صحراء بريس / محمد سالم - كليميم كليميم من مدن التي تفتقد إلى أماكن لقضاء الوقت ،والترفيه خلال الصيف الحار ،وبدلك يضطر سكانها إلى الارتكان في البيوت أو المقاهي ، هاته الأخيرة تتوزع في كل شوارع المدينة بل في بعض الشوارع الرئيسية تصطف جنبا إلى جنب ، و يحاول مالكي المقاهي التفنن في الوسائل الإغراء من اجل جلب اكبر عدد ممكن من الزبائن حتى يصبحوا دائمين و يتحولوا إلى مصدر رزق قار للمقهى ، ومن حسنات هدا التوافد الدائم على المقاهي توفير فرص عمل لأبناء المدينة التي تفتقد إلى مصانع أو ورشات للعمل وكذلك زيادة مدا خيل المدينة حيث تعدد الضرائب المفروطة على المقاهي خصوصا في الصيف اد يتوافد العديد من الزوار وخاصة من المناطق القريبة حيث الحرارة مفرطة ولا تحتمل. لكن الملفت للنظر هو ظهور مقاهي بخدمات غير عادية عكرت الأجواء وأشاعت عادات مرفوضة اجتماعيا ويتعلق الأمر بمقاهي الشيشة وتعمل بدون ترخيص لهده الخدمة بل هناك من مقاهي الشيشة ليست له حتى رخصة مقهى عادية ، توجد في كلميم أربع مقاهي معروفة بزوارها من المدمنين على الشيشة ومن فئات عمرية مختلفة والأخطر من هدا توافد القاصرين والقاصرات نظرا لتصاميم هده المقاهي وكذلك لسهولة تناول شتى أنواع المخدرات في جو مختلط وبعيد عن الأنظار، و تتحول بطريقة مباشر أو غير مباشرة إلى أوكار للقوادة ، تتوزع مقاهي الشيشة في كلميم على خط مستقيم انطلاقا من قسارية السوق حيث توجد مقهى الخيمة وتتميز بديكوراتها التقليدية فالواجهة مغطاة بالقصب ولا يمكن للمارة أن يعرفوا من يتواجد داخل المقهى في حين الزبائن يتمتعون بالنظر إلى الشارع العام ، أما البقية فتتواجد كلها بشارع افني فالأولى توجد داخل قيسارية كان من المفروض أن تخصص محلات القيسارية للتجار ولكن مع قلة الرواج التجاري اختار أصحاب القسارية أن يكتروا بعض المحلات لصاحب المقهى الذي بدوره تفنن في ديكوراتها حتى تصبح مناسبة لجو الإدمان و يتوهم قاصدها نفسه في مكان غير مدينة كلميم ، وغير بعيد عنها أي مقهى القيسارية نجد مقهى أخرى اختار لها صاحبها اسم من أمريكا اللاتينية حتى تصبح أكثر جاذبية هده الأخيرة توجد داخل حي سكني مكتظ في غياب شروط السلامة لا قدر الله اد تفتقر لأبسط شروط الأمان ولا توجد فيها ولو قارورة إطفاء ناهيك عن رائحة الشيشة التي تسبب الأضرار للمدخنين السلبيين من أطفال وشيوخ ونساء ، بل تعمل بدون أي ترخيص، للإشارة فبقية مقاهي الشيشة الأخرى لها تراخيص تقديم مشروبات أو مأكولات للزبائن ،و بعد أن طفح الكيل وتحولت إلى وكر للدعارة ومكان يرتاده القاصرين والقاصرات وأصحاب السوابق العدلية مما بات يهدد سكان الحي ومع تعددت شكاوى السكان تحركت السلطات المحلية بقيادة قائد المقاطعة وتعرض القائد واحد مرافقيه للضرب من طرف صاحب المقهى ليثم استدعاء فرق التدخل لحماية القائد ، وتم تسليم صاحب المقهى الى عناصر الشرطة القضائة بعد مقاومة وسب وشتم للقائد ومساعديه من رجال القوات المساعدة ، لكن ما أثار استغراب السكان إن المقهى عادة إلى العمل و بنفس الوثيرة وصاحبها افرج عنه بكفالة رغم الضرب والسب والشتم والاهانة التي لحقت بالقائد ،و لازال متابعا في حالة سراح وهنا تثار مجموعة من التساؤلات عن الجهة التي تقف وراء مثل هؤلاء الأشخاص العابثين بصحة الناس . وأخيرا مقهى الرجال الزرق حيث تتواجد بنفس الشارع أي شارع افني وبنفس موقع مقهى الخيمة أي على واجهة الشارع العام، و لا تختلف من حيث الخدمات عن المقاهي الاخرى وكذلك كبديل عن الركود وتراجع رواج الفندق كمقهى القيسارية ، تدخين الشيشة عادة جديدة في مجتمعنا المغربي و لها أضرار كثيرة ومتنوعة ، فحسب مسؤولي منظمة الصحة العالمية أضرار الشيشة تفوق السيجارة بعشرات الأضعاف ، فقد أظهرت الأبحاث أن تبغ الشيشة يحتوي على ضعفي كمية النيكوتين الموجود في السجائر إضافة لعدد هائل من المواد السامة، أهمها النيكوتين وأول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة، بالإضافة إلى وجود مواد مشعة ومواد كيميائية زراعية ومبيدات حشرية. وأضرار الشيشة على صحة البشر لا تقتصر على قائمة الأمراض القاتلة المرتبطة بدخان التبغ بل تتعدى دلك إلى أمراض معدية خطيرة ، ودلك بالنظر إلى طبيعة الشيشة كأداة يشارك فيها أكثر من مستهلك واحد وينتقل مبسمها من فم إلى فم حاملا معه عوامل العدوى ، ونظرا لجهل الآباء بخطورة الشيشة فان ردة فعل الأسر تجاه تدخين الشيشة ضعيفة وتأثيره غير ملموس في الأبناء المدخنين ، كما أن كثيرا من الآسر تعرف بتدخين أبنائها للشيشة ولا ترى غضاضة كبيرة في دلك . وفي تقرير المكتب العالمي لمنظمة الصحة العالمية لسنة 2010 أن الشيشة تتسبب في : التهاب دائم بالجيوب الأنفية ، الكحة الدائمة ، ضعف النظر ، الصداع الدائم ، فقد الشهية ، الضعف الجنسي ، فقد التركيز ،موت ألاف الخلايا الدماغية ، وحسب نفس التقرير أضرارها لا يكون مباشرة وإنما مع التعود عليها ، وهدا أكثر خطرا حسب التقرير لأنها تقتل الخلايا . مع كل هاته المعطيات أليس من واجب الجميع التحرك سواء سلطات أو مجتمع مدني من اجل وقف هاته الآفة وهدا الخطر الذي يتربص بأبنائنا، وعلى المصالح الطبية سواء التابعة للبلدية أو مندوبية الصحة تحمل المسؤولية والتحرك بسرعة وبحزم قويين ، لأنه لاشيء يبرر القتل العمد حتى وان كنا نبحث عن وسائل لجلب نوع معين من السياح فيجب علينا مراعاة صحتهم حتى نضمن عودتهم .