قرأت بإحدى الجرائد الإلكترونية التي تتم إدارتها من الطنطان ، مقالا من خلال الموضوع المتناول فيه ، تكشف الجريدة لقراءها عن توجهها وتوجه المشرفين عليها حيث تم بذل جهد جهيد في مدح السيد الكاتب العام والثناء عليه ، وعلى الإنجازات الجبارة التي قام بها للنهوض بالإقليم ، حتى إن القارئ ليخال أن الطنطان أصبحت بفضله المدينة الفاضلة. هذا مع تقزيم العامل السابق الذي لم تكن له خبرة في التسيير حسب المقال ، وأن تجديد ثقة الدولة فيه للمرة الثانية ما هو إلا دليل على أن السيد الكاتب العام ، كان يعمل كرجل واحد وسط الطوفان. يبدو واضحا وجليا لذوي العقول النيرة وبدون حاجة لأي توضيح بأن صياغة المقال ونشره تمت بإيعاز من السيد الكاتب العام بعد رحيل السيد مرغيش عملا بالمثل الشعبي "إلى غاب السبع يشطحوا لقرودة " وهذا نص المقال : " لعل الحديث عن محمد بدراوي الذي استقر به المقام بطانطان ككاتبا عاما ثم عاملا بالنيابة حسب رأي الشارع المحلي، حين تم تنصيب العامل السابق أحمد مرغيش الذي أثبت عدم قدرته المهنية في تسيير شؤون الإقليم وأيضا تسجيله لمجموعة من الخروقات و السلوكات المشينة . فالكاتب العام نسج الشارع حوله تلك المسلمة لما يتمتع به من كفاءة وباحترام وتقدير الجميع من خلال اشتغاله اليومي وتتبعه لكل صغيرة و كبيرة. و هو الذي قدم خدمات جليلة للإقليم وله كفاءة عالية في التدبير،اذ خطط لعدة مشاريع مهمة بالطانطان و أشاد مواطنون ومتتبعين بالنقلة النوعية التي عرفتها عمالة الاقليم بعد سبع سنوات و نصف على حلول الكاتب العام محمد بدراوي. المسؤول الحالي اقترح و اقام مشاريع جد مهمة تستفيد منها فئة فقيرة بشكل بنيوي ومستدام وأحسن مثال في هذا الخصوص بناء وتجهيز مركز تصفية الدم الذي لا يوجد حتى في كثير من المدن الكبرى. مركز سيخفف من آلام ومعاناة عدد كبير من المواطنين وعائلاتهم. هو مشروع كان مرغوب فيه منذ زمن بعيد، وله أثر ايجابي على المستوى المتوسط والبعيد، إنه مشروع له طابع سوسيو-سياسي، مشروع نجح من خلاله في محاربة سياسة قديمة وخبيثة حالت دون تحول المجتمع والانتقال به من مجتمع استهلاكي اتكالي ريعي الى مجتمع انتاجي وعملي ومبادر. وعمل الكاتب العام على اضفاء لمسات جديدة على موسم طانطان لنفخ الروح فيه ، من خلال استقطاب وجوه فنية و سياسية مهمة جدا ، و كذا العمل على فتح المجال أمام محتضنين جدد للمساهمة في تثمنين الموروث الثقافي.. حفز ايضا أغلب جمعيات الاقليم ، و نسق معها لانجاز أنشطة محلية و جهوية ووطنية ، أن النظر في طريقة اشتغال الكاتب العام و انجازاته تكشف سر تجديد الدولة الثقة في العامل السابق و تؤكد أن الادراة قد تعمل برجل واحد وسط الطوفان." انتهى المقال والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا الآن و في هذا الوقت بالذات ؟ ولماذا لم تجد مثل هاته المقالات سبيلها إلى صفحات هاته الجريدة قبل تعيين العامل الجديد ؟ الذي نحسن به الظن ما لم يثبت العكس ، ونتمنى أن لا ينصت لقدماء رجال السلطة ، ولا لمن يدمنون الإعتكاف بديوان العمالة ، وأن يوفقه الله في تحريك ملفات أزكمت أنوفنا وملأت جيوب المشرفين عليها . إن مثل هاته المقالات لن تستطيع تلميع مرآة تآكلت واجهتها بفعل الفساد ، حقيقة أن العامل السابق قد شغله الراح المعتق الذي كان يجعل في عينيه كل شئ على ما يرام ، وذاك هو ما شجع صاحبنا موضوع المقال ومسؤولين آخرين بأقسام أخرى بعمالة الطنطان على فعل الأفاعيل و" المال السايب يعلم السركة " نعم مشكل الطنطان في أبناءها المنتخبين وياللأسف ، ونحن ضد الفساد أين ما وجد وفي أي شخص تجسد ، وليس لدينا أي مشكل شخصي مع أي كان لكن هي الطنطان وهو الحق لا ولن نحابي فيهما أحدا هذا قدر الطنطان تكالبت عليه لوبيات الفساد منتخبين ، رجال سلطة ، صحافة ومجتمع مدني و " لحمية تغلب السبع " حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله