيرتين الراحل بابا "لفرملي"عندما يذكر يتحسس البعض جسمه خوفا ورهبة أيضا يتقن جزء من الاسبانية جاورته قليلا بالقرب من لعمالة لقديمة أو على الأصح ملعب التنس،يقوم بعمله ملتزما بالتوقيت والخيلاء في مشية معتدلة بالوزرة البيضاء تضفي إحساسا غريبا على المكان الذي يوجد فيه المستوصف وهو من بقايا بناية اسبانية جميلة يجب إفراغها من المستوصف وبناء آخر لأنها جزء من تاريخ ومعالم وتحف المدينة،ثم لأبناء العسكر إلى جانب الراحل بابا هناك "الطبيب لبوهي"والدتي شفاها الله لايمكن أن تزور طبيبا لفحص أذنها غير لبوهي وطبعا الطهارة وغيرها وله معي ومع العائلة وسكان طانطان ألف حكاية ومحفظته العجيبة التي يتأبطها أثناء كل زيارة لمريض آو إجراء عملية لختانه تحيل على اسم ترتعش له فرائص الكبار قبل الصغار.شخصية أخرى أتذكرها كلما هممت بالذهاب للوطية أو على الأصح لبلايا بمحطة ثلاثة البولات التي لها معنا حكاية والقوافل السينمائية طمانكو وأشرطة وثائقية وتحسيسية وغيرها ولاتقولوا أنكم لم "اتكلوا"علقة "بالسركوس"انك ننم لستم من أهل الحي أثناء مرور دورية لفتوة لخميس لقديم وماجا وره،هذا الشخص للأسف أتمنى أن أتذكر اسمه كان سائق تاكسي أجرة كبيرة الملقب بلفيكي والشيب يملا رأسه أثناء استراحته بالشاطئ قبل العودة إلى الديار يسبح سباحة أتحدى أن يكون سباح شاب قد قام بها،وبمازره العجيب المهلهل إلى الركبة،يا سلام اتامله ومعي أصدقائي وهو يسبح على طريقة زويركة ومستلقيا على ظهره. أيضا ومع توالي الأيام وعندما بدأت أتحسس طريقي في عالم الصحافة وقد كنت أراسل إذاعة هنا لندن منذ سنة1980 وللأمر أيضا حكاية ربما لايخلو منها بيت مع الراديو القديم وساعة بيكبين وكرينيش وتوقيته وساعة دوكما،وللنساء مورتيما أو سايكو سانك، والآباء يلجؤون له للاستماع لهذه الإذاعة ومصداقيتها ومذيعوها لايمكن أن اطعن شخصيا فيها أو فيهم أمام الوالد أطال الله عمره والذي كان يحفظ أسمائهم وصلاة الفجر بتوقيت غرينيتش وساعة بيغ بين وصوتها ورنين أجراسها اسمعها وانتظر أن يوقظني وإخوتي للمدرسة،لاواجه باصوات الماعز وشخوص الزقاق وأتذكر الراحل ولد أحبابي والراحلة هليلة ولملد وزايد وهم يتبادلون مع الوالد وغيره تحية الصباح وعبد الله عابد وو رغم إزعاجها لنا يحدث الصوت رجة في صباحيات طانطان الباردة توعا من الدهشة والخيال حول الراديو ومن فيه والساعة، وهو من وجهني ربما لعالم الصحافة العجيب،شخص غريب الأطوار نسجت حوله حكاية انه من الاستخبارات انه بنعيسى:"ها العالم لابينيو او لوماتان والمحغغ واخبار السوق..."بهذه الأصوات ينادي وكنا نعايره بلكنته المحغغ اي المحرر المفقودة التي قراتها منه خفية ب1.20درهم،فيصيح في مقلديه/"سير الله يعطيك الدغسة ويكون لفرماسيان ساد"ماهو فالكم جميعا أحبائي. للحديث بقية وشخوصنا لازالت في ذاكرتنا والأمكنة هي التي ستحييها إن ترجلت من فوق هذه الأرض آو لازالت حية ترزق...