لقد قيل قديما " وكل إناء بالذي فيه ينضح " أي يرشح وقال الشاعر: " ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم" لقد استبشر الناس خيرا بإحداث عمالة سيدي افني ،فتبعتها بعض المصالح الخارجية التابعة لها ومؤسسات عمومية إقليمية أخرى، لكن المفاجأة الكبرى وما لم يكن في حسبان أهل الإقليم هو أن جميع المصالح المحدثة عين على رأسها أشخاص" مظليون" من خارج الإقليم من بينها المجلس العلمي المحلي ، خاصة وان أهل الإقليم يظنون انه سيعين في رئاسته واحد من أبناء المنطقة لمعرفته بأحوال البلد وأهله وتقاليدهم على غرار الأقاليم الأخرى ليكون له الدور الهام في حل كثير من مشاكله المستعصية إلى الآن ، ولكنه حدث العكس فتم تعيين رئيس لا صلة له بالبلد ولا يريده أهله، لأنهم يرون فيهم من يستحق أكثر، من منصب رئيس المجلس العلمي ، كما أن الرئيس الذي أرسى مظلته بهذا المنصب رغم أنوف كل البعمرانين، لا يصدق عليه قول القائل أهل مكة أدرى بشعابها... ويزيد الطينة الإقليمية بلة، الدور المنعدم للمجلس العلمي المحلي على مختلف الساحات بل المسيء لأهل العلم بالإقليم؛ يتجلى هذا واضحا فيما صرح به "السيد الرئيس" أمام جموع غفيرة من الفقهاء والعلماء والأئمة وطلبة المدارس العتيقة البعمرانية في الموسم الديني سيدي زكري بقبيلة ايت يوب ايت بعمران يوم 18/05/2012، وأمام أعيان وسكان القبيلة من غير حياء ولا نظر في العواقب ولا اعتبار لشيخ المدرسة "سيدي إبراهيم أمراح "المجاهد المعروف بيقينه وكرمه الذي تخرج على يديه أفواج هائلة من حملة القرآن برواية ورش وروايات أخرى . وجعل "السيد الرئيس" موضوع حديثه تحريض الطلبة على مغادرة هذه المدارس العتيقة البعمرانية ،الاخصاصية ،الرخاوية والمجاطية، والذهاب إلى غيرها ليتلقوا فيها العلم، وكان الأجدر به أن يشجعهم على البقاء في هده المدارس التابعة لنفوذ مجلسه العلمي لا أن يوصي بإفراغها... ويصف هذا" الرئيس" مدارس الغير بأنها نموذجية، وكأن مدارس إقليمسيدي افني مجرد أكواخ تأوي رهبانا ومجانين لا علاقة لهم بالواقع ولا يسايرون العصر، هل "السيد الرئيس" يخفى عليه أن في الإقليم من البحر غربا إلى أقصى مجاط شرقا مدارس علمية وقرآنية؟ كما يزخر الإقليم بالعلماء والشعراء والقراء والمقرئين وكذا مدارس تجمع بين الأصالة والمعاصرة؟ استقبلت نظام التعليم العتيق كمدرسة المسجد الكبير بمستي المركز ،مدرسة سيدي حساين بتيوغزة، مدرسة الفتح الودادية بسيدي افني، مدرسة بوكرفة ومدرسة اصبويا المركز... وكلها تابعة ترابيا لدائرة افني، ولا ننسى منها المدارس التابعة لدائرة الأخصاص، لكن "السيد الرئيس" قال هذا عن عمد وقصد، أضف إلى ذلك انه قال للحاضرين " يظهر لي أنكم لن تكونوا شيئا في المستقبل إذا بقيتم هنا "ونسي أن هؤلاء الطلبة وافدون على مدارس الإقليم من جهات مختلفة داخل المملكة وحتى من بعض الدول المجاورة كموريتانيا، والطامة الكبرى أن "السيد الرئيس" يضرب بتقاليدنا المغربية الأصيلة عرض الحائط فهو يشنع عليهم الذهاب إلى هذه المواسم الدينية ويستقبحها وعدٌها من باب تضييع الأوقات كما قال للشباب والطلبة "لا تطلوا من تحت أقباب جلابيبكم مطأطئين رؤوسكم فإن ذاك زمن ولٌى..."قال هذا بنوع من السخرية، "فنحن المستمعين والله لقد حرنا فلا ندري ماذا نفعل ؟ كيف والملك يذهب إلى هذه المواسم الدينية لحضور تلاوة القرآن الكريم والتبرك بها وحضور الدعاء الصالح فيها وهو لابس للجلباب كما باقي علماء الأمة في المغرب على هذا النهج قديما وحديثا" يقول احد الفقهاء،ويضيف أحد العارفين بتاريخ "السيد الرئيس" "نحن نؤمن بأن هذا الذي يستقبحه علينا الرئيس المحترم من صميم تقاليدنا، ولو فكر قليلا وحلل لأدرك أن في هذه المواسم والتقاليد فوائد جمة ،والعجيب الغريب أن هذا الرئيس من أبناء المدارس العتيقة ولكن لم نجهل أن له معارضة لشيخه بمدرسة الكريمة بالساحل في هذه التقاليد، ولا نغفل كذلك أنه كان من السلفيين لما كان إماما وخطيبا بمسجد اذزكري بتزنيت، وقووم حتى ذهب إلى اكادير وهناك ظلٌ في خبر كان، حتى عين رئيسا للمجلس العلمي المحلي بسيدي افني، عن عدم ترحيب به من أبناء الإقليم، وكأنه لا علماء ولا أساتذة في البلد"، وما يدهشنا أكثر يستدرك أحد الغيورين:"أين دور الدولة والجهات المسؤولة في البحث قبل التعيين؟ ولكن ينبغي أن يًًًًًًُُعلم أن أبناء المنطقة من أذكى عباد الله، فهم على علم مسبق أن الزبونية والمحسوبية دخلت على الخط وفرضت من أرادت، وكذلك أصحاب المال،قبح الله المال الذي لم يوظف في مكانه الصالح النافع العام".