أصبح تدخين الشيشة في مراكش بصفة خاصة والمغرب بصفة عامة موضة شائعة تلقى إقبالا متزايدا ليس من قبل الذكور فحسب وإنما أيضا من قبل النساء الشابات اللواتي حولن بعض المقاهي إلى أماكن للقاءات بين الأحبة واللهو ومقابلة سياح خليجيين تحت أنفاس الدخان قد تتطور في حالات كثيرة إلى علاقات جنسية خارج هذه الفضاءات. "" وتعمل وسيطات الدعارة والشواذ على نقل نشاطهن إلى المقاهي الخاصة بتدخين الشيشة، خاصة أنها تجتذب يوميا عشرات الشباب والفتيات من مختلف الأعمار، إلى جانب السياح الأجانب وتعتبر مقهى قصر لبنان بجليز أول مقهى للشيشة في مراكشبينما تنتشر باقي المقاهي في الأحياء الراقية كالدوديات ودوار العسكر والحي الحسني وشارع محمد السادس وشارع الحسن الثاني والأحياء الشعبية كسيدي يوسف بن على والمدينة القديمة والمحامبد وأغلبها تسير من طرف مواطنين سوريين وتعرف إقبالا كبيرا مع حلول شهر رمضان الأبرك . وشنت السلطات الأمنية حملات موسمية توقفت بدعوى عدم وجود قانون يمنع استعمال الشيشة وهذا خطأ بل هناك قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة كالمقاهي وغيرها خاصة أن مكونات التي تستهلك بواسطة الشيشة أو النارجيلة كالتبغ أو الجراك أو المعسل والتي يمكن مزجها مع مخدر الشيرا لا تختلف عن مكونات تبغ السجائر ودخانها, حيث أن بها ما لا يقل عن 4000 مادة سامة, أهمها النيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون والقطران والمعادن الثقيلة والمواد المشعة والمسرطنة والمواد الكيميائية الزراعية ومبيدات الحشرات والكثير من المواد السامة . وهناك اعتقاد لدى الكثيرين بأن تدخين الشيشة أقل ضرراً من السيجارة, و ذلك بسبب الاعتقاد السائد بأن مرور الدخان من خلال الماء الموجود في الشيشة يعمل على ترشيح الدخان من المواد الضارة وبالتالي تقليل الضرر الناجم عن تدخين الشيشة. وقد تبين خطأ هذا الاعتقاد من خلال تحليل الدخان الخارج من فم مدخن الشيشة على أنه يحتوي على نفس المواد الضارة والمسرطنة الموجودة في دخان السجائر كما أكدت دراسة ألمانية علمية حديثة أن تدخين الشيشة خطر على الصحة أكثر من تدخين السجائر، وأن أعداد الوفيات بسبب التدخين في ازدياد مستمر في العالم وقال أحد الباحثين أن الفرق بين تدخين الشيشة والسجائر كبير جدا، وعلل بأن دخان الشيشة يحتوي على كميات أكبر بعشرين ضعفاً من غاز أول أكسيد الكربون ويحتوي أيضاً على نسب أعلى من النيكوتين والقطران التي يحتويها دخان لفافة التبغ، ووفقاً لهذه الدراسة فإن ما يقرب من (5) ملايين شخص يموتون سنوياً من جراء التدخين غالبيتهم من الدول الفقيرة وأن أعداد الوفيات سيرتفع مع حلول عام 2025 ليصل إلى ما يقرب من 10 ملايين حالة وفاة سنوياً إذا ما استمر استخدام الشيشة . ويطالب عدد من المراكشيين السلطات المحلية العمل على تطبيقمقتضيات قانون منع التدخين في الأماكن العامة. ورغم عدم وجود أي قانون يرخص استعمال الشيشة في المقاهي واحتراما لقدسية شهر رمضان فإن رجال الشرطة مطالبون بمحاربة ظاهرة انتشار مقاهي الشيشة بحزم وقوة حتى نتمكن من إنقاذ شبابنا من مخاطر المواد المستعملة في الشيشة .